المرأة والعلاقات الدولية

mainThumb

01-09-2008 12:00 AM

نرى أنفسنا متأثرين رغماً عنا بما يدور حولنا من أحداث خاصة بعد انتهاء الحرب الباردة التي أسهمت بظهور نظريات مستحدثة في العلاقات الدولية ، والسياسة الخارجية ومن أبرز هذه النظريات على الإطلاق النظرية النسوية ، ويرى البعض إن التوصل إلى حلول مرضية خاصة فيما يتعلق بالمساواة عبارة عن ضرورة ملحة بهدف التوصل إلى هدف سام ألا وهو الأمن العالمي الذي ينشده الجميع .

وغالباً ما تبلغ المشادات الكلامية أوجها بين الأطراف المتحاورة خاصة إذا ما كان الطرفان النقيض تماماً أي ( رجل وامرأة ) وغالباً ما نرى الحوار يوجه من قبل الرجال ويغلب عليه سمتان: الطابع الهجومي ، الطابع الساخر ورغم أن المرأة أثبتت وجودها على الساحة الدولية وفي ظل النزاعات الدولية فلا بد أن تؤثر وتتأثر بما يدور حولها من أحداث بصفتها عنصراً فاعلاً بل أن الكثير من الأحداث والنزاعات الدولية كان ينظر لها بعين الرعاية والاهتمام نظراً لما يواجه النساء من وسائل قمع وتعذيب فهن عرضة لانتزاع الكرامة الإنسانية بل والنيل من إنسانيتهن ، ويمكن بلورة ذلك فعلياً من خلال أن العدد الأكبر من اللاجئين من النساء ، وكذلك هن ضحايا العنف والإرهاب ، بل وتمتهن كرامتهن بوسائل الاغتصاب ، التعذيب، الإبادة الجماعية .

وأصبحت النظرية النسوية تحتل مكانة مرموقة من ضمن القضايا الراهنة فأصبحنا نسمع بها كمصطلح له ثقله وكأنها منهج حياة .

لذا لا بد للمرأة من فهم قضيتها بعقلانية ، حتى تستطيع أن تقنع أصحاب وصناع القرار بها بل عليها تحديد الأمور التي تغير في جوهر وجهات النظر السلبية وبقدر ما يتسم طرح القضية بالهدوء ، والرزانة العقلانية ، والاقتناع بقدر ما تستطيع تلك النصف الآخر في الحياة جني الثمار وبالخير الوفير.

ورغم الكثير من ا لصعوبات التي تواجه النساء ، إلا أنها استطاعت أن تحقق نوعاً من النجاح فاستطاعت أن تجعل لنفسها نوعاً من الخصوصية التي تستطيع من خلالها أن تحقق الأنا التي تعبر عن النسوية مثل، النوادي ، المجلات ، دور النشر , المؤسسات .... الخ. وأصبحت قضية النسوية قضية هامة مطروحة على الساحة الدولية بحاجة إلى من يأخذ بيدها ليتحقق مزيد من النجاح . خاصة بعد أن أصبحت قضية التمييز بين الرجال والنساء تمثل مختلف جوانب العلوم الاجتماعية وأصبحت الجهود حثيثة بهدف إظهار الدور المغيب للنساء على ساحة الأحداث الدولية ، حيث ينظر للعلاقات الدولية من منظور ذكوري وكان الأمر لا يعني بالنسبة للنساء شيئاً ، والآن تغير مجرى الأحداث فأصبح ينظر للعلاقات الدولية رؤية خاصة مفادها أن العلاقات الدولية يجب تفسيرها من خلال التواجد الأنثوي ، والفارق الاجتماعي والسياسي في دور الجنسين ، وقد خصصت هذه القضية كشأنها من القضايا إلى الأخذ والرد ، والقبول والرفض ، وقد خصصت وتمحورت تساؤلات النظرية حول طبيعة المشاركة الفعلية للمرأة لو أنها وجدت أصلاً في تلك الأدبيات أي أدبيات العلاقات الدولية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل ستحتوي هذه الأدبيات على مضامين مغايرة لو ظهرت فيها مشاركة النساء ؟ وأيضاً ثمة تساؤل آخر لماذا تهميش دور المرأة في العلاقات الدولية ، وبالتالي أصبح التمييز بين الجنسين وحدة التحليل الأساسية للنظرية النسوية ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد