صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - تتجه أنظار قطاع الطاقة العالمي نحو اليابان، حيث تعتزم طوكيو اتخاذ خطوة جريئة بإعادة تشغيل محطة "كاشيوازاكي-كاريوا"، التي تتصدر قائمة أكبر منشآت الطاقة الذرية في كوكبنا.

هذا التحرك، الذي كشفت عنه وكالة "كيودو" الرسمية، يمثل منعطفا جوهريا في سياسة أمن الطاقة اليابانية، بعد فترة طويلة من التردد والمخافت التي أعقبت كوارث ماضية.

ويعود السبب في إغلاق هذه المنظومة العملاقة، الواقعة في إقليم "نيغاتا" شمال غربي العاصمة، إلى التبعات القاسية للزلزال المدمر وأمواج "تسونامي" التي ضربت البلاد قبل سنوات.

تلك الأحداث الدراماتية دفعت الحكومة حينها إلى تعطيل ٥٤ مفاعلا نوويا كإجراء احترازي صارم، مما أدخل البلاد في مخاض بحث عن بدائل آمنة، قبل أن تعود اليوم للاستعانة بقدراتها الذرية لمواجهة نقص الإمدادات وتزايد كلف الاستيراد.

وفي تفاصيل الخطة التشغيلية، تعكف شركة "طوكيو للطاقة الكهربائية" على تهيئة المفاعل الأول من أصل سبعة مفاعل تضمها المحطة، بهدف إعادته للخدمة في العشرين من يناير المقبل.

وتنتظر هذه العملية الضوء الأخضر النهائي من الجهات الرقابية، التي تفحص بدقة مدى مطابقة المنشأة لمعايير السلامة المحدوثة، لضمان عدم تكرار سيناريوهات الماضي في محطة تبعد ٢٢٠ كيلومترا فقط عن قلب طوكيو المأهول.

ويرى خبراء اقتصاديون أن نجاح هذه التجربة سيعيد اليابان كلاعب محوري في تقنيات الطاقة النظيفة، رغم الجدل الشعبي المستمر حول المخاطر النووية.

ومن شأن تشغيل "كاشيوازاكي-كاريوا" بكامل طاقتها أن يخفف الضغط عن شبكة الكهرباء الوطنية ويسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، في مسعى تهدف من خلاله الحكومة إلى المي زان بين النمو الصناعي والحماية البيئية، وفق رؤية طاقية متجددة.