مرافعة مجانية عن ضحايا البورصات العالمية : دفاعاً عن الأحلام

mainThumb

08-09-2008 12:00 AM

إنها الأحلام وحدها التي دفعت هؤلاء البسطاء للوقوع في مستنقع الطمع الآسن ماؤه. أحلام بسيطة وردية واجهت بكبرياء وبراءة طمع من لا يشبعون إلا أذا اقتاتوا لحوم البشر في مجزرة غاية في البشاعة والصلف. كانت معركة خاسرة وغير عادلةٍ للأحلام و البراءة في مواجهة التلوث وفساد النفوس ، فلا تلوموا الضحايا فما أجرموا ولكن أُجرم بحقهم وكنا نشاهد المأساة ونتلهى بها عن أوجاعنا وأوجاعهم وكان صمتنا مدويّاً حنى كانت الحلقة الأخيرة أو ما قبلها وتداعت القلوب وبلغت الحناجر خوفاً على حلمٍ أو بقايا.
لا تلوموا الضحايا فقد قاوموا اليأس والإحباط والفقر بسلاح المغامرة الذي ينقص الكثيرين منا، وها هم الآن سيراجعون الحساب ويعلنون استسلامهم لإقداراهم البائسة وفقرهم المقيم. هم خاضوا معركة بالنيابة عن كل صاحب حلم منا، وخاضوها بطيبةٍ وبراءة ونوايا حسنة فلم تكن العاقبة لهم بل عليهم ، فارحموهم من ألستنكم ونظراتكم الشامتة والإنهزامية.
هؤلاء الضحايا هم مواطنون وأعزاء، فقراء بسطاء في غالبهم، وليسوا آكلين للربا ولا متحدين لفتاوى المشايخ ولكنهم رغبوا بالمغامرة ليأكلوا مما رزقهم الله "فأكلوا هوا" والآن هم ينزفون آهات وحسرات ولوم لائمين و"لئيمين" وعليهم أن يداوا جراحاتهم المالحة بأيديهم المهشمة وينتظروا رحمة وحنان من ألقى السمع وهو شهيد.
لم أكن يوما من أنصار القرع على طبول المجهول ولكن ما هو الحل عندما يعجز الإنسان عن التمتع حتى بلذة الأحلام، فالأحلام لذة نحتاجها سواء تحققت أم تاهت بها الطرق وأدت إلى المجهول في اللامكان. وهؤلاء القوم دفعوا ثمن أحلامهم ولذتهم وحسبهم من اللذة من عاشوا في منامات الضياع والبراءة.
أما أولئك الذي استمرأوا لحم ودم اخوانهم من "نصابين" و"شامتين" و "شاتمين" فلهم الخزي والعار والبوار في الدنيا وأمرهم إلى الله الذي ستجتمع عنده الأضداد.
حاكموا الأحلام أولاً ثم إياكم أن تعدموها!!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد