حمية الكيتو تتجاوز خسارة الوزن إلى تحسين المزاج

mainThumb

12-09-2025 09:46 AM

السوسنة - لم يعد تأثير النظام الغذائي مقتصرًا على الوزن أو صحة القلب فحسب، بل أصبح جزءًا أساسيًا من النقاش العالمي حول الصحة النفسية والعقلية.

وفي هذا السياق، برزت حمية الكيتو كأحد الأنظمة التي تلفت الانتباه لما تقدمه من فوائد محتملة تتجاوز الشكل الجسدي لتشمل التوازن النفسي.

تعتمد حمية الكيتو على تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير مقابل زيادة الدهون والبروتينات، ما يدفع الجسم إلى الدخول في حالة تُعرف بـ"الكيتوز"، حيث يبدأ في تحويل الدهون إلى "كيتونات" تُستخدم كمصدر بديل للطاقة بدلًا من الغلوكوز.

هذه الآلية لا تساعد فقط على خسارة الوزن وخفض نسبة الدهون، بل ارتبطت أيضًا بتحسين مستويات الطاقة والاستقرار المزاجي لدى بعض متبعيها.

ويشير خبراء التغذية إلى أن هذا النمط الغذائي يمكن أن يقلل من تقلبات سكر الدم، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على الصحة العقلية، خصوصًا أن اضطراب مستويات السكر يرتبط بالقلق والتوتر. كما أن الاعتماد على الدهون الصحية والبروتينات يمنح الدماغ عناصر غذائية مهمة تدعم وظائفه وتعزز الأداء الإدراكي.

وفي هذا السياق، كشفت دراسة تجريبية حديثة أجرتها جامعة ولاية أوهايو عن نتائج مشجعة تربط بين اتباع حمية الكيتو وتراجع أعراض الاكتئاب.

فقد شملت الدراسة 16 مشاركًا يعانون من الاكتئاب، وأظهرت أن التزامهم بالنظام الكيتوني لمدة 10 أسابيع أدى إلى انخفاض أعراض الاكتئاب بنسبة تقارب 70%.

ولم تتوقف النتائج عند الجانب النفسي، إذ أظهر المشاركون تحسنًا ملحوظًا في صحتهم العامة بما يقارب ثلاثة أضعاف، إلى جانب أداء أفضل في اختبارات القدرات العقلية، كما فقد معظمهم نحو 2.4% من دهون الجسم. وقد اعتمدوا على استهلاك أقل من 50 غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا، مع زيادة في الدهون والبروتينات، ما أدخل أجسامهم في حالة "الكيتوز".

ورغم هذه النتائج الواعدة، شدّد الباحثون على أن الدراسة أولية وصغيرة، وأن هناك حاجة إلى أبحاث أوسع لفهم الآليات التي تجعل هذا النظام قادرًا على التأثير في الحالة المزاجية.

وتذهب إحدى الفرضيات إلى أن التغيرات الأيضية الناتجة عن الحمية قد تتداخل مع بعض المسارات البيولوجية المرتبطة بالاكتئاب، وهو ما قد يفتح المجال أمام دمج التغذية العلاجية بالعلاج النفسي مستقبلًا.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد