أبرز المعالم الأثرية والسياحية في جرش

mainThumb

02-08-2021 10:48 PM

السوسنة - شمال  العاصمة الأردنية عمان تقع مدينة جرش على بعد ٨٤كم منها، وترتقع عن مستوى سطح البحر ب نحو ٦٠٠ م تقريبًا، تتميز مدينة جرش بموقع استراتيجي مميز في وسط جبال ووديان مخضرة وخلابة.
 
من شمال مدينة جرش تشترك بأراضيها مع مدينة اربد، وفي الغرب مع عجلون، أما من الشرق فتتشارك بأراضيها مع مدينة المفرق، ومن الجهة الجنوبية تحدها محافظات عدة وهي عمان والبلقاء والزرقاء.
 
تبلغ مساحة أراضي جرش نحو ٤٠٢ كم²، وتشير الإحصاءات الاردنية بأن عدد سكانها يتجاوز ٢٣٧.٠٠٠ نسمة تقريبا، كما وتضم مدينة جرش في قلبها مخيمي سوف ومخيم غزة (جرش).
تتمتع جرش بمناخ معتدل نسبيًا في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف تكون حارة نسبيًا، وتعتبر من أكثر المناطق اعتدالًا  في المناخ من بين باقي محافظات الأردن .
 
جرش التي تتميز بكثرة أراضيها الجبلية الشاهقة مثل مرتفاع ثغرة عصفور، وتتساقط الثلوج عليها في كل عام وخاصة المرتفعة منها، ولعل أبرز مميزاتها أنها مناطق مخضرة جعلتها من أكثر محافظات الأردن ثروة في الزراعة، وخاصة بما تشتهر به من زراعة الزيتون بجميع أنواعه، ولذلك فقد نجد في مدينة جرش معاصر حديثة وقديمة على الطريق الواصل اليها.
 
تتخلل جبال جرش الشاهقة الغابات الخضراء الخلابة الممتدة  على مد البصر  والتي تحتوي على نباتات نادرة مثل الاوركيدا ، وأشجارها المعمرة التاريخية وخاصة في المناطق الغربية منها، التي تشغل فيها غابات دبين وساكب حيزًا واسعًا .
 
وعلى الرغم من أن جرش مدينة أثرية بامتياز وهذا ما يجعل السياح يتوافدون اليها من كل الأماكن في العالم الا انهم لا يأتون فقط لرؤية الآثار بل أيضا لجمال هذه الغابات دورًا كبيرًا في جلب السياح أيضًا.
 
تاريخ جرش:
يعود إنشاء مدينة جرش الى القرن الرابع قبل الميلاد في عهد الإسكندر الأكبر، وكانت تسمى في ذلك الوقت (جراسيا)، ثم اسماها الكنعانيون (جرشو)، ويخبرنا تاريخ جرش العريق أن هذه المدينة عاشت عصرًا ذهبيًا في فترة حكم الرومان، وكانت رمزًا من الرموز الذي يتباهى فيها الحكم الروماني.
 
تعد جرش واحدة من مدن الديكابوليس (اتحاد المدن العشر)، كما تعد ذات أهمية بالغة بسبب موقعها الجغرافي عند التقاء طرق القوافل، والذي جعل منها مركزًا تجاريًا مزدهرًا.
مرت جرش التاريخية بمراحل عديدة على عصور مختلفة كانت بدايتها في العصر اليوناني ثم الكنعاني، ثم الحكم الروماني الذي ترك أثرًا ملحوظًا فيها إلى يومنا هذا، لما خلفه من أثار أصبحت أماكن سياحية يتوافد اليها السياح منذ زمن بعيد. 
 
وفي بداية عام ٦٣٥م جاء الحكم الإسلامي بعد أن فتحتها الجيوش الإسلامية بقيادة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه، وفي اخر المطاف استقرت مع العهد الهاشمي، لتبقى مدينة جرش المدينة التاريخية الأثرية السياحية على مر الأزمان.
 
وتعتبر مدينة جرش من أكثر الأماكن زيارة بعد مدينة البتراء ( المدينة الوردية) في الأردن، وهذا ما يعزز مكانتها ضمن الاماكن السياحية الأثرية بحضارتها اليونانية والرومانية وامتزاج الطابعين الغربي والشرقي معًا في الصورة الخارجية لها.
 
توحي مدينة جرش للزائر عند القدوم اليها بثقافتها وديانتها وطرازها المعماري في كل زاوية وحجر منها، فهي تعطي السائح طابعًا حقيقيًا عن هويتها العربية والإسلامية ومرور الحضارات عليها.
 
 بعض آثار جرش السياحية 
أولا: المسرح الجنوبي
يعد المسرح الروماني من الآثار الرومانية التي تم تشييدها في القرن الأول للميلاد، تكبر مساحة هذا المدرج لتتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص، وفي الوقت الذي يستخدم هذا المدرج الكبير في يومنا هذا لإقامة الحفلات والمناسبات الفنية والثقافية ومن أهمها مهرجان جرش كانت تستخدم في القدم للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة.
 
ثانيا: المسرح الشمالي
 هو مسرح تقام عليه حفلات غنائية وفنية برعاية مهرجان جرش للثقافة والفنون، ويتسع هذا المسرح لحوالي ٣٠٠٠ شخص .
 
ثالثا: سبيل الحوريات
 شيد سبيل الحوريات في التسعينيات من القرن الثاني للميلاد، ويعرف كذلك باسم سبيل نمفيوم، يحتوي سبيل الحوريات على عدد من النوافير المائية وحوضًا رخاميًا فخمًا يشكله الزخارف والزينة ويتكون من طابقين.
 
رابعا: البوابة الجنوبية
 في فترة حروب الروم التي شنها في القرن الثاني الميلادي والتي تعرف ايضًا باسم بوابة فيلادلفيا، ودمر هذا المعلم عن بكرة أبيه الا من بعض الآثار في ٢٦٨م.
 
خامسا: شارع الأعمدة
هو عبارة عن شارع طويل يمتد لأكثر من ٨٠٠ متر في داخل المدينة الأثرية، وهي الأكثر تميزًا وشهرة يعود تاريخ بنائها الى عام ١٦٥م.
سادسا: المسرح الشمالي، ويعود تاريخ بناءه الى عام ١٦٥م.ويتسع لحوالي 3 ألاف شخص ، ويتم استخدامه للمناسبات والحفلات حيث تم تصميمه بحيث يلائم النظام الصوتي في الزوايا. 
 
سابعا: معبد أرتميس
اعتبر هذا المعبد في القرن الثاني للميلاد معبد للآلهة الحارسة للمدينة باعتقادهم.
 
ثامنا: الهيبودروم
وهو ساحة للخيل وحلبة لاستعراض السيرك الروماني.
 
تاسعا: ساحة الندوة
وهو يعتبر سوق للمدينة الأثرية القديمة يشغل حيزًا وسطها.
 
عاشرا:  الكاتدرائية
وهي عبارة عن بوابة من الحجر وحولها صُوَرًا منحوتة وتعتبر بوابة دينية عريقة يرجع بنائها الى القرن الثاني.
 
ولا ننسى بذلك الأماكن المهمة الأخرى فيها مثل بركتا جرش والتي تعد نقطة مهمة لإقامة الاحتفالات الرومانية القديمة، والمسجد الحميدي الذي سمي بذلك نسبة الى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وشيده الشركس عام ١٨٨٧، كذلك المسجد الأموي في جرش الذي شيد في القرن الثامن للميلاد، ومقام النبي هود الذي يحتل فوق قمة جبلية في الشرق من مدينة جرش.
كانت وما زالت مدينة جرش من أكثر المدن عراقة وأصالة وجمال بشهادة كل من دخل أرضها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد