د. المومني : الاردن سيتحالف ضد داعش لكن مقابل ماذا ؟

mainThumb

04-09-2014 12:17 PM

عمان – السوسنة – كشف أستاذ الدراسات الدولية والمنسق العام لبرنامج فض النزاعات الدولية من كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني عن دور أردني محوري "محتمل " في بناء التحالف الإقليمي الذي ستقوده الولايات المتحدة لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" .

وقال في حوار مع السوسنة  ان هذا التحالف ستفرضه المصالح الوطنية العليا إضافة إلى الميزة النسبية للأردن كلاعب رئيسي في المنطقة حيث أنه يتمتع بموقع جيوسياسي مهم وخطاب عقلاني إضافة إلى ميزة نسبية وخبرة أمنية متراكمة خلقت اهتماماً دولياً في الأردن كلاعب رئيسي وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلفاء الأردن الإقليميين.

وبين الدكتور المومني أن القرار الأردني في دخول هذا التحالف يجب ان ينطلق من أن مشكلة داعش والجماعات الإرهابية تعتبر في الأساس أميركية نتيجة احتلالها العراق وبنائها نظام طائفي  في بغداد أدى إلى تفجر الأوضاع على مدى أكثر من عشر سنوات، بالإضافة إلى فشل النظام السوري في التعامل مع الثورة التي بدأت تطالب بإصلاحات وعدم فاعلية وانقسام وتردد المجتمع الدولي في التعاطي مع الصراع في سوريا بشكل فعال إلى أن تفاقمت الأمور وخرجت عن السيطرة، ويبقى السؤال، لماذا سيدخل الأردن في التحالف ضد داعش؟ ومقابل ماذا ؟

 

كما تساءل الدكتور المومني، هل اتخذ الأردن هذا القرار الاستراتيجي فعلا ؟، مشيرا إلى أن الظروف السياسية المتقلبة تعود على بعض الدول ومواطنيها بالمنفعة الايجابية،وعلى الأردن إن اتخذ قرارا استراتيجيا بالتحالف ضد داعش أن يستفيد منه إيجاباً ليعود بالمنفعة على الشعب والاقتصاد الأردني.

 

واستبعد الدكتور المومني أي خطر استراتجي من داعش على الأردن، فقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لديها خبرة تراكمية مميزة للتعاطي مع هذه التحديات والأخطار، إضافة إلى وعي المواطن والتجانس الاجتماعي الأردني وفوق ذلك كله قيادة واعية ذات رؤية إستراتيجية للتعاطي مع التحديات الإقليمية، إلا انه لا يستعبد في الوقت ذاته من محاولات التنظيم الداعشي بالقيام بعمليات إرهابية على الساحة الأردنية على غرار التي نفذتها القاعدة في عمان عام 2005، في حال دخول الأردن بتحالف ضد هذه الجماعات الإرهابية.

 

وأشار الدكتور المومني الذي عمل سابقا رئيسا للمركز الإقليمي لفض النزاعات في المعهد الدبلوماسي الأردني إلى أن داعش في الوقت الراهن أقوى من تنظيم القاعدة الذي حاربته أميركا لأكثر من عشر سنوات وأنفقت عشرات المليارات أن لم يكن مئات مليارات الدولارات، مؤكدا أن هذه الحرب التي يعد لها الآن ستكون أطول وأكثر كلفة.

 

وبين أن الدول الغنية المتضررة وخاصة "الخليجية" من داعش ستدفع  النسبة الأعلى من فاتورة الحرب، وهذا بدا واضحا من خلال استعداد السعودية دفع أربعة مليارات دولار من أجل تسليح الجيش اللبناني، مما يرجح أن تقوم تلك الدول بدعم الجيش الأردني في إطار التحالف الجديد ضد داعش على اعتبار أن الأردن خط الدفاع الأول عن هذه الدول.

 

ورجح الدكتور المومني أن تكون قوات البشمركة الكردية والقوات العراقية الحكومية والجيش الحر السوري  رأس الحربة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، غير مستبعدا أن يكون للأردن دور مباشر في هذا التحالف، في حين سيقتصر الدور الخليجي على تغطية فاتورة العمليات الحربية والاستخباراية واللوجستية التي قد تستمر لسنوات طويلة.

 

وأشار الدكتور المومني إلى المخاوف الأردنية من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفه بالكابوس الذي يؤرق المملكة، لما سيخلق دولة فاشلة وحالة من الفوضى، التي ستتصدرها التنظيمات المسلحة على رأسها داعش على حدودنا الشمالية.

 

وطالب الدكتور المومني الحكومة الأردنية أن تستثمر الظروف السياسية بما يعود بالمنفعة على الشعب الأردني، مذكرا بمواقف الأردن المعروفة تجاه العراق، أبان حكم صدام حسين والعائد الايجابي على الاقتصاد الأردني والنفط شبه المجاني نتيجة هذه المواقف.

 

وتساءل الدكتور المومني عن أسباب تضييع مثل هذه الفرص،في التعامل مع الدول الخليجية،التي من المفروض أن تقدم في أسوأ الحالات نفطا بأسعار تفضيلية كما فعل العراق سابقا،فمصالح الدول ومواقفها، لا تكون مجانية، وعلى الدولة الأردنية أن تكون واضحة وشفافة في التعامل مع هذه القضية الحساسة تجاه الشعب الأردني الذي سيدفع الكلفة العالية في حال اتخذت الدولة مثل هكذا قرار.

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد