ورشة عمل في مؤسسة اعمار الحصن

مناسبات

ورشة عمل في مؤسسة اعمار الحصن

13-12-2009 12:00 AM

اربد - السوسنة - أقامت ع مؤسسة اعمار الحصن وبالتعاون مع الجمعية الأردنية للزراعة العضوية وضمن مشروع التوعية بالملوثات العضوية الثابتة ورشة عمل علمية تثقيفية تحت عنوان "الزراعة العضوية.. عودة إلى الطبيعة" وذلك بهدف نشر الوعي والمعرفة بين مختلف فئات المجتمع المحلي بخطورة الملوثات العضوية الثابتة كجز من التعريف بمفهوم الزراعة العضوية من خلال توضيح مبادئها و تشريعاتها والحقائق المتعلقة بها على ارض الواقع في الأردن والوطن العربي والعالم.

وفي بداية الورشة والتي عقدت صباح السبت -12 / 12 / 2009 في مقر جمعية الشابات المسيحية في الحصن رحب رئيس مؤسسة اعمار الحصن الدكتور مازن مرجي بالمشاركين في أعمال ورشة العمل من الفعاليات المحلية والمزارعين ومن طلاب وطالبات مدارس الحصن ولواء بني عبيد وأشار إلى أهمية هذه الورش والندوات العلمية والتثقيفية والتي تأتي كمحور أساسي من محاور عمل واهتمامات المؤسسة التي تسعى من خلالها إلى خدمة المجتمع المحلي وإتاحة الفرص أمام فعالياته المختلفة وخاصة جيل الشباب للمشاركة الايجابية والتفاعل مع بعضها البعض ومع المجتمع عبر قنوات ثقافية علمية وعملية تراكم لديهم المعارف المختلفة وتعزز لديهم روح المبادرة وتعلي في نفوسهم قيم الحوار وتلاقح الأفكار وتقوي من ثقتهم بالذات ليطرحوا أفكارهم ويكونوا قناعاتهم وقيمهم العامة عبر فرصة الاستماع والنقاش والمجادلة مع الخبراء والمختصين وأصحاب الفكر والمبادئ.
من جانبه شكر نائب رئيس الجمعية الأردنية للزراعة العضوية الدكتور سلام القائمين على الإعداد والتحضير والتنظيم لهذه الورشة الهامة والتي تتيح للجمعية فرصة هامة للتعريف بالجمعية والأهداف التي تسعى لتحقيقها من خلال مشروع التوعية بالملوثات العضوية الثابتة الممول من قبل برنامج المنح الصغير ( جيف )
وقد قدمت خلال ورشة العمل خمس أوراق عمل، كانت أولها ورقة عمل بعنوان "دور الزراعة العضوية في الحد من ظاهرة التغير المناخي" للمهندس اسلام مغايرة عضو مجلس إدارة الجمعية الأردنية للزراعة العضوية والتي بين فيها المخاطر التي تتعرض لها الكرة الأرضية نتيجة التغيرات المناخية الطبيعية أو الناتجة عن الإنسان مثل ظاهرة الاحتباس الحراري كما تطرق إلى مجموعة من الأفكار والأطروحات الواجب تبنيها على مستوى الأردن والعالم للتقليل من أثار هذه الظواهر السلبية على مستقبل البيئة والبشر.
أما الورقة الثانية فكانت تحت عنوان "مقدمة حول الزراعة العضوية وإنتاج الزيتون العضوي" والتي قدمها الدكتور سلام أيوب والتي حاول من خلالها التعريف بمفهوم الزراعة العضوية أو منهج زراعي ينتشر في العالم كافة وبين الاشتراطات والظروف التي يجب توفرها لقيام نظام للزراعة العضوية وعقد المقارنة بين المنتج الزراعي المطبق في إنتاجها شروط الزراعة العضوية وأنهى ورقته برؤية خاصة حول إنتاج الزيتون في الأردن حسب المتطلبات العالمية للزراعة العضوية.
الورقة الثالثة في ورشة العمل كانت حول "التسميد العضوي" والتي قدمها المهندس محمد عايش, أمين سر جمعية الزراعة العضوية بين فيها طرق تحضير الأسمدة العضوية وأورد الأمثلة العملية على استخدام الأسمدة العضوية في إنتاج محاصيل زراعية طبيعية تتمتع بجودة عالية.
اما عضو الهيئة الإدارية لجمعية الزراعة العضوية المهندس مأمون البكري فقد قدم ورقة شيقة تحت عنوان "إدارة مكافحة الآفات الزراعية في الزراعة العضوية" والتي أورد فيها نماذج وشرح تجارب عملية تطبق في الزراعة العضوية تعتمد على فكرة إدارة المكافحة للآلفات الزراعية بطرق وأدوات بسيطة ومواد طبيعية من وحي ومن إنتاج الطبيعة أو باستخدام الحشرات والديدان والطفيليات الموجودة والتي تعتبر كائنات غير ضارة تتغذى على حشرات أو فيروسات أو فطريات ضارة تتسبب في تلف المزروعات وبالتالي تقضي عليها دون الحاجة إلى استخدام المبيدات الكيماويةبعنوان "دور الزراعة العضوية في الحد من ظاهرة التغير المناخي"
وقدم الخبير الاقتصادي الدكتور مازن مرجي ورقة العمل الخامسة والتي كانت بعنوان "الزراعة العضوية عودة إلى الطبيعة" بين فيها بأن الزراعة العضوية لا تعني أبدا العودة إلى الأنماط والأساليب والأدوات البدائية كما يعتقد البعض وإنما هي منهج زراعي يتواءم مع التقدم العلمي ومخرجات التطور التقني وطرق الإنتاج والتسويق الحديثة وبالتالي طلب وحاجة متزايدة لدى إنسان العصر الحالي الذي أنهك جسده وبيئته استفحال الاستخدام المكثف للأسمدة والمبيدات الكيماوية والتلاعب بالجينات واستخدام الهرمونات الصناعية والتي غايتها زيادة الإنتاج وتحقيق الأرباح دون التفات حقيقي إلى ما تحدث من خلال في التوازن البيئي وما تجلبه من مضار صحية على الإنسان والحيوان والنبات, كما تطرق مرجي في ورقته إلى أن منهج الزراعة العضوية قد يكون مدخلا ملائما في لخلق فرص استثمارية جديدة تؤدي إلى خلق فرص عمل عديدة حيث تعتمد الزراعة العضوية بصورة واضحة على استخدام الأيدي العاملة بكثافة. وختم ورقة العمل بالتأكيد على أن العودة إلى الطبيعة بمكوناتها الأصلية هو اختيار اقتصادي مجدي علاوة على كونه اختيار بيئي وصحي سليم وذلك من حيث أن منهج الزراعة العضوية يعتمد بصورة اكبر على مواد ومكونات الطبيعة المتوفرة في البيئة المحلية من تربة ومياه وهواء وكائنات حية وأسمدة وأيدي عاملة محلية ذات كلف بسيطة قياسا مع وسائل الزراعة السائدة المعتمدة كليا على الأسمدة والمبيدات الكيماوية المستوردة بمعظمها من الخارج وبكلفة عالية جدا تمثل واحد من معيقات تطور القطاعات الزراعية وخاصة في الدول الفقيرة والدول النامية.
وفي ختام ورشة العمل التي اتسمت جلساتها بالنقاش والحوار الواسع والذي شارك فيه جيل الشباب من شباب وشابات بصورة ملفته خرج المشاركون في الورشة بعدد من التوصيات كان من أبرزها:
- أوصى المشاركون بالاستمرار في عقد مثل هذه الحلقات الثقافية العلمية والتي ترفع من مستوى الوعي لدى المجتمعات المحلية وخاصة لدى قطاع الشباب بقضايا هامة في حياتهم تتعلق بالبيئة والمكان الذي يتعايش معه الإنسان ويتأثر بما يحدث فيه من التغيرات.
- طالب المشاركون بأن تقوم وزارات التربية والتعليم والثقافة والزراعة بتعميم وسائل المعرفة والمعلومات المتعلقة بالبيئية والتصحر والزراعة العضوية لما لها من أهمية كبيرة وذلك من خلال المناهج المدرسية وإصدار الكتب والدوريات وطباعة النشرات والأدلة التوضيحية والتثقيفية.
- طالب المشاركون بضرورة أن تقوم الجهات المعنية بالاهتمام بإنشاء حدائق عامة أو داخل المدارس والكليات الجامعية في الحصن ولواء بني عبيد والمملكة تعتمد منهج الزراعة العضوية وتطبق مفاهيمها وأساليبها.
- أكد المشاركون على أن مهمة المحافظة على البيئة والعودة إلى الطبيعة وإيقاف تلويث الأرض واستنزاف مقدراتها بوسائل جائرة ليس مسؤولية الجهات الدولية المتخصصة أو الحكومات فقط وإنما هي مسؤولية كل إنسان حيث أن كل فرد في المجتمع هو شريك في رسم صورة المستقبل لبيئته وبلده والكرة الأرضية التي يعيش عليها.