مصطفى سلامة يرفع العلم الأردني على أعلى قمة في أستراليا

mainThumb

23-12-2012 10:58 AM

السوسنة -  بعد مشوارٍ طويل، محفوفٍ بالمخاطر والصعاب، وبروحٍ يملؤها التحدي والإصرار، والرغبة الصادقة في الإنجاز، استطاع الرياضي الأردني مصطفى سلامة أن يرفعَ العلم الأردني مُجدّداً على قمة "كارستينز"، أعلى قمة في قارة أستراليا، والتي يبلغ ارتفاعها نحو 18 ألفا و200 قدم.

 

بعد أن اعتاد سلامة أن يؤذّن ويصلي في كل قمّة من القمم التي يصل إليها، يكون بهذه الرحلة التي أنهاها في تشرين الثاني (نوفمبر)، قد أصبح أوّلَ أردني يتسلق أعلى سَبْعِ قممٍ في العالم، وأوّلَ من يرفع العلَم الأردني عليها، عاليًا شامخًا.
 
سلامة الذي يُعتبَر أوّل أردني يصل إلى قمة إفرست، العام 2008، يصف رحلته الأخيرة بأنها كانت الأصعب والأخطر، مقارنةً بباقي الرحلات التي قام بها، خصوصًا وأنها كانت في ثاني أكبر غابة استوائية في العالم، وقد استغرقت هذه الرحلة من الوقت أسبوعين من المشي، وصولا إلى قمة الجبل.
 
ويضيف سلامة أن الصعوبة في هذه الرحلة أنّ السماء تُمطر في الغابة 22 ساعة في اليوم، إلى جانب ما قد يطرأ في الغابة من مخاطر، ومن ظهورٍ مفاجئ لحيوانات متوحشة. ناهيك عن أن الغابة تسكنها إحدى القبائل القديمة المعروفة بطقوسها وعاداتها الغريبة. بالإضافة إلى أن الجبل صخريُّ التكوين بالكامل، وهو ما يجعل تسلُّقَه مُتعباً ومُضنياً للغاية، ويستغرق وقتًا أطول، حيث استمرَ تسلق سلامة لهذا الجبل لمدة يومين كاملين، وقد دامت الرحلة بالكامل 4 أسابيع.
 
ويُعتبر سلامة أوّل متسلق أردني يخوض تجربة تسلّق القمم. بدأ مشواره في العام 2000 ليُنهي تسلق القمم السبع، ابتداءً من قمة "دينالي"، أعلى قمة في شمال أميركا، ومن بعدها قمة "فنيس ماسيف" أعلى قمة في المحيط المتجمد الجنوبي، وتليها قمة "البروس" أعلى قمة في أوروبا، ثم قمة "كلمنجارو" أعلى قمة في أفريقيا، ثم قمة "أكون كاجو" أعلى قمة في جنوب أميركا، ثم قمة "افرست"، وأخيرا قمة "كارستينز" في أستراليا.
 
وعن نسبة مشاعر الخوف والمخاطر التي يتعرّض لها قبل الذهاب إلى كل رحلة يقول سلامة إنه يعمل على تجهيز نفسه بالكامل، من خلال التدريبات والتمرينات التي يخضع لها قبل الذهاب إلى أي رحلة، عدا عما يقوم به من دراسة وبحث للموضوع، وللمكان الذي سيتجه إليه، ومعرفة كافة المعلومات عنه، وما قد يصادفه، مُعقّباً في هذا الشأن "أن أهمّ شيء يتحلى به هو الإيمان بالله، والاتكال على الله في النهاية".
 
ويضيف أن أكثر ما يطمح إليه، من خلال رحلاته، هو تعريف الناس على بلده الأردن، وهو يَسْعَدُ كثيرا بأنْ يأخذ بلده إلى قممٍ لم يصلها من قبل، إلى جانب تعريف الناس على العادات والتقاليد والثقافة التي تخص الأردن وتميزه، مُبيناً في هذا الصدد أنه لولا الدعم الذي لم يبخلْ عليه به الأردن لَما كان وصل إلى ما وصل إليه.
 
وفي ذات السياق يضيف سلامة:"مع كل نجاح أصلُ إليه أشعرُ بأنني أريد أن أفعل شيئاً طيباً لبلدي، يستفاد منه، وأحاول قدْر المستطاع أن أساعد بلادي وشعبي من خلال تجربتي".
 
ويشير إلى أنه استطاع أن ينال احترام الجميع، وأن يرفع علَم بلده في كل مكان، مُبيّناً أنه لا يوجد شيء مستحيل، أو صعب على الإنسان، وكل ما في الأمر هو أن يتحلى الإنسانُ بالعزم والإيمان.
 
"من أخفض نقطة في العالم، وهي البحر الميت، إلى أعلى نقطة في العالم، أي إفرست" هو شعار الحملة التي أطلقها سلامة مؤخراً، لدعم مركز الحسين للسرطان، والتي ستنطلق في العام الجديد 2013.
 
وفي هذا الشأن يشير سلامة إلى أنه من الأشخاص المهتمين بالمصابين بالسرطان بشكل عام، وأنه عندما سمع عن مشروع توسيع مركز الحسين للسرطان سرعان ما راودته فكرة تقديم المساعدة لهذا المشروع، وهي إشراكُ شخصيات أردنية مميزة ومعروفة، أمثال نبيل صوالحة، وطلال أبو الراغب، وايهاب حناوي، وباسل مناصرة، ومها قدورة، وأمجد العريان، وغيرهم الكثير، في حملة يستطيعون فيها من خلال رحلة إلى قمم العالم، جمْع مبلغ مليون دولار، دعماً لمركز الحسين للسرطان.
 
وسيخضع الفريقُ المشارك في هذه المبادرة العظيمة، والمكوّن من 19 أردنياً مشهوراً، لتدريبات مكثفة، بغرض إعدادهم إعدادا جيداً لمشوارهم الذي سيكون مليئاً بالتحديات، والذي سيمتد من أخفض بقعة على وجه الأرض، في البحر الميت، إلى أعلى قمة في العالم تقريباً، وهي مخيم قاعدة إفرست.
وستبدأ البعثة بمسيرة رمزية على شاطئ البحر الميت، ومن ثم سيقوم أعضاء الفريق بزيارة الأطفال الذين تتم معالجتهم في مركز الحسين للسرطان، وفيه سيجمعون أعلاماً كَتب عليها هؤلاء الأطفال أمانيهم، ليأخذوها معهم خلال الرحلة.
بعد ذلك، يغادر أعضاء الفريق بالطائرة إلى مدينة كاثماندو، تحضيراً للبعثة التي ستستمر 14 يوماً، والتي سيقومون خلالها بشقّ طريقهم إلى مخيم قاعدة إفرست.
 
وتنتهي البعثة عندما يقوم الفريق بإرجاع الأعلام إلى الأطفال الموجودين في مركز الحسين للسرطان.
 
وعن خططه المستقبلية في التسلق يقول سلامة إنه الآن ينوي الذهاب للتسلق في القطب المتجمد الشمالي، والذي يحتاج إلى 28 يوما، ثم إلى القطب المتجمد الجنوبي الذي يحتاج إلى 60 يوما. وبإنهاء تسلّقه يكون هو الشخص رقم 18 في العالم الذي أنهى التسلق، وتكون الأردن هي الدولة رقم 8 التي حققت هذا الإنجاز الكبير.   الغد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد