ناخب ومرشح ووطن

mainThumb

02-11-2010 04:41 AM

 بطلب من صديق ذهبت مرغماً مع مجموعة من أصدقائي لإصلاح ذات البين ، وحل خلاف طرفيه ناخب ومرشح ، وتم تحديد موعد اللقاء قبل منتصف الليل بقليل ، وأكثر ما لفت انتباهي الحذر الشديد والتكتم اللا محدود من أصدقائي، وتحديد موعد اللقاء تحت جناح الظلام .

انطلق بي التفكير حتى أعود لسؤال أحد أبنائي ذو العشرة أعوام قبل أيام ليسألني ( بابا شو يستفيد الواحد إذا صار نائب؟؟؟؟ ) وللإجابة على سؤاله انهالت علي مئات الإجابات ، لكني لا أستطيع التصريح بأي منها لابني!، تاركاً كل الإجابات له.

 

 لعلي بذلك أبقي صورة مشرقة لرجال عاهدناهم أقلها بمخيلة طفلي  حيث ابتدأ مزاد الصلح ناخب يتهجم على المرشح ، والمرشح يقدم الأعذار بالجملة ، لتحجم هموم الوطن ، عند عدم الرد على مكالمة هاتفية ، والتأخر الغير مبرر من النائب للمشاركة في حفل زفاف شقيق الناخب ، ونقل موظف من دائرة لأخرى ، وتحصيل أجازة مرضية ،  مسكين النائب ومسكين الوطن وحسرتي على الناخب .

 

و بحديثي لأحد أصدقائي المقربين مني عما جرى ، قررت أنا كما هو أن نفرط صداقتنا ، وأذكر أني حينها كنت أحدثه عن مفهوم النائب ، وحلمي بمجلس نيابي قوي ، والرؤية المستقبلية للبلد ، عشقي لوطني ، نائبي الذي يخدم البلد كل البلد ، نائبي الذي لا يتطاول على حق غير حتى يسترضيني ، تجارتنا بين الحارات ، الانتخابات النزيهة وحيادية الدولة المستديمة منذ القدم ، مجلسنا القادم ، مديونية الأردن ، حجم التضخم ، الشعب الأردني الجميل ، قانون العقوبات وما تم تعديله من نصوص قانونية تمس كل شخص فينا ، حالة الكساد التجاري التي دخلت بها البلد ، موظف يعتاش على باقي راتب ، عجوز تقبض فتات من التنمية الاجتماعية ، أسعار المواد الغذائية الأساسية التي لن نستطيع شرائها .

 


هنا انتهى حديثي له ، توقف الكلام معي ، ومن يومها لم يرمي علي السلام ، هل انتهت موضة الأصدقاء ، أم أني أثقلت عليه بوجعي كمن غيري . اليوم وأنا أكتب هذا المقال عضضت لساني صدفة ، وحتى أكون صريحاً معكم أنا من عضه عن سبق إصرار ، لعلي عندها أتحدث بشئ يفرح القلب ، كالحديث عن مسابقات ملكات الجمال ، ودنيا الطرب والأغاني الهابطة ، وعالم الموضة ، وغيرها من المواضيع التي لا تجبرني على فرط صداقتي مع المقربين مني ، ولا تجبرني على الإجابة على أسئلة ابني


maenalfarhan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد