30 قاضيا شرعيا يوجهون رسالة الى الملك

mainThumb

06-06-2011 12:24 AM

صا حب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه

 

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

 

    نحن ثلاثون قاضيا شرعيا نعلن إخلاصنا وولاءنا الكاملين لقيادتنا الهاشمية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.

     

       صاحب الجلالة: 

         تقدمنا بعريضة استعرضنا فيها رؤيتنا للإصلاح في دائرة قاضي القضاة، لتصويب بعض الأخطاء والتجاوزات التي تمارس في الدائرة،وحاولنا جاهدين الوصول إلى دولة رئيس الوزراء للحديث معه حول هذا الموضوع ،وتسليمه العريضة لكن دون جدوى ،فحاولنا مع معالي الدكتور خالد الكركي رئيس ديوانكم الملكي، وبعد جهود طويلة ومضنية استطعنا الحصول على موعد لمقابلته فكان ان اتصل بنا الديوان الملكي ،وحدد يوم الخميس 19-5-2011 الساعة الحادية عشر قبل الظهر موعدا لمقابلة معاليه ،وفعلا شكلنا وفدا يمثلنا مؤلفا من كل من القضاة الشرعيين الشيخ خالد ربابعة عضو المجلس القضائي نائب رئيس محكمة استئناف ، اربد والشيخ محمود الداوودية رئيس محكمة جنوب عمان الشرعية ، والشيخ زهير القضاة قاضي محكمة عمان الشرعية القضايا ،والتقوا معاليه في ديوانكم – بيت الأردنيين جميعا -  واعتذر لهم معاليه بشدة عن التأخير في تحديد الموعد بسبب انشغاله مع جلالتكم، واستقبلهم بحفاوة بالغه ، وشكر لهم جهدنا، وقال اليوم جلالة الملك في امريكا ،وقد خصصت هذا اليوم لكم، وفعلا تم الحديث بكل أريحية حول موضوع الإصلاح في الدائرة والأخطاء التي تدور فيها وأبلغوه أننا دعاة إصلاح لا غير ، لا نطالب بمكاسب مادية ولا امتيازات ، ولا حوافز ولا أي منفعة شخصية ، وأبلغوه أن الدولة أعطتنا كثر مما نريد، واننا نضع نصب أعيننا قول الله تعالى : {إن اريد الا الاصلاح ما استطعت } والله يشهد على هذا الكلام ثم معاليه يشهد ايضا, وسلمناه العريضة وبعض الاوراق التي نستند اليها فاستغرب واستهجن بعض ما يحصل في دائرة قاضي القضاة، ووعد بأن يضع كل هذه التفاصيل بين يدي جلالتكم فور عودته الى ارض الوطن وقبل ان يودعوه طلبوا منه الحماية وقالوا له ان هذه العريضة اذا وصلت الى الدائرة سوف ينكل بنا،فطمأنهم وقال لهم بالحرف {من دخل بيت ابي الحسين لايضام ولا يمس بأذى وانتم في بيت كل الاردنيين}وقد سررنا بهذه المقابلة واستبشرنا خيرا وقد ودعهم معاليه بحفاوة بالغة كما استقبلهم ،وقد عرف آل هاشم الذي ما استجار بهم احد الا اجاروه وما استنصرهم احد الا نصروه والذي يعلنها عميدهم صريحة مدوية في كل ارجاء المملكة نعم للاصلاح لا للفساد.

 

       نقول لقد طلبنا الحماية من معاليه لا لأننا نؤمن ان بيده الضر والنفع - معاذ الله-  فالضر والنفع بيد الله وحده لا شريك له، ولكننا طلبنا الحماية اخذا بالاسباب التي امر الله بها، وهذا مافعله الرسول _صلى الله عليه وسلم _ عندما ارسل الصحابة الى الحبشة وشتان ما بين النتيجتين.

 

          لقد وصلت العريضة وبسرعة البرق لدائرة قاضي القضاة ،  وأسماء الموقعين عليها وما هي إلا أيام وفي يوم الاثنين 23-5-2011 وإذا بالمجلس القضائي الشرعي ينعقد على جناح السرعة ويقرر احالة ثلاثة من القضاة الموقعين على التقاعد ابتداء من اليوم التالي 24-5-2011 وهم خالد ربابعة وسليمان أبو يحيى وحسن الهباهبة وقد تم تصديق هذا القرار في اليوم نفسه من رئاسة الوزراء كما قرر المجلس نقل الكثير ممن وقع على العريضة إلى مختلف أنحاء المملكة انتقاما لا لذنب اقترفوه سوا أنهم أرادوا أن يوصلوا لجلالتكم رؤيتنا الإصلاحية تلبية للنداء. 

      صاحب الجلالة :

 

         لقد أجمع القضاة في هذه العريضة من الجنوب إلى الشمال ، ومن الشرق إلى الغرب ، من مختلف مناطق المملكة ومن شتى المنابت والأصول متوكلين على الله -عز جاره وتعالت أسماؤه – على تصويب الأخطاء والتجاوزات التي استعصى حلها وتفاقم بلاؤها ،وعم شرها ،بسبب بعض التصرفات 

غير المسوؤلة والتي تصدر من بعض المسؤولين .

      

صاحب الجلالة :

 

          القاضي الحر يعاني .... القاضي الشريف يعاني..... القاضي المنصف يعاني ... نحن نعمل في  مؤسسة وطنية في الدولة الأردنية  بقيادة هاشمية ،نفديها بالأرواح والمهج .

سيدنا نحن لا نعمل في مزارع خاصة ... نحن أحرار .... ولسنا عبيدا . نحن نظلم فكيف بقاض يسعى لإنصاف المظلوم لا يستطيع أن يرفع الظلم عن نفسه ؟لقد أغلقت الأبواب في وجوهنا ،وظلمنا فرفعنا أصواتنا،صارخين عسى أن يسمعنا عدل في أردننا الغالي ،وأثبتنا ما حدث .

 

    جلالة  الملك :

 

                 لا خير فينا  إن لم نقلها ،إنكم بعيدون عنا ، وبنينا وبينكم سهول .... ووديان.... وجبال ... فيها أشواك وعقارب وأفاعي وثعالب ، فإذا حاولنا الوصول إليكم فمن سلم منا من لدغة هذه ، لم يسلم من  نهشة تلك ، لقد طلبنا من سما حة قاضي القضاة منذ توليه أن يرتب لقاء لنا مع جلالتكم ،منذ سنين،وها نحن اليوم حاولنا الوصول ،ولكن جرى لنا ما جرى ،فحسبنا الله ونعم الوكيل .

  

        وإن من سوء الطالع أن بعض  من يقفون في وجه الإصلاح الذي تنادون به جلالتكم يهددون من يريد الإصلاح بتحويله إلى القضاء،بحجة إغتيال الشخصية ،وغا ب عنهم أنهم إغتالوا إرادة شعب بأكمله ،وأثروا سلبا على أمنه الإجتماعي والإقتصادي ، ويجعلون من الولاء حصان طروادة يمتطونه لتغطية تجاوزاتهم وأخطائهم ،فالولاء أن يكون السر كالعلانية في الإخلاص والعمل ،ولا نخشى أن يطلع الناس على أعمالنا وأفعالنا ، بل إن بعضا منهم يسعون وأتباعهم لجمع تواقيع على عرائض يوقعونها بحجة ذكرى الإستقلال مضادة لما رفعناه لجلالتكم لعمل إتجاه معاكس ورفعها لديوانكم العامر لحماية إمتيازاتهم الخاصة .

     

            لقد لجأ القضاة إلى قاضي القضاة مرتين ، قبل هذه المرة ، ولكن كالذي يرقم على الماء ، لم يتم التصحيح واستفحل البلاء ،واستشرى خطره ، فلا عشنا إن لم نكن صادقين ومخلصين مع ديننا ووطننا وقائدنا الذي نفديه بالغالي والنفيس .

       

        إننا نطالب جلا لتكم برفع الظلم عنا ،وإعادة من أحيلوا على التقاعد إلى وظائفهم وإلغاء التنقلات ،التي جاءت بعد لجوئنا لبيت الأردنيين جميعا ، هذا البيت بيت الهاشميين من دخله كان آمنا أبا الحسين ،  للمضي قدما في عملية الإصلا ح ونحن من خلفكم سائرون .

   

      وفقكم الله سيد البلاد وأسبغ عليكم نعمه ، وسدد على طريق الحق خطاكم ،ودمتم لدينكم وأمتكم ،إنه نعم المولى ونعم النصير .         

 

                                                                     والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمان في 3 رجب 1432هـ   يوافقه 5-6-2011م 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد