ملك الملوك والحبل المحبوك

ملك الملوك والحبل المحبوك

05-03-2011 11:21 PM

الثورة الليبية العربية العظيمة والمنصورة بعون الله تدخل أسبوعها الثالث والتي قامت في 1722011 ، هي ثورة مميزة واستثنائية في التاريخ المعاصر  تختلف عن مثيلاتها التي حدثت في تونس ومصر ، ذلك لأنها قامت لإسقاط أكبر طاغية في بلاد العرب ،بل هو زعيم الطغاة وجنكيز خان العرب ،، لا يؤمن بالله ورسوله ويطعن بالنبي وسنته الشريفة ، ويطعن بالقرآن الكريم ، حاكم أحمق أرعن متخلف ،مزاجي ، متقلب ، دموي ، سفاح لا يرحم أحداً ، يبطش بلا هوادة ، ويقتل بدم بارد دون أن يرف له جفن  ، ولا يقيم وزناً لمبدأ أو قانون أو عرف ، أو قيم أو خلق أو ذمة أو ضمير ، ببساطة متناهية هو مجرم حرب خطير على شعبه وعلى الآخرين ، وقاتل لا يتورع عن فعل أي شيء في سبيل مصلحته وبقاء حكمه وتوريثه لأولاده من بعده ، مخادع كذاب ، يقلب الحقائق بخبث ودهاء ،  يعد فلا يوفي بأي وعد ، طاغية فاسد غدار ماكر لئيم  مراوغ ، جنونه ليس له حدود ، وحماقته ورعونته ظاهرة للعيان .وإذا كان كذلك فسيكون الثمن الذي يدفعه الشعب الليبي باهظا جداً وربما يصل إلى عدة آلاف من الشهداء والسائرين على درب الحرية ، وسيراق الدم الليبي بكثافة ليتساوى مع ثورة المختار ضد الاستعمار الإيطالي بل وربما يفوقها ليكون ثمن الحرية مكلفاً جدا وطريقا معبداً بجثث الشهداء .   
 


  وصل القذافي إلى الحكم بعد انقلاب على الملك الراحل إدريس السنوسي في 191969 ، كان يومها برتبة ملازم أول وعمره 26سنة ، وكان في الجيش الليبي حينها عشرات الرتب الكبيرة من رتبة لواء وعميد وعقيد ، ولعل هذه مفارقة تستحق النظر والوقوف عندها طويلاً ، فكيف يستطيع ملازم أن يقود انقلابا بينما هو أصغر رتبة بين الضباط ؟ وأين كانت ردة فعل كبار الضباط في القيادة العامة الليبية وبقية أسلحة الجيش وكتائبه ؟؟ ، لا شك بأن وراء الأكمة ما وراءها ،ولا شك بأن أصابع خفية لعبت دورها ، وهذا يفسر لنا بوضوح تام كيف وصل واستبد بالسلطة لمدة  42 سنة دون حسيب أو رقيب ، حكم خلالها شعبه بالحديد والنار وسامه أشد صنوف القهر والإذلال والمهانة ، ونهب بتروله وموارده كافة وجيره لحسابه وحساب عائلته وحاشيته وبعزق الملايين والمليارات على خططه الفاشلة خارج ليبيا يوم كان يمد العصابات والمافيا ،وأصدر كتابه الأخضر فيما يتعلق بالنظرية الكونية الاقتصادية الثالثة ،ذلك الكتاب المهزلة ، وقتل في يوم واحد 1200 سجين سياسي في سجن بو سليم في طرابلس . 

 

اليوم ظهر القذافي على حقيقته وصورته الواقعية ... يقف وراءه الاستكبار العالمي الغربي لتحقيق مصالحه ، ويقال عنه أن أمه يهودية وحسب اعتراف القناة الإسرائيلية العاشرة ، وحشيته العلنية فاقت التصور فهو يضرب الثوار بكافة صنوف الأسلحة ويحاول إبادتهم ، لان الطغاة عادة يحاولون التغطية على جرائمهم بدلا من الإشارة إليها!وهذا قمة الحماقة والغباء وسوء التخطيط والتدبير . هو الآن رمزا للغباء والحماقة والسفاهة والتندر بشخصيته المهزوزة ، لقد سقط سياسياً وفقد شرعيته كحاكم عندما قرر قتل أول شهيد من الثوار ، فكيف عندما يقتل الآلاف ؟؟!!!! هو الآن يتخبط في تحركاته ...والأمل في الشعب الليبي الجريح ، وعناصر الجيش المنضمون للثوار أن يتم سحقه إلى الأبد مع زمرة الممسوخين التابعين له وان يضعونهم في المكان المثالي لأمثالهم وهو مزبلة التاريخ!... 

 

يتفنن الحكام الطغاة في استخدام مختلف أنواع الأدوات والطرق والأسلحة للسيطرة على شعوبهم وإذلالها كي تصبح مطيعة لهم ولا تقوى على القيام بأي إشارة تدل على رفض الأوامر الصادرة ... ليصبحوا عبيداً للقائد الملهم ولا خيار لهم سوى ذلك ، والا جزاؤهم القتل والتخوين.



إذا لم يتم الوقوف بحزم أمام هؤلاء الطغاة من الحكام العرب وعلى رأسهم المجرم القذافي ، فأنهم سوف لن يترددوا لحظة في استخدام آخر سلاح لديهم عندما يشعرون بأن الخطر قد وصل إلى أعلى درجاته ، ولو كان هذا السلاح كيماوياً أو بيولوجياً أو حتى ذرياً ، وعليه فأن السيطرة الشعبية سوف تنتهي بصورة شبه مؤكدة لصالح الثوار مما يعني أن الضرورة ومنطق الطغاة المجرمين ، هوالانتقام الذريع من خلال إبادة الثائرين بصورة جماعية دون أدنى تفريق وحتى يمكن فرض الأمر الواقع على البقية وزرع الرعب في نفوسها مما يؤدي إلى هزيمتها الفعلية...وقد استخدم أسلوب الإبادة الجماعية عدد كبير من الطغاة ومنهم جنكيزخان وحفيده هولاكو اللذان قتلا ملايين البشر أثناء حروبهم،وكذلك استخدمه معلم الطواغيت وكبيرهم في كل العصور (ستالين) حتى أدى به إلى قتل عشرات الملايين دون أن يقف بوجهه احد حتى لو كان متأكدا من انه سوف يموت عاجلا أم آجلا على يديه!...كما أن نظام بول بوت في كمبوديا يعتبر مثالا نموذجيا فقد أباد ثلث الشعب وخلال ثلاثة أعوام (1975-1978) دون أن يعير العالم أهمية لذلك الحدث الرهيب !!!! وهذا القذافي يسير على نهج أسلافه الطغاة المجرمين الفاسدين ،  ويطبق أحكام التوراة والتلمود والطغيان على شعبه ، ولا يتورع عن القيام بالمجازر والمذابح في سبيل الحكم ،  
 

 
سينتصر الشعب الليبي في نهاية المطاف رغم التضحيات الجسام ، فالعالم كله اليوم مع الشعب الليبي الثائر البطل ومع قضيته في الحرية والعدل والمساواة ، القذافي يتحصن خلف باب العزيزية وكتائبه الأمنية من المرتزقة والمأجورين بقيادة أبناءه تنكل بالشعب الليبي في كل يوم ، وتقصفه بالطائرات والمدفعية والصواريخ والراجمات  ويسقط العشرات مابين قتيل وجريح ، ولكن الى متى يستمر هذا المجرم في تغوله على إخوتنا الشعب الليبي الشقيق ويسفك دماءهم بدم بارد ، لقد اقترب من نهايته ملك ملوك افريقيا وبدأ العد العكسي لنهايته المأساوية المؤكدة والمحتومة ، مثله مثل بقية الطغاة المجرمين السفاحين الذين داستهم أقدام الشعوب ، وما على الشعب الليبي الحبيب سوى الصبر، والصمود والتضحية ، وما هي الا سويعات أو أيام قلائل واذا بالحبل محبوك وملفوف حول عنقه والبدء في فجر جديد على ليبيا العظيمة ، ليبيا عمر المختار شهيد الأمة كلها . 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد