المذبحة بسوريا وصمة عار على جبين الإنسانية

mainThumb

01-01-2013 01:48 PM

 عام جديد ثالث ينطلق، وجراح أطفال الشعب السوري لا تزال نازفة، ذلك بينما يغط ضمير المجتمع الدولي في سبات عميق. عام جديد ثالث يبدأ منذ انطلاق الثورة الشعبية السورية في 18 مارس/آذار 2011م ضد الظلم والطغيان والقمع والاستبداد، ولا تزال قوات النظام القمعي الاسبتدادي السوري لآل الأسد الهزيل تواصل قصف المدن والبلدات السورية بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة التي تزوده بها كل من روسيا وإيران.

 
أيها الضمير الدولي، ألا تستيقظ! وأيها المعتصم العربي، ويا من سبق أن توليت ولاية الشام ومصر في عهد أخيك المأمون بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور، ألم يصلك في قبرك صدى صرخات أطفال سوريا الذين يذبحون بدم بارد؟! أوصدى صيحات حرائر بلاد الشام اللواتي يتعرضن للاغتصاب؟! انهض أيها المعتصم كما ينهض طائر الفينيق من رماده، انهض يا من توليت الخلافة يوم مات أخوك المأمون في طرطوس، انهض فإن طرطوس اليوم تعج بعاهرات الروس وأسلحتهم الفتاكة.
 
انهض أيها المعتصم بالله، ويامن انتقمت لامرأة هاشمية وقعت أسيرة بين أيدي قوات الإمبراطور تيوفيل البيزنطي، والذي هاجم مسقط رأس والدتك في مدينة زبطرة، وخلصتها من أسرها بجيش بلغ تعداه ثمانين ألفا، وذلك عندما صاحت المرأة الهاشمية بالقول: وامعتصماه!، انهض فإن حرائر بلاد الشام حلت بهن المصائب وتكالبت عليهن النائبات، انهض فإن الحرائر المسلمات السنيات يتعرضن للاغتصاب على أيدي شبيحة آل الجبروت الطاغية الأسد الهزيل، وأيدي مرتزقة ملالي قم وسكارى مواخير موسكو، انهض فحرائر بلاد الشام يصرخن آلافا مؤلفة من وامعتصماه!، ولكن ليس من معتصم من المعتصمين الجدد يستقظ من سكرته أو ينهض عن طاولة قماره أو يتوقف عن مراقصة الغانيات! فانهض أيها المعتصم الحقيقي، انهض! فما أحوج الأمة والإنسانية، خاصة في هذه الأيام الحالكات، إلى أمثالك!
 
ويا أيتها الأمة الأميركية التي تدعي قيادة وريادة العالم الحديث، أين قِيمك وأين مُثلك العليا التي طالما تغنيت بها؟! أيتها الأمة الأميركية، الآ ترين أنك تسهمين بانتهاك حقوق الإنسان المدني البريء في سوريا، وذلك كما سبق أن انتهكته في رواندا، فمن كررت انتخابه لولاية ثانية والمدعو باراك حسين أوباما، يبدو أن فيه جينات موروثة من أمم بليدة، راضخة ومستكينة، ولا تعرف للنخوة والشهامة والشجاعة والنبالة طريقا أو سبيلا!
 
أيها المجتمع الدولي، عليك أن تعلم أن استمرار المذبحة والإبادة الجماعية ضد الشعب السوري يشكل وصمة عار على جبينك، وعليك أن تعلم أن الأطفال السوريين الذين يموتون جراء قصف الآلة الحربية الفتاكة أو الذين يموتون جراء البرد والجوع والمرض، هم وصمة عار على جبينك وعلى جبين قادة العالم، بدء ممن يُفترض أنه قائد أمة عظمى، ألا هَزُلت، أيها القادة إذا لم تتحركوا لنجدة الشعب السوري، ألا سحقا لكم وتبا إذا بقيتم صامتين بينما حرائر سوريا وأطفالها يصرخون ويُذبحون ويتشردون.
 
وأما أنت أيها الأسد الهزيل، فأحرار العالم باتوا يعرفون جيدا أنك أصبحت تعيش معزولا مرتعبا في وكرك الخَرِب، حتى أنك فقدت الثقة بأقرب المقربين من زمرتك، فالتقارير الاستخبارية تقول إنك لم تعد تخرج نهارا لأن القناصة ينتظرونك في كل حدب وصوب، وتقول أيضا إنك وضعت مراقبة شديدة على بقايا طعامك التي تقتات عليها، مخافة تعرضك للاغتيال عن طريق التسميم.
 
لكن عليك أن تعلم أيها الأسد الرعديد الهزيل أنك قاتل الأطفال وأنك قاتل المدنيين الأبرياء في منازلهم، ومن هنا، فإن الأرض بدأت تضيق عليك بما رحبت، فها هم الأبطال من أفراد الجيش السوري الحر يضيقون عليك الخناق في وكرك المهترئ، وما هي إلا أسابيع وليست شهورا، حتى تسمع ثكالى بلاد الشام أن رب العزة والجلال قد استجاب لدعواتهن، وقد اقتص لهن ولأطفالهن من بقايا جلدك المهترئ أيها المعتوه، واعلم أنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك! وأما الأسلحة الكيماوية، فأنت أكثر جبنا من التفكير باسخدامها، ذلك لأنها ليست تحت سيطرتك على جميع الأحوال!
 
إعلامي أردني مقيم في دولة قطر


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد