صحيفة السوسنة الأردنية

تحية طيبة وبعد:

لقد أسعدنا  معشر الفقراء في الأردن , جدية الحكومة في اتخاذ إجراءات واقعية لتخفيف أعباء الحياة المعيشية التي أصبحت لا تطاق بسبب تجبر التجار بجميع أصنافهم ومسمياتهم وتغولهم على المواطنين . وكذلك فرحنا بهيكلة الرواتب وعدم رفع أسعار المحروقات . ونفتخر بجهاز الأمن العام ونشكر جهودهم الجبارة في حفظ الوطن والمواطن والممتلكات.

 

في كل عام نعيش - نحن الفقراء- يوما اسودا وشبحا يخيم علينا وعلى بيوتنا ,شبح اسمه ترخيص المركبة الخاصة . حيث نحيطكم علما أننا قمنا بشراء مركباتنا عن طريق البنوك او الاقتراض من هنا وهناك وماذا تتوقعون ان تكون مواصفات مركباتنا . احدث موديل لسيارة  شخص موظف راتبه لا يتجاوز 360 دينارا هو 1995. بكلفة ثمن السيارة من 1000 الى 3500 دينار تقريبا.

نعمل الصيانة الضرورية لسلامتنا وسلامة المواطنين ونحافظ على نظام السير على الطرق " ونقول يا ساتر" . طوال العام نحاول أن نوفر المبلغ المطلوب للترخيص والتأمين الإلزامي الذي يتجاوز مجموعهما 150 دينار – على أبواب رمضان-  ثم نذهب في اليوم الموعود إلى مراكز الترخيص التابعة لمديرية الأمن العام ونحن نرتجف خوفا من الفاحص ونبتسم بوجوههم ونبقى ملتزمين الصمت – والله ليس تأدبا بل خوفا من الفحص الفني- ثم يقترب دورك فيقوم الفاحص بتسجيل المعلومات الخاصة بالمركبة ثم يبدأ العذاب ويطلب منك تشغيل السيارة فيتفقد جميع المطلوب منه . وهذا والله عادي جدا ….

 ثم يرجع الفاحص إلى  مؤخرة السيارة ويقول لك " ادعس بنزين … فنقوم بالدعس الطبيعي … ثم يبدأ برفع صوته أكثر ويقول لك " ادعــــــس " … فنزيد من قوة الدعسة .. ولكن لا يعجبه ذلك .. ثم يبدأ بالصراخ " ادعـــــــــــــــس أكثر من مرة وخليك داعس عالاخر ادعس ادعـــــــــــــــــــــــــــــاس" فنشعر ان محرك السيارة يكاد ينفجر ولكن لم يشاهد دخان او شاهد بنسبة بسيطة حيث إن عملية الدعس على دواسة البنزين بالطريقة التي تطلب من السائق تجعل الدخان يخرج رغما عن انف السيارة … بعد ذلك يكتب على النموذج المعتمد ملاحظاته بخصوص الدخان … وتبدأ رحلة الدين والاقتراض من جديد لإصلاح المحرك بكلفة لا تقل عن 250 دينارا أو ربما تغيير المحرك  هذا المحرك الذي يحمل السيارة ومن فيها ويصعد أصعب الطرق ارتفاعا مثل طرق جبال السلط أو الغور الى عمان والسلط واربد أو الطفيلة أو عجلون …. كيف يكون محركا بهذه القوة ويحتاج إلى إصلاح لمجرد دخان خرج من السيارة بسبب الدعس الشديد على دواسة البنزين  …

نحن لا نطلب التهاون في فحص الأمور الكفيلة بسلامة السائق والمواطنين والمركبات الأخرى

بل نرجوا منكم إعادة النظر بالفحص الفني للسيارات الخصوصي من حيث الدخان " العادم" أو استبدال الدخان بغرامة معقولة تناسب الموظفين الفقراء . مما له أثر كبير في تخفيف الأعباء المادية والنفسية على المواطنين .

واقبلوا جزيل الشكر وفائق الاحترام

** : مواطن أردني فقير.