سفينة الحرية تتحدى حصار غزة وسط تهديدات إسرائيلية

mainThumb

08-06-2025 07:23 PM

وكالات - السوسنة

تقترب سفينة "الحرية" التي تقل ناشطين دوليين من سواحل قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات، وسط توتر متصاعد بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إصدار تعليمات للجيش بمنع السفينة من الوصول . 

السفينة، التي تحمل اسم "مادلين"، انطلقت من سواحل جزيرة صقلية الإيطالية في السادس من يونيو/حزيران، وترفع العلم البريطاني، وتديرها منظمة "تحالف أسطول الحرية" المناهضة للحرب على غزة. وتقل على متنها مجموعة من النشطاء المناهضين للحصار، من بينهم الناشطة السويدية المعروفة في مجال المناخ غريتا ثونبرغ، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، إلى جانب 11 فرداً من طاقم السفينة.

وبحسب المنظمين، فإن "مادلين" تحمل شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية، تضم أرزاً وحليباً للأطفال، وتسعى إلى إيصالها إلى غزة المحاصرة منذ ما يزيد على 17 عاماً. وقالت مسؤولة الإعلام في التحالف، هاي شا ويا، إن السفينة باتت على بعد نحو 160 ميلاً بحرياً (قرابة 296 كيلومتراً) من شواطئ غزة، وإن الاستعدادات جارية لاحتمال اعتراضها من قبل القوات الإسرائيلية.

في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي في بيان رسمي أن "الجيش تلقى أوامر واضحة بمنع السفينة من اختراق الحصار"، محذراً القائمين على الرحلة بالقول: "من الأفضل لكم أن تعودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة". وأضاف كاتس أن إسرائيل "لن تسمح بأي محاولة لكسر الحصار البحري"، في إشارة إلى الإجراءات العسكرية المتوقعة ضد السفينة.

لكن النائبة ريما حسن، إحدى المشاركات في الرحلة، ردت على تهديدات كاتس برسالة مقتضبة قالت فيها: "لن نعود أدراجنا". كما أكدت الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ أن مشاركتها تأتي لـ"تحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وتسليط الضوء على الجرائم الإنسانية المتصاعدة"، وفق تعبيرها، مشددة على أهمية إيصال المساعدات في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان أحداث عام 2010 حين هاجمت وحدة إسرائيلية خاصة السفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت ضمن أسطول متجه إلى غزة، ما أدى إلى مقتل عشرة نشطاء كانوا على متنها، وتسبب بأزمة دبلوماسية واسعة آنذاك.

وتشير تقديرات إلى أن "الجيش الإسرائيلي" يستعد لاعتراض سفينة "الحرية" ومرافقتها إلى ميناء أسدود، ومن ثم ترحيل طاقمها، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.

وتأتي هذه التطورات في ظل الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية في القطاع، وفرض حصار كامل على دخول الغذاء والماء والدواء منذ مارس/آذار الماضي.

وحذرت الأمم المتحدة من خطر مجاعة حقيقي يهدد غالبية سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد