سوريا والسيناريو العراقي

mainThumb

05-11-2011 11:47 AM

لا شك في أن من يتابع الأحداث المتسارعة في سوريا يؤكد تماما انه يتطابق مع السيناريو العراقي وان اختلفت الأدواربعض الشيء, ففي النموذج العراقي  بدا المسلسل من العرض العسكري الذي أقامته القيادة العراقية آنذاك لعرض الأسلحة المختلفة التي غنمها العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية, ولتوجيه رسالة بان العراق قادر على مواجهه أي تهديد خارجي وخاصة بعد ورود تقارير بان إسرائيل ترغب في أعاده التحرش بالعراق للتأكد من خلوه من الاسلحه التي قد تهددها ,وتأكيد الرئيس الراحل صدام حسين في مؤتمر صحفي بتحذير إسرائيل من مغبة أي عمل عدائي ,إلى استفزاز العراق للدخول إلى الكويت, إلى إصدار العشرات من القرارات الدولية  التي بدأت بالحصار وانتهت باحتلاله على الرغم من تنفيذه لها .

 ولتأكيد بان سوريا تسير على المسار نفسه أقول لقد بدا السيناريو من خلال مظاهرة من مجموعة صغيرة من الشباب  لا تكاد تذكر  وللأسف الشديد تم التعامل معها بالعنف والاعتقال والدم عندها تطورت الأمور لتنتشر الاحتجاجات في معظم المدن السورية , ولينتفض الشارع السوري بأكمله وخاصة بعد تدخل الجيش لصد هذه المظاهرات بطريقة لا تتوافق ودوره المناط به وهو حماية الحدود , وكانت النتيجة سقوط المئات من الأبرياء والأطفال والنساء وتوثيق ذلك من خلال وسائل الإعلام الحديثة ,ففي الماضي القمع والقتل الذي ترتكبه الأنظمة لم يكن يعرفه احد لعدم وجود من يصوره ويوثقه خلافا لما يحصل اليوم من التقنية المتطورة التي تنقل ما يحدث بالصوت والصورة .

وكان لا بد من أن يكون دور للجامعة العربية لوضع حد لما يحدث وتم تشكيل لجنه من الجامعة برئاسة وزير خارجية قطر  بعد الاتفاق لطرح مبادرة عربيه وتسليمها إلى سوريا للموافقة عليه أو أن يكون تدويل للمشكلة ولم يتأخر الرد السوري كثيرا وجاءت الموافقة من دمشق على كل البنود التي نصت عليها المبادرة  وهي سحب جميع المظاهر العسكرية  من الشوارع وإطلاق المعتقلين من بداية الأحداث وإجراء حوار بين السلطة والمعارضة برعاية الجامعة العربية , وعلى الرغم من تلك الموافقة ومن سحب البساط من تحت الجامعة  فان سوريا تعلم أن ذلك لن يغير من الأمر شيئا ,وان هناك سيناريو مرسوم لها خارج الوطن العربي يجب أن ينفذ وان الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت وأن بعض الدول العربية المشاركة في هذا السيناريو عليها أن تعلم أيضا أنها ليست بمنأى عن التغيير , وأن البوصلة ستصل إليها عندما يحين الوقت  .

ولا بد من الإشارة أن النموذج السوري لم يتدارك الخطأ الذي ارتكبه العراق  من دخوله الكويت وان ذلك كان فخ لإسقاطه ,وكذلك سوريا على الرغم تغير القيادة وتغيير في المظاهر ألا أن التغيير الجوهري الذي يتمثل بالإفراج عن الآلاف من المعتقلين منذ أكثر من ثلاثين عاما سبب الاعتقال خلاف في الرأي هذا مطلب واحد من عشرات المطالب التي تتعلق  بحقوق الإنسان  والتي تم تجاهلها والتي كان على الرئيس السوري أن  يحققها لشعبه .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد