لماذا قاد معاذ الكساسبة طائرته على علو منخفض ؟

mainThumb

25-12-2014 04:26 PM

السوسنة - في بلدة صغيرة على أطراف محافظة الكرك جنوبي الأردن، تقطن عائلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة (26 عاماً) الذي وقع أسيرا بأيدي تنظيم "داعش"، صباح أمس الأربعاء، بعد سقوط طائرته الحربية بمحافظة الرقة شمالي سوريا.

بلدة "عي" التي تطل على الأراضي الفلسطينية المحتلة احتشد أغلب رجالها، مساء أمس الأربعاء، مرددين دعاء واحدا بأن يعيد الله الطيار معاذ لوالدته التي أصيبت بانهيار عصبي فور سماعها نبأ أسر نجلها ومشاهدة صوره على وسائل الإعلام بعد وقوعه في قبضة "داعش".

وفي دار ضيافة الكساسبة (مكان عقد اجتماعات العشيرة)، حيث كان يجلس رجال وحتى أطفال صغار ملتفين لسماع تفاصيل رواها يونس الكساسبة نقلا عن شقيقه صافي الكساسبة (والد معاذ) حول اجتماع الأخير، مساء الاربعاء، بالملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين في الدولة وقادة في القوات المشتركة للتحالف.

يقول يونس الذي كان غير قادر على تمالك نفسه وحبس دموعه "أخبرونا أن ابننا كان يقود طائرته ضمن سرب مكون من 4 طائرات أخرى تابعة للتحالف عندما أسقطت طائرته، وحاول الطيارون الثلاثة الآخرين إنقاذه(لم يبيّن الطريقة) إلا أنهم لم يستطيعوا قصف مواقع "داعش" أسفلهم خوفا من أن يصاب معاذ بأذى لكونه كان وقع بيد التنظيم".

ويضيف يونس "حسب التفاصيل التي وردتنا فإن معاذا كان تلقى أوامر بالطيران على ارتفاع 400 قدم(علو منخفض) لتنفيذ غارات على مواقع لـ"داعش" في الرقة، قبل أن يتمكن مقاتلو التنظيم من اقتناص الطائرة بصاروخ حراري أصاب الطائرة وأدى لاسقاطها ونجاة الطيار الذي سقط بمياه النهر، قبل أن يهاجمه أكثر من 10 مقاتلين من التنظيم ويقتادوه لمكان غير معلوم".

عم الطيار الأسير الذي يخشى أن يشاهد ابن أخيه يواجه مصيرا قاسيا مشابها لما واجهه عدد من الرهائن الغربيين الذين أعدمهم "داعش" مؤخراً، مضى بالقول "أتمنى أن يعود معاذ، الملك والمسؤولين أكدوا لنا أنهم سيعيدوه للأردن".

وبحسب ما رصد مراسل "الأناضول"، فإن دار الضيافة الخاصة بعشيرة "الكساسبة" لم تنقطع عن استقبال الحشود الكبيرة من سكان محافظة الكرك الذين جاؤوا للتضامن مع ذوي الطيار وللتأكيد على موقفهم من الجماعات التي تقاتل باسم الدين(أي داعش)، بحسب الحضور.

وعن شخصية معاذ، يقول أحد اقاربه "معاذ شخصية محبوبة، ملتزمة بالدين، كان حلمه منذ الصغر أن يصبح طيارا يدافع عن بلاده، وهو اليوم يواجه مصيرا مجهولا لم يخطر ببال أحد".

وتابع محمد الكساسبة لوكالة الأناضول "معاذ تزوج قبل أشهر، لبى نداء الوطن وغاب عن منزله لأيام طويلة للمشاركة بالدفاع عن دينه ووطنه".

وأعلن تنظيم "داعش"، أمس الأربعاء، إسقاط طائرة تابعة للتحالف الدولي قرب مدينة الرقة السورية وأسر قائدها الأردني معاذ الكساسبة، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتداول موالون لـ"داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها للطيار الأردني الذي أسره التنظيم إثر إسقاط طائرته في مدينة الرقة شمالي سوريا.

كما ظهر في صورة أخرى، 4 عناصر من التنظيم يقتادون الطيار المفترض وهو يرتدي ملابس داخلية ويبدو بصحة جيدة بعد إخراجه من مياه.

وفي صورة ثالثة، يظهر عشرات العناصر المسلحين من التنظيم يتجمعون حول الشخص نفسه، بينما يقوم بعضهم بالنظر إلى السماء، فيما يبدو أنهم يراقبون طائرات كانت لا تزال تحلق فوق المنطقة.

وأكد الجيش الأردني ظهر اليوم نفسه أن تنظيم "داعش" أسقط طائرة مقاتلة تابعة له وأسر قائدها في منطقة الرقة السورية، بحسب بيان له وصل الأناضول نسخة منه.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن "هناك أدلة تشير إلى أن داعش لم تسقط الطائرة (الأردنية) كما تدعي المنظمة الإرهابية" في محيط مدينة الرقة، بحسب بيان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي الذي لم يشر أيضاً إلى طريقة سقوطها.

وخلال الأسابيع الماضية، تناوبت طائرات النظام السوري، وطائرات التحالف الدولي ضد "داعش" بقصف الرقة، التي يسيطر عليها التنظيم، ما أوقع قتلى وجرحى غالبيتهم من المدنيين، بحسب تنسيقيات معارضة.

وتشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي غارات مكثفة منذ حوالي 3 أشهر على معاقل "داعش" في العراق وسوريا.

ومنذ أكثر من عام يسيطر مقاتلو "داعش" على محافظة الرقة، بشكل كامل، وذلك بعد قيامهم بطرد مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر وفصائل إسلامية أخرى كانت قد سيطرت عليها من النظام السوري منذ عامين تقريباً.
(الأناضول)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد