من الجفر الى دولة الرئيس

mainThumb

26-05-2011 05:13 PM

في بداية الكلام يعجز اللسان ان يصف مشاعره و نحن نحتفل بـذكرى الاستقلال الخامسة و الستين لوطننا الغالي .. فهنيئا للأردن و للقائد الاعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين , و لـلشعب الاردني الاصيل .

أما بعد
الى رئيس الحكومة بصفته الرسمية
دولة معروف البخيت

اكتب هذه الكلمات بصفة شخصية , متحملا المسؤولية الكاملة عنها و بما تحتويه , معتبرا ذاتي انموذجا مما  يحتمله شباب البادية الجنوبية , خاصة منطقة الجفر ,  معبرا عن حالهم  في مقامهم و ارتحالهم ان كان لهم مقام بعد اليوم او ارتحال .
أن الشباب للوطن كمّا الصلاة في الدين , لا يمكن له ان يستقيم بدونها , و  هذا حال الوطن مع شبابه , فهو عماد السلم و  عتاد الحرب  ,  ان صلحوا صلح الوطن , و ان اصابتهم مصيبة انعكس ذلك على امن الوطن و استقراره , ان كنتم حرصين على تقدم البلاد و استقرارها يا من حمّلتم الرسالة  و ارتضيتم الامانة .
انّي قائل لـ كلمات , أسمعوا و عوا , هذه الكلمات جيدا , أنّ في البادية رجال لا يخافون من دون الله احدا , الا ما منعتهم اخلاقهم , او ردعتهم اصالة عاداتهم عنّه , يحبون الوطن و القائد فطرة من الله , رضعوا الولاء و الانتماء من ثدي الثورة العربية الكبرى , و من معارك التصدي للعدو الصهيوني في القدس و ما حولها , و في كرامة العرب كان لهم منها منبعا , و في ايلول الاسود , و خيانة الفدائيين , كانت لهم  عيون ماء منها يشربون .
و لم تكن فقط تلك هي منابع العزة و الكرامة , بل كان لهم من قبل ميلاد الوطن الذي نحتفي هذه الايام  بـ ذكرى يوم استقلاله ,  اروع صور البطولة في ذود الانسان عن حاله و عرضه و ماله , يوم كانت شريعة الغاب هي السائده  , ابان تخلف العثمانية عن اللتزامها تجاه بلادنا العربية , و التي كانت من محركات و بواعث ثورة العرب الكبرى بقيادة ال هاشم الاكرمين .
أرحموا عزيز قوم لن يذل ,  لـ وطنه  ما استغل , و لا يوما بخيانة  احتفل  , و لا استجار بعدو او استظل , و لم يأتي بحقوق انسان او اليها يرتحل , و لا يجازي الفعل بالمثل , بل كان ديدنه ان قال :
بلادي و ان جارت علية عزيزة .... و اهلي و ان ضنوا علّي كرام
أن ما تقدمه اليوم تجده غدا , و الغد قريب , امّا تصنع لنفسكـ خيرا , او ما جنته شمالك تجده امامكـ .

وطني لو قدمت من دونكـ نفسي .. لعذلتني لمّا لم اقدمها قبل اليوم امسي

ايها الاخ الكريم .. الذي ارتضيت ان تحمل الامانة :
ان في  جسد الوطن الحبيب , و بما لا نرتضيه , تشوها مشينا للبادية الجنوبية , فقرا و افقارا , و جهلا و تجهيلا , عدا عن تشويه كل شيء فيه جميل , فالتأريخ مستهدف و مستنكر ذكره او المرور عليه ,  امّا  دفاتر الحاضر  فسطورها فارغة  , و الغد مظلم لا يجوز العبور اليه , و الحالة هذه لا تسّر اهله و لا تبشرهم بالمستقبل  فيقطعوا اوراق الامل منه ,  و بما ينعكس على حاضرهم ؛ احلامهم , اقوالهم , و لا بد ان تتجلى في افعالهم.
ان الانسان بلا أمل , المبني على فرصة عمل , لا يبقى الا مجرد ذكرى انسان , فيبحث لذاته عمّا يولد احساسا بــ حياة زائفة ,  و هذا ما نفسي منه خائفة ,  اننا في مناطق قد حباها الله بالخيرات ؛ في باطن الارض ، و في سحر طبيعتها الخلاب , و لا زالت هموم اهاليها عن فكر حكوماتكم في غياب ، بينما تكثر الدراسات و التقارير , فليس لساكنيها بعد ذلك الا صبرا صبرا فأن موعدكم الجنة , تبحثون عن النفط , و يستخرج اليورانيم , و الفوسفات , و اهل المنطقة من فائدة ذلك في ممات , أليس لهم الحق في مكتسبات التنمية , ألم توقع حكومة المملكة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان , و العهد الخاص بالحقوق المدنية و السياسية , و عهد الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية ؟
الا يستحق انسان ذلك المكان ان ينعم بالحد الادنى من مكتسبات التنمية , و التي لم تعد منحة من الدولة لمواطنيها بل هي حق لهم ؟ أم ان الحكومات تنتظر ان يوجد او ان توجد انسان غير ذلك المتواجد حاليا كي تمنحه  حياة فضلى ؟
اوجه سؤال الى الحكومات , التي تعاملنا كأننا مواطني درجة سابعة او كأننا القادمون على الاطباق الطائرة , اليس لنا الحق في ان نعيش بشرا  كمالبشر , لا ان تعامل الحكومات كأننا تكملة عدد , هل ذنبا اننا نشغل تلك البقعة من الارض التي اعتبرت يوما منفى لكل معارض او متفوه بكلمة ؟
هل تعي حكومة عمان ما تسبب الشركات المنتشرة في المنطقة من تأثير سلبي على المنطقة و قاطنيها ؟
الا تتوافر لديكم دراسات عن الاثر البيئي الذي تسببه تلك الشركات ؟ ام ان ما يعني و يهم حكومة عمّان ما تجنيه هي فقط ؟
الا تتحرك الحكومات  من تلقاء ذاتها , ام ان الامر يتطلب تدخل منظمات حقوق الانسان , و التي كان لها الدور الكبير في اغلاق سجن الجفر , الذي احذر من حاله التي بقيت كما هي  , خلاف للأوامر الملكية التي صدرت بالعمل على تحويله الى مركز تدريب مهني , و أخشى ان الحكومات قد ابقت على حاله ربما تكن له حاجة يوما ما !!
ايتها الحكومة المؤمنه على حفظ العباد و البلاد و ادارتها , اننا لا نريد منكم حديقة او ملعب , و لا مدرج لغناء او معزف , و لا نطالبكم بما يضيق او يعجز , بل هي مطالب أساسية
تتعلق بحق الحياة , و ليس بذات تكلفة على خزينة الدولة , بل تحتاج الى ارادة حكومية , تلزم القطاع الخاص المتواجد في المنطقة بالعمل في اتجاه تنميتها و تأهيل شبابها من اجل دخول سوق العمل , و لن تغلب الحكومة في ايجاد الحلول , الا اذا لم تتوافر لديها الارادة الحقيقة في ذلك , لغاية في نفس يعقوب , امّا ان كانت عاجزة عن ذلك , فأهل مكة أدرى بشعابها , ففي المنطقة من يمكنه ان يوجد الحلول للمشاكل و المصاعب التي اتسمت بها المنطقة حتى اصبحت مضرب المثل لدى حقوق الانسان , و الصحافة , بل الحكومة بذاتها تصنفها الاقل حظا .
اتمنى ان لا نكون كالاعمى الذي تقوده زوجه كي تشحذ عليه دراهم معدودة , و اتمنى ان تصدقنا الحكومات في مبأدى الثورة العربية التي شارك بها الاجداد , طلبا للحرية و الكرامة و الحياة الفضلى , و اؤكد للحكومة الحالية و ما يليها من حكومات بأن للصبر حدود لا يتجاوزها , و ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .

 المواطن : أسد علي أبوتاية .
رقم وطني :9861051983



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد