دمى الذكاء الاصطناعي تثير جدلًا تربويًا

mainThumb
دمى محشوة مزودة بالذكاء الاصطناعي للأطفال من شركة Curio

17-08-2025 12:41 PM

السوسنة - في ظل تسارع دمج الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، بدأت شركات تقنية في الترويج لدمى محشوة مزودة بروبوتات دردشة ذكية، بوصفها بديلًا عمليًا للأطفال عن تمضية أوقاتهم أمام الشاشات، ما يفتح بابًا جديدًا للنقاش حول تأثير هذه المنتجات على الصحة النفسية والعاطفية للصغار.

وتُسوّق هذه الدمى، التي تأتي على هيئة حيوانات محشوة محببة الشكل، على أنها أدوات تعليمية وتفاعلية، قادرة على إجراء محادثات مع الأطفال، وتقديم إجابات على أسئلتهم، وحتى التفاعل مع مشاعرهم.

لكن هذه الفكرة، رغم جاذبيتها، أثارت تحفظات واسعة بين الخبراء والمراقبين.

الصحفية أماندا هيس من "نيويورك تايمز" سردت تجربتها مع دمية "Grem" من شركة "Curio"، وقالت إنها شعرت بأن الروبوت يحاول إقامة رابط عاطفي معها، ما دفعها إلى رفض تعريف أطفالها عليه.

ووصفت الدمية بأنها ليست مجرد ترقية للدب المحشو، بل "أشبه ببديل للأم أو الأب"، وهو ما اعتبرته مقلقًا.

ورغم أنها سمحت لاحقًا لأطفالها باللعب مع الدمية، إلا أنها نزعت منها صندوق الصوت، ليستخدمها الأطفال كدمية عادية دون تفاعل رقمي، مشيرة إلى أن الأطفال عادوا بعدها لمشاهدة التلفاز، وكأنهم فقدوا عنصر التفاعل الحقيقي.

وتأتي هذه المنتجات في وقت تتزايد فيه المخاوف من "هلوسات" الذكاء الاصطناعي، أي تقديمه لمعلومات خاطئة أو مضللة، كما حذرت تقارير سابقة من الروابط العاطفية التي قد تنشأ بين الأطفال وروبوتات الدردشة، ما قد يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي.

ويخشى خبراء أن تؤدي هذه الدمى إلى تعزيز الاعتماد العاطفي على كائنات غير بشرية، في مرحلة عمرية حساسة، حيث يتشكل وعي الطفل حول العلاقات والروابط الإنسانية.

كما أن هذه الأدوات، رغم قدرتها على تقليد الحوار، تفتقر إلى الفهم الحقيقي للسياق والمشاعر، ما يجعلها غير مؤهلة لتكون بديلًا عن التفاعل البشري.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد