البراري: المستوطنات أداة إسرائيلية لإجهاض حل الدولتين

mainThumb

02-09-2025 10:16 PM

السوسنة - أكد أستاذ العلوم السياسية حسن البراري أن الانتشار الكثيف والمدروس للمستوطنات في الضفة الغربية يهدف بشكل استراتيجي إلى إجهاض فكرة حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم تكتيكًا مستمرًا منذ سبعينيات القرن الماضي لتعطيل أي إمكانية لتحقيق هذا الحل.

وأوضح البراري، أن الاحتلال الإسرائيلي ضمّ القدس عام 1967 والتي تشكل 20% من مساحة الضفة الغربية، ويطبق قوانينه على نحو 14% من الأراضي الفلسطينية ضمن الكتل الاستيطانية، إضافة إلى سيطرته على منطقة غور الأردن. وبيّن أن أكثر من 65% من أراضي الضفة الغربية ضُمّت إما بإعلان رسمي أو بشكل فعلي، فيما تخضع المنطقة "ج" لسيطرة أمنية واقتصادية واستيطانية كاملة من قبل الاحتلال.

وأشار البراري إلى أن اليمين المتدين في إسرائيل يسيطر على مفاصل القرار السياسي، لافتًا إلى أن إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يديران فعليًا شؤون الضفة الغربية، بينما يُتوقع أن يُطرح ملف الضم رسميًا خلال اجتماع "الكابينت" القادم، كخطوة اعتبرها الاحتلال ردًّا على محاولات بعض الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف أن خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخير تضمّن مضامين دينية وبعدًا تلموديًا توراتيًا ينسجم مع خطة ضم الضفة الغربية.

وذكّر البراري بأن اتفاقية أوسلو عام 1993 كانت انتقالية لخمس سنوات فقط، وكان يفترض أن تُحسم خلالها قضايا اللاجئين، القدس، الحدود، والمياه بحلول 1998، إلا أن الاحتلال اجتاح مناطق "أ" وأفشل الاتفاق. وأضاف أن إسرائيل تستغل عامل الوقت لفرض وقائع جديدة على الأرض، في ظل استمرار السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني، ومنع تحويل الأموال إليها، بينما يلوّح الاحتلال بحلّ السلطة نفسها ويرفض التعامل معها أو مع حركة حماس.

كما حذّر البراري من أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون نقل السكان من غرب النهر إلى شرقه، معتبرًا أن الضفة الغربية تمثل "قلب المشروع الصهيوني"، لافتًا إلى هشاشة بعض المناطق الفلسطينية وكثافتها السكانية.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع مصر، اعتبر البراري أن مزاعم الاحتلال بوقف التعاون في ملف الطاقة تمثل وسيلة ضغط على القاهرة لقبول التهجير، مشددًا على أن العبث مع مصر "كلفته عالية". وأكد أن الأردن يرسل رسائل واضحة بأن التهجير بمثابة إعلان حرب، ولا يمكن العبث معه، مشيرًا إلى أن ذلك سيضعف نتنياهو أمام الإدارة الأمريكية، خاصة أن الأردن يُنظر إليه كواحة اعتدال في المنطقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد