صحيفة السوسنة الأردنية

اعلن رئيس البرلمان التركي الجمعة ان وزير الخارجية عبد الله غول، لم يتمكن في الدورة الثانية من الاقتراع في البرلمان، من الحصول على الاصوات الكافية لفوزه بالرئاسة الذي يبدو شبه مؤكد في الدورة الثالثة الاسبوع الحالي . ولم يتمكن غول مرشح حزب العدالة والتنمية، من الحصول على اكثر من 337 صوتا من اصوات البرلمان المؤلف من 550 مقعدا، اي اقل بثلاثين صوتا من اغلبية الثلثين (367 صوتا) المطلوبة في الدورة الثانية.
وحصل المرشحان الاخران صباح الدين جكمكوغلو من حزب العمل القومي (يمين) وحسين تيفون ايجلي من حزب اليسار الديموقراطي الاثنين على 71 و14 صوتا على التوالي. ومن شبه المؤكد ان يفوز غول الذي ينظر الجيش والعلمانيون الى ماضيه ببعض الشك، في الدورة الثالثة من الانتخابات التي يكفي فيها الحصول على الاغلبية الضئيلة (276 صوتا).
ويشغل حزب العدالة والتنمية 340 من مقاعد البرلمان. واثار ترشيح غول للمرة الاولى الربيع الماضي ازمة سياسية خطيرة اذ رفض العلمانيون السماح بوصول سياسي يتهمونه بالسعي الى فرض الدين في مؤسسات الدولة الى سدة الرئاسة.
ويعرب العلمانيون المتشددون كذلك عن استيائهم من ارتداء زوجة غول الحجاب، الذين يعتبرونه رمزا لتحدي النظام العلماني.
وادت الازمة الى الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة جرت في 22 تموز وحقق فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان فوزا ساحقا بحصوله على 5ر46% من الاصوات. وعزز هذا الفوز مشروعية ترشح غول ثانية.
ويعتبر منصب الرئاسة شرفيا الا ان الرئيس يتمتع بسلطة التعيين في المناصب البيروقراطية العليا، وتعيين قضاة والغاء القوانين في البرلمان. وتعهد غول عدة مرات بحماية النظام العلماني والحيادية اذا تم اختياره. وقبل عشر سنوات اجبر الجيش اول حكومة تركية يتزعمها اسلاميون ومن بينهم غول، على الاستقالة. الا ان الجيش التزم الصمت بخصوص اعادة ترشيح غول لمنصب الرئاسة.
وتسبب اردوغان في اثارة التوتر الاسبوع الماضي عندما قال ان على اي شخص لا يعجبه احتمال انتخاب غول رئيسا للدولة مغادرة تركيا.
ودانت جماعات الاعلام والمؤسسات المدنية تصريحات اردوغان ووصفتها بغير الديموقراطية. وقال محللون ان رئيس الوزراء القى بالشك على تعهدات غول باحتضان كافة اطياف المجتمع التركي اذا تم انتخابه.