صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة

تشهد الساحة الإقليمية منذ فجر الجمعة تصعيدًا غير مسبوق في الصراع بين إيران وإسرائيل، وسط تبادل كثيف للنيران، حيث أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما أثار تساؤلات استراتيجية حول قدرة إسرائيل على الصمود في حال استمرار التصعيد، خاصة في ظل غياب التدخل المباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن التصدي الناجح للهجمات لا يخفي القلق المتزايد في الأوساط الغربية بشأن المدى الذي يمكن أن تصمد فيه إسرائيل أمام موجات متتالية من الهجمات الإيرانية، دون تدخل أو دعم عسكري مباشر من واشنطن، في وقت تتعاظم فيه التقديرات بأن المواجهة قد تطول وتتوسع.

ويشير مراقبون إلى أن استمرار هذا النوع من التصعيد قد يضع اختبارًا حقيقيًا ليس فقط لقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، بل أيضًا للصلابة السياسية والعسكرية في غياب مظلة الحماية الأميركية التي كانت على الدوام جزءًا من معادلة الردع الإقليمي.

تتحدث التقييمات الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية عن أن إسرائيل قد تتمكن من الصمود لـ10 إلى 12 يوما إضافيا، في حال استمرت الهجمات بنفس الوتيرة، ما لم تحصل على دعم مباشر وفوري أو ذخائر من الولايات المتحدة.

يقول مصدر مطلع لـ"واشنطن بوست": "قد تضطر إسرائيل قريبا إلى اختيار ما تصده وما تتركه، لأن النظام أصبح مثقلا".

وتشير بعض المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل بترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، ما قد يؤثر على قدرته في التصدي الكامل لأي هجوم واسع.

من جانب آخر، وبينما تنجح إسرائيل في التصدي لمعظم الصواريخ، إلا أن ذلك يأتي بتكلفة عالية. وقدرت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية تكلفة الدفاع الصاروخي بحوالي مليار شيكل (نحو 285 مليون دولار) يوميا، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على الاستمرار في الدفاع بنفس المستوى.