أبو زيد: الاحتلال لم ينتصر والمقاومة لم تهزم

mainThumb
تصاعد الدخان من غزة بعد قصف لقوات الاحتلال

07-10-2025 10:01 AM

السوسنة

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن 732 يومًا تنهي السنة الثانية من حرب طاحنة دخل فيها الاحتلال بمنطق المنتصر وبكتلة نارية وبرية ضخمة منذ اليوم الأول، ضمن أربعة أهداف رئيسة: القضاء على المقاومة، وتجريد المقاومة من سلاحها، وتحرير الأسرى بالقوة.

وطور نتنياهو أهدافه فيما بعد بعملية عرفت بخطة الجنرالات لتشمل التهجير. ثم دخل جيش الاحتلال إلى عربات جدعون 1 بمفهوم استخدمه نتنياهو وهو النصر المطلق. لم يتحقق شيء، فدخل نتنياهو برئيس أركان جديد خلفًا لهرتسي هاليفي وهو إيال زامير، ووزير دفاع جديد خلفًا ليواف غالانت وهو إيتسرائيل كاتس الأكثر تطرفًا ودموية، جاءوا بمبدأ صفر خسائر في عربات جدعون 2.

وأضاف أبو زيد: لم تنجح أربع عمليات عسكرية رئيسية وتغيير طاقمين من قيادات الصف الأول العسكريين بتحقيق أهداف المستوى السياسي، ولم يتم تحرير أي أسير بالقوة، بل كل ما تم تحريره جاء على طاولة المفاوضات.

بالمقابل، حسب أبو زيد، نجحت المقاومة في الصمود رغم انخفاض كفاءتها القتالية، إلا أنها نجحت في إعادة إنتاج نفسها بسبب المرونة التي وفرتها الهياكل التنظيمية الأفقية للعقد القتالية التي صمدت وحافظت على مبدأ قتالي منذ اليوم الأول بأن تبقى سرعة المقاومة في إعادة إنتاج نفسها أكبر من سرعة الاحتلال في تدمير قدراتها.

وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال وقع بنفس الخطأ التكتيكي منذ اليوم الأول، حيث دخل بقوات تقليدية قاتلت قتالاً تقليدياً أمام مقاومة غير تقليدية، الأمر الذي يفسر أن الاحتلال في كل عملياته العسكرية من "السيوف الحديدية" لغاية "غربيات جدعون 2" قاتل بخمس فرق. هذا ما جعل قتال الاحتلال تصاعدياً، وفي معظم الأعراف العسكرية القتال يكون تنازلياً، أي بمعنى تدمير قدرات الخصم ثم التخفيف من القوى والكتلة النارية، وهذا ما لم يتحقق نتيجة إخفاق استخبارات الاحتلال في تقدير قدرات المقاومة.

ولفت أبو زيد إلى أن المقاومة حافظت على أبعاد القتال الرئيسية: البعد الإعلامي ظل متماسكاً رغم اغتيال الناطق الإعلامي أبو عبيدة، والبعد الاستخباري، والبعد العملياتي رغم اغتيال العديد من قيادات الصف الأول على رأسهم رئيس الأركان الضيف والسنوار مهندس 7 أكتوبر.

في حين أن البنية التنظيمية لجيش الاحتلال تآكلت وتم تغيير قيادات الصف الأول (رئيس الأركان ووزير الدفاع وقادة الفرق المقاتلة)، ولم ينجح الاحتلال بتحقيق معادلة القدرة والقوة، في حين حافظت المقاومة على صمودها وجرّدت الاحتلال من تحقيق أهدافه. لذلك يمكن القول إنه بعد عامين من 7 أكتوبر الاحتلال فشل ولم ينتصر، والمقاومة نجحت ولم تهزم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد