عمان – السوسنة - وجهت الحركة الاسلامية قياديها ضمن خطة استراتيجية للسيطرة على الشارع وكسب الجماهيرية بالنزول الى مدينة الطفيلة – جنوب الاردن – تحت شعار التضامن مع ابنائها المعتقلين ، واعطاء أهلها الدروس والعبر في السياسة والوطنية .
هذا التحول الملحوظ أثار تساؤلات المراقبين والمتابعين للشأن الاردني ، لا سيما ان الطفيلة التي تحمل لقب " المحافظة الهاشمية " فيها من خيرة الابناء الذي قدموا للوطن الكثير ، وساهموا في بناء الدولة ، وهل هم اليوم بحاجة لمن يركب على موجة قضاياهم لحصد الجماهيرية .
محاولات الحركة الاسلامية في جذب الحراكات الشعبية لصفوفها في المحافظات واطراف الوطن ، واستغلال القضايا المطلبية سعيا لحصد الجماهيرية التي كان اخرها ، تنظيم مسيرة في مدينة المفرق وما رافقها من احداث مؤسفة رغم التحذيرات بعدم تنظيمها ، جميعها تصب في كسب التأييد وتصعيد الشارع نحو ربيع لا تحمد عقباه .
وفي هذا الصدد دعا النائب يحيى السعود الحركة الاسلامية الى الابتعاد عن اهالي الطفيلة وتركهم يحلون مشاكلهم بانفسهم، كونهم لا يريدون الا خرابا والشر لهذا الوطن – على حد تعبيرة - .
وقال السعود لـ"السوسنة" : "هناك شرفاء من اهالي الطفيلة في الجنوب وحيها في عمان سيبقون عصيون على تدخلات الإسلاميين ".
واتهم النائب السعود، الإسلاميين بالعمل بأجندات إيرانية وأجنبية اخرى كونهم اعلنوا اتصالاتهم مع السفارات، محذرا من تداعيات هذا الامر الذي لن يضر الا ابناء الوطن الشرفا.
وتساءل السعود بعد سماعه تصريح لمدير الامن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي حول مبالغ طائلة انفقت لحماية المسيرات وقال "لو ان هذه المبالغ أنفقت في مكان اخر لحلت كثير من مشاكل الطفيلة".
ووصف الدكتور جميل القطاطشة - مساعد مدير الصحة - تدخل الإسلاميين بالفترة الاخيرة بحراك الطفيلة بـ"استغلال الفرصة" لتحقيق مصالح خاصة بهم، مشيرا الى انهم انتهجوا طريقة جديدة بالفترة الاخيرة اتسمت بالحوار مع الجميع.
ودعا القطاطشة الحراكات المطالبة بالاصلاح الى الهدوء واعطاء الفرصة للحكومة بتقديم مخططها الاصلاحي، كون الأردن ماض بالإصلاح ومحاكمة الفاسدين بارادة سياسية يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال الدكتور محمد الرفوع – مدرس في جامعة الطفيلة التقنية - لـ"السوسنة" ان الاسلاميين يحاولون ركوب الموجة والاستفادة من أي شيء يحقق لهم مصالحهم.
واكد الرفوع انه لو تمت محاكمة عادلة لكل من نهب وسرق من خيرات الاردن، سنستطيع رد أي محاولة استغلاليه من الاسلاميين وغيرهم ، مضيفا : "لو ابتعدنا عن الفساد وحاسبنا كل ناهب وسارق لن يستطيع أي احد من اللعب على وترنا كون جلالة الملك يدعم الاصلاح والحراكات المطالبة بذلك ".
ويذكر ان القيادي في الحركة الاسلامية زكي بني ارشيد شارك بقوة في مسيرة الطفيلة بعد صلاة الجمعة 16 اذار 2012، ودعا الى الافراج عن معتقلي المحافظة ، مخاطبا المتظاهرين بالقول ": " قادمون لنكتب المستقبل وإياكم" .
وشاركت قيادات في الحركة الاسلامية بينها رحيل غرايبة واحمد الكفاوين ،في نشاطات لحراك الطفيلة قبل ايام في خيمة الاعتصام التي نصبت امام مقر المحافظة وسط المدينة .