النخب ودورها في تشكيل الرأي العام الكاتب
ولم يقتصر دور النُخب وتأثيرها في الرأي العام على المجتمعات الحديثة، بل كان للنخب اثر واضح في اتِخاذ القرارات في المجتمعات القديمة .إذ لا يمكن تخيل مجتمع من المجتمعات ، أو حتى مجموعة بسيطة من الناس، دون وجود أشخاص بارزين، لهم حضورهم وتاثيرهم على غيرهم من الناس ،لما يتمتعون به من عوامل الجذب والإقناع، قد يستمدونها عن طريق الوراثة، أو الدِراسة ، أو قد تتكون لديهم كصفة مكتسبة، نتيجة لتراكم الخبرة والمعرفة، تختلف في قدرها من شخص لآخر، وحسب الزمان والمكان حسب القدرات والإمكانيات، وحسب الظروف الإجتماعية والسِياسية والإقتصادية، التي تؤثر في مسيرة حياة هذا المجتمع أو ذاك مما ينعكس بالتالي على قدرة هذه النخب في التاْثير في الرأي العام .فما زالت بصمات الفلاسفة اليونانيين مثلاً كنخب فكرية فلسفية لها تأْثيرها على عالم اليوم، في حين كانت صفتي الكرم والشجاعة من أهم العوامل التي أسهمت في تشكيل النخب قبل الإسلام وبقي لهما تأثيرهما على المجتمع العربي في ظل الإسلام ،أضف إلى ذلك تاثير النخب في تشكيل الرأي العام في المجتمعات التي إعتنقت الشيوعية، وجعلت من الإشتراكية مبدأًَ إقتصادياً تسير على خطاه . وللشخص النخبوي صفات يجب أن يمتاز بها، أو بأجزاء منها ،عن غيره من الناس ، إذ لو كان النخبوي شخص له نفس القدر من القدرات والإمكانيات والطموحات التي يتمتع بها الناس العاديون، لما اعتبر هذا الشخص من بين النخب .فالإستعداد للتضحية بالوقت والجهد والمال، والإستعداد لتحمل المشاق والصعاب، التي قد تعترض طريق الشخص النخبوي ن وهو يسعى لتحقيق الهدف، وكذلك الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، جلُها من الصفات الرَئيسة التي يجب أن يتمتَع بها النُخبوي.
أضف إلى ذلك وضوح الرؤيا، وعدم وجود ضبابيَة على الاهداف العامة والخاصة التي يريد النخبوي تحقيقها، والتي تساعده في التأثير على الغير وإزالة الضبابية التي قد تحجب الرؤيا عند الآخرين .ولا أعتقد ان الشخص النخبوي سيكون قادرا على تسويق أفكارة إن لم تكن هذه الأفكار واضحة المعالم، وإن لم يكن هناك خطة موضوعة بعناية، يمكن اتباعها لتحقيق الهدف ، وهذا لا يتأتَى إلا من شخص يكون على درجة من الذكاء ،والمكر، ويجب أن تتوفر لدى النخبوي كذلك القدرة على الإجتهاد وسرعة البديهة ، وأن يكون لديه الآيمان الكافي و المطلق بضرورة تحقيق الهدف، و أن الحوار هو الطريق الأمثل للوصول إليه، عن طريق الإقناع لا عن طريق القوة والإجبار. وما هذه الصفات إلا خبرات تراكمية تزيد وتنقص بشكل نسبي حسب التعرض للمواقف والتجربة .
ويجب على النخبوي أن يتسلح بالأدوات اللازمة التي يمكنه استثمارها واستغلالها، كوسائل ضغط للتأثير في الرأي العام للمجتمع الذي ينتمي إليه. حسب الوقت وحسب الحاجة ،فالإنضمام مثلاً للأحزاب السياسية ،أو النقابات المهنية،أو الجمعيات الخيرية، أو اتحادات العمال والأدباء والمفكرين والفنانين وغيرها ، وكذلك الإنضمام إلى التجمعات أو التكتلات الاجتماعية أو الإقتصادية أو غيرها ، هي إحدى الطرق المهمة،التي يمكن السَير عليها، وإستغلالها لتحقيق الهدف .أضف إلى ذلك قدرته على استغلال الظروف المواتية، وقدرته على استثمار وسائل الإعلام المرأية والمقروءة والمسموعة ، واستغلال الموارد البشرية والاقتصادية والاجتماعية لتسويق أفكاره وتحقيق أهدافة . ولا يعني ذلك أن كل أشخاص النخب السياسية وغيرها من النخب ينضوون تحت هذه التجمعات أو التكتلات ،إذ من الممكن للنخبوي أن يكون مستقلا، لا ينتمي إلى أي تيار فكري أو سياسي أو ديني، إلا أنه عمليا ، يمارس قناعات تكونت لديه نتيجة لتراكم الخبرات ،أو الدِراسة وسعة الإطلاع، ما ولَد لديه مباديء آمن بها وأراد أن يراها تنتشر عند الآخرين. وهذا أيضا يعني أن النخبوي، لا يشترط به ان يتبوأ موقعا عند المعارضة أو الموالاة ، إذ من الممكن ان يكون مستقلا لديه من الأهداف ، ما يسعى إلى تحقيقها بالوسائل التي يراها مناسبة . ومن الممكن أيضا أن يكون النخبوي بوقا يردِدُ ما يمليه عليه الآخرون أو يحمل في جعبته أجندات خارجية، يعمل على تنفيذها، طمعاً في جاه ، أو مال، أو منصب ،أو سلطان ، أو نتيجة لدراسة سطحية للهدف الذي يسعى إليه ، مما ينعكس بشكل سلبي على الوطن، ويؤثر بالتالي على صناعة القرار و قد يسبب انتكاسة إجتماعية أو سياسية أو اقتصادية وخاصة في قضايا مفصلية، يكون لها تأثيرها على الحاضر وعلى المستقبل . وفي الختام نقول ، أنَ للنخب وخاصة السياسية منها، دورٌ كبيرٌ في التأْثير على الرَأْي العام المحلي ، وما لهذا الدور من أهمية ، يجب عليها وضع المصلحة العامة للوطن فوق كل إعتبار ،والسعي لتكريس مباديء العدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان ،والتَ مسك بالقيم الأخلاقية الرفيعة، التي من شأْنها الإرتقاء بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة ،وأن تبتعد عن عوامل التَفرقة، وما يثير النعرات الطائفية أو الدينية أو الإقليمية أو الجهوية أو العشائرية أو المناطقية ،وقراءة الواقع بظروفه السياسية والإقتصادية والعسكرية قراءة متأنية ،لسد الطريق على كل من يتربص بالوطن والأمة.
الأردن .. 15 مليون حركة دفع عبر محافظ إلكترونية
مدعوون لاجراء مقابلات شخصية بعدة بلديات .. أسماء
تخصيص 10600 تذكرة لمباراة الحسين اربد والفيصلي
الميداني الأردني غزة 78 يتعامل مع 5064 حالة الشهر الحالي
العاهل السعودي يدخل المستشفى لاجراء فحوصات طبية
درجات الحرارة تتجاوز الـ40 بهذه المناطق .. تطورات الطقس
جيش الاحتلال يعلن مقتل 3 جنود في غزة
وفاة و 12 إصابة بحوادث سير في الأردن
السنوار يتسبب بأزمة في مجلس الحرب الإسرائيلي
بعد الارتفاع القياسي .. تعرف على أسعار الذهب محلياً الأحد
النجار تفتتح مؤتمر الشبيبة المسيحية في الأردن
الترخيص المتنقل في الأزرق والرصيفة الأحد
الحالة الجوية من الأحد حتى الثلاثاء
انطلاق ورشة الطاقة المستدامة للبلديات الأحد
الأسد المتأهب .. رئيس أركان قوة الواجب يستمع لايجازات فروع هيئة الركن
الفئات المعفية من أجرة الباص السريع عمان - الزرقاء
انطلاق أولى رحلات الباص السريع من الزرقاء لعمان .. فيديو
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
تعميم من وزارتي الداخلية والعمل:الإبعاد خارج الأردن
تطورات الطقس خلال الأيام الثلاثة القادمة
اليرموك تفتح باب الابتعاث بشكلٍ غير مسبوق .. تفاصيل
حقيقة تأجيل أقساط سلف متقاعدي الضمان قبل عيد الأضحى
حديث وزير الداخلية عن الخمّارات للنائب العرموطي
اشتباك بالأيدي والكراسي في نقابة المحامين .. ماذا حدث
وظائف ومقابلات ببلديات والسيبراني والآثار ومشفى حمزة والاستهلاكية المدنية
مواطن يجهّز 103 نياق لنحرها ابتهاجا بزيارة الملك للزرقاء .. فيديو
موظف سرق دفتر محروقات وحرر طلبات مزورة .. قرار القضاء