بالرغم من كورونا .. حج صحي أكثر من أي وقت مضى

mainThumb

30-07-2020 11:25 AM

السوسنة - قد يكون فيروس كورونا المستجد مصدر تهديد فعليا للحجّاج في مكة المكرمة، لكن للمفارقة يبدو الحج هذا العام صحيّا جدا مقارنة بما كان عليه في السابق بعدما تقلّصت أعداد المشاركين، وفرضت السلطات إجراءات وقائية صارمة.

 الصحة تدعو الأردنيين لعدم تناول هذه اللحوم

والحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم وبؤرة رئيسية محتملة لانتشار الأمراض، ويمثل تنظيمه في العادة تحدّيا لوجستيا كبيرا، حيث إن ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة.

وغالبا ما كان يعاني الحجاج لدى عودتهم إلى ديارهم بعد نهاية مشاعر الحج من أمراض تنفسية عدّة؛ بسبب الازدحام الشديد أثناء أداء المناسك وعدم وجود أي قيود للتباعد الجسدي، أو إلزام بارتداء الكمامات.

وأكّدت الكويتية عالية الدليمي (60 عاما) التي أدّت فريضة الحج في 2003، أنّها عانت من سعال شديد استمرّ لثلاثة أشهر بعد عودتها، مما أدّى إلى إصابتها بالربو فيما بعد.

وأوضحت "لم أتمكّن من الاقتراب من الكعبة، ولا تقبيل الحجر الأسود في ذلك الوقت".

 معلومات قد لا تعرفها عن كسوة الكعبة

لكن مناسك حج 2020 مختلفة تماما وغير مسبوقة، من توفير حصى الجمرات المعقّمة، إلى العزل الفندقي والمسافة الإجبارية بين الأشخاص لدى أداء الصلوات وغيرها، مما جعل مكة تبدو وكأنها أحد أكثر المدن أمانا على مستوى الصحة في المنطقة.

وحمل الحجاج في بداية الشعائر الأربعاء مظلات ملّونة، وطافوا في حركة متناسقة حول الكعبة في المسجد الحرام، مع إبقاء مسافة محددة بشعارات على الأرض البيضاء، في مشهد تاريخي غير مألوف في أقدس أماكن المسلمين.

وبدا المشهد مختلفا جدا عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة، ويدورون حولها وهم يتسابقون ويتدافعون أحيانا للاقتراب من البناء.

آمنة وصحية

وقبل أن تعلن السعودية أن الحجاج سيكونون من داخل المملكة فقط، تمنّت الدليمي على غرار ملايين الأشخاص حول العالم، أن تشارك في مناسك هذا العام رغم تهديد فيروس كورونا المستجد، بفضل قرار تقليص الأعداد، وإجراءات الوقاية.

وقالت الدليمي المقيمة في الكويت "تمنّيت لو كنت هذه السنة في مكة لأشهد الإجراءات الجديدة، ومنها إلزام الجميع بارتداء الكمامات لتفادي انتقال اي عدوى".

وأعلنت السلطات أنّ 1000 شخص فقط يشاركون في المناسك، لكنّ وسائل الإعلام المحلية ذكرت أنّ الأعداد قد تصل إلى نحو 10 آلاف حاج، مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم شاركوا في الحج العام الماضي، وقدموا من كل أنحاء العالم.

وكان الحجاج بدأوا بالوصول إلى مكة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وخضعوا لفحص لدرجة الحرارة، وُوضعوا في الحجر الصحي في فنادق المدينة.

وتم تزويدهم بمجموعة من الأدوات والمستلزمات بينها إحرام طبي، ومعقّم وحصى الجمرات وكمّامات وسجّادة ومظلّة، بحسب كتيّب "رحلة الحجاج" الصادر عن السلطات التي طالبتهم بعدم المصافحة، ومنعتهم من لمس الكعبة.

ويجب إخضاع الحجاج لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة، وسيتعين عليهم أيضا الحجر الصحي بعد الحج.

وقال المتحدث الرسمي لصحة منطقة مكة المكرمة حمد بن فيحان في مقابلة تلفزيونية "يتم تطبيق الإجراءات الوقائية بشكل مستمر، وبمشيئة الله ستكون مناسك الحج آمنة وصحية".

وبحسب وزارة الحج والعمرة، فإنها أقامت العديد من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهّزت سيارات الإسعاف لتلبية احتياجات الحجاج.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد