صحيفة السوسنة الأردنية

الرمثا - السوسنة - مصطفى طوالبه  - في ساعات الفجر الأولى يستيقظ أبو رعد لينطلق مع أبنائه الخمسة لبيع ماشيته وهذه المرة لبيع حماره أيضاً " الذي يعز عليه ، كما يقول . ولكنه مضطر لبيعه لسد إحتياجاته المتزايدة " لأن الظروف أصبحت صعبة جداً خاصة بعد ارتفاع الأسعار " . 

 

وعند وصوله الى " سوق الحلال " الواقع في مدينة الرمثا – شمال الأردن – يُنزل أبو رعد ماشيته ليعرضها للبيع ليبدأ تجمهر تجار " الحلال " ولتتعالى أصوات الأخذ والرد . 

 

وينقسم السوق إلى قسمين قسم لبيع المواشي المختلفة من الأغنام والماعز وقسم آخر يبتعد حوالي 200 متر عن القسم الأول وهو مخصص لبيع الحمير والبغال . 

 

ويشتكي المواطنون من ارتفاع أسعار الماشية متسائلين ومتهكمين " سوف نذبح الدجاج كأضاحي في هذا العام " حيث يصل سعر الماعز والأغنام 400 – 1000 دينار . 

 

أما قسم بيع الحمير فله رواجٌ متسارعٌ حيث يصل سعر الحمار 200 - 400 دينار ويقول الباعة هناك، بأن سعر الحمار كان لا يتجاوز الـ 50 دينارأ أو أقل ولكن سعره ارتفع مع ارتفاع سعر البنزين وأصبح يقترب من سعر السيارات لأنه أصبح حاجة ماسة خاصة للمزارعين بدلاً من آليات النقل البترولية وقد يصل سعره الى اكثر من ذلك في موسم " الحراثة " . 

 

ويقول أبو ماجد أحد تجار الماشية " بأنه سوف تستبدل السيارات بالحمير في السنوات القادمه لأن المواطن لن يستطيع أن يملأها بالوقود وسوف ترى بأن طرقنا سوف تمتلئ بالحمير ذهاباً وإياباً " 

 

 

" السوسنة " لم تستطع تصويرالحمير لأن سوقها انفضّ في السابعة صباحاً للإقبال الشديد عليها ونحن وصلنا متأخرين بنصف ساعة ولم نجدها. 

 

أصر أحد المواطنين على " السوسنة " بأن يتم تصويره ممتطياً حماره لأن الحمار حسب وصفه " أصبح مثالاً للصبر والمعاناة وبذل الجهد وهي أوصاف تنطبق على مواطننا الذي تحمل الكثير وما زال " .