صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - صدرت للأديب المغربي حسن برطال، المُلقَّب بأمير القصة القصيرة جداً، أخيراً مجموعة قصصية جديدة موسومة بعنوان "سيمفونية الببغاء"، ليكون بذلك رابع إصدار أدبي له بعد مجاميعه القصصية السابقة "أبراج" و"قوس قزح" و"صورة على نسق JPG".

وضم الكتاب الجديد 102 نص قصصي قصير، استعمل فيها برطال أسلوب التكثيف والاختزال عبر بث شذرات ومضات إبداعية سريعة ترتكز على عنصر المفارقة لوصف الواقع الراهن وتجاوزه لرؤية العالم بصورة أفضل.

قصص المفارقات


وفي إطار التعليق على سيمفونيته الجديدة، قال برطال، في تصريحات لـ"العربية.نت" إن "الخروج من مدار الكتاب الأول يشبه خروج الصاروخ من جاذبية الأرض، حيث تُحرق المسافات بسرعة في اتجاه المجهول، وكل كتاب مسافة ضوئية عكس مما نعُد".

واستطرد برطال بأن مجموعة "سيمفونية الببغاء" ليست محطة رابعة من رحلة الكلمة، ثابتة في المكان لمساءلة الذات واستعادة النشاط، بقدر ما هي كوكب يدور في فلك "الكتاب الأول"، مع الخروج تدريجياً في دورة حلزونية لتفادي المشي فوق رفات النقط السابقة، وفق تعبير برطال.

وزاد الكاتب أنه في "سيمفونية الببغاء" حاول أن يغير المجرى على مستوى المفارقات من صورة تماثلية وتقابلية، مركزية كانت أم محورية، يكون فيها الحقيقي والافتراضي في تماسٍّ كلي، وذلك في اتجاه مفارقات عديدة تحفل بها القصص الصيرة جداً في الكتاب.

وتابع أن هذه المفارقات ترتكز بالأساس على استنساخ النهاية من البداية، ثم إخضاع النهاية إلى انقسامات خلوية تقودنا إلى أحاديات الصبغي، مع تحويل الانزياح كذلك إلى أداة في ملكية القصة القصيرة جداً من آلة بتمرّده على المجاز وانصياعه للواقع".

ولع بالـ"ق.ق.ج"

وجاء النص القصصي القصير جداً "سيمفونية الببغاء" ليأخذ عنوان المجموعة كلها. ويشرح برطال، في تصريحاته لـ"العربية نت"، أن المتعة الحقيقية حينما تغالطنا القاعدة وتربكنا، والمتعة كذلك عندما تدفعنا لاتخاذ الحيطة والحذر لأن الكتابة تستوجب ذلك، مثلاً: (بلبل) طائر، لكن (بل.. بل) دون معنى في إطار فضاء متجانس، ودون انتماء إلى الفصيلة.

"أما على مستوى شكل كتابي الأدبي الجديد"، يُكمل برطال، فقد "حاولتُ أن أسعى إلى متعة الكتاب قبل القراءة بالرجوع إلى جسده السابق (يعني كتاب الجيب) ليكون معنا في الحافلة في مقر العمل لوحة للفرجة قبل أن يكون مجرد كلمات تُقرأ".

وقدّم الناقد المغربي عبدالحق ميفراني لكتاب برطال بالقول إن مجموعة "سيمفونية الببغاء" تصرّ على أن تحافظ على مستوى المنجز انخراطها في أسئلة الكتابة القصصية "القصيرة جداً"، لكن بهواجس مختلفة تماماً، إذ تجعل من رهان النصوص هو الفيصل.

وتابع الناقد أن مجموعة القاصّ حسن برطال تعبر عن ولعٍ خاص بالقصة القصيرة جداً، فعلى امتداد المجموعة تأخذنا القصص إلى شعرية المفارقة، بل وتخلق نمطاً جديداً من داخل القصة يخترق الفواصل، ويعبر عن راهنه وحاضره، لأن القصة القصيرة جداً هي الجنس الإبداعي الأنسب بعد القصيدة للتعبير عن العصر الراهن اليوم".

واسترسل ميفراني في تقديمه: "في (سيمفونية الببغاء) ولعٌ بشعرية المفارقة والتكثيف والانتقال من الومضة السريعة إلى خلق تركيبة خاصة تخضع لرؤية اختزال العالم في شذريات قصيرة، دالة وموحية في ذاتها".