ندى محافظة تُواجه الحب المؤذي في روايتها الجديدة "إلى أبي الأناني"

mainThumb

08-10-2025 12:46 AM

عمان - السوسنة - شهد معرض عمان الدولي للكتاب حدثًا أدبيًا بارزًا بتوقيع الأديبة ندى محمد محافظة لروايتها الجديدة التي تحمل عنوان "إلى أبي الأناني". وقد استقطب حفل التوقيع اهتمامًا واسعًا من الجمهور والنقاد، نظرًا للطبيعة الشائكة والعميقة للقضايا التي تتناولها الرواية.

تدور أحداث "إلى أبي الأناني" حول قصة شاب نشأ في كنف بيئة عائلية قاسية يغلب عليها التسلُّط، وتحديدًا من قِبل شخصية الأب. هذا الضغط الأبوي والتسلّط المستمر يشكّل نقطة الانطلاق التي تدفع البطل إلى التمرّد في محاولة يائسة لإثبات ذاته وإيجاد مساحته الخاصة. لكنّ الرواية تُقدّم تحولًا نفسيًا معقدًا؛ فأسلوب الشاب في المواجهة والتمرّد يجعله ينتقل تدريجيًا من موقع الضحية المظلومة إلى صورة المذنب، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الاستجابة لظروف القهر.
تشريح العلاقة المعقدة بين الآباء والأبناء
تُسلّط الرواية الضوء بجرأة على العلاقة المعقّدة والمتناقضة بين الآباء وأبنائهم. وتُظهر كيف أن الحب الوالدي، رغم عمقه وصدقه، يمكن أن يُمارَس أحيانًا بطريقة مؤذية نفسيًا، تاركًا في الأبناء "جروحًا يصعب التئامها"، حتى وإن كان هذا الأذى غير مقصود. وبهذا، تشتبك ندى محمد مع واحدة من أكثر الديناميكيات الأسرية حساسية.

تختتم الرواية بتقديم تساؤلات فلسفية وأخلاقية عميقة تلامس وجدان القارئ، منها:

هل يمكن أن يظلم الأب أو الأم أولادهم حقًا؟

هل تُغفر ذنوبهم وأخطائهم تحت غطاء العاطفة، لمجرد أن الحب الوالدي حاضر؟

وهل يجب على الأبناء أن يرسموا حدودًا لهذا الحب، حمايةً لكيانهم النفسي؟

تُعد رواية "إلى أبي الأناني" إضافة نوعية للمشهد الأدبي، حيث تمزج بين السرد المشوّق والتحليل النفسي العميق، داعية القارئ إلى مراجعة مفهوم الحب والسلطة ضمن الإطار العائلي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد