الكوفحي – ميليت ، الآن لماذا .. ؟!!

mainThumb

02-06-2013 11:33 AM

 القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور نبيل الكوفحي قام باستقبال السفير البريطاني بيتر ميليت في منزله على الغداء، هذه الدعوة أثارت الكثير من ردود الفعل الرافضة ولعدة أسباب أهمها أن الكوفحي من التيار الإسلامي الذي يضمر العداء لبريطانيا التي أوجدت الكيان الصهيوني على حساب أصحاب الأرض الشعب الفلسطيني، والكوفحي ليس الوحيد في ذلك، فقد سبقه الكثير من السياسيين وخاصة من المعارضة في مقابلة سفراء الكثير من الدول في عمّان، فالضجة التي تبعت هذا اللقاء كانت كبيرة سواء من داخل الجماعة أو من خارجها وخاصة الحراك الشعبي، حيث كان لكل طرف مبرراته التي لا نستطيع التعدي عليها فهي في النهاية وجهات نظر تعبِّر عن مطلقيها كما هو الكوفحي اعتبر أن الزيارة لا تتعدى وجهة النّظر، ولا يخفى على المعظم أن مبادرة زمزم أحد الأسباب الرئيسة إضافة إلى الاختلاف في سياسات وصراعات القيادة على المقدمة لدى جماعة الإسلاميين في انتقاد الكوفحي لقيامه بهذه الخطوة، ولكن انتقادات أطراف في الحراك الشعبي لهذه الزيارة وخاصة أنها كانت مغلقة بمنع الإعلام من تغطيتها أو منع أطراف من الحراك الشعبي في اربد من المشاركة فيها كانت ملفتة للنظر وخاصة أن الإسلاميين في اربد يتشاركون في الشارع مع الحراك الشعبي في كل شيء ومنها القيادة(تنسيقية حراك اربد)، فمبررات هؤلاء مشروعة لأن هذه الشراكة تتطلب التشارك في كل شيء وليس فقط الصراخ في الشارع مما يؤشر إلى انكشاف غايات الإسلاميين من شراكتهم للحراك في اربد وذلك بتوظيفهم واستغلال وجودهم لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بالجماعة وحزبهم، على حساب الحراك الشعبي ومطالبه ورؤيته السياسية والاقتصادية، فالرافضين لهذا اللقاء لم يقبلوا مبررات الكوفحي وعذرهم أن السياسة لا تحكمها الأخلاق، ولأن زيارة السفير إلى اربد مُعدّ لها مسبقاً، فكان الأولى بالكوفحي أن يلتقي مع بعض قيادات الحراك الشعبي وأخذ رأيهم في استضافة السفير في منزله وأن يكونوا شركاء في اللقاء إن لم يجد الممانعة إضافة إلى التشارك في ترتيب وصياغة الأفكار التي سيتناولها الحديث والاتفاق على موقف محدد من كل القضايا على مائدة الغداء.

 
أم أن هذه الزيارة وهذا الانفراد تأتي ضمن أحاديث تناولتها الصالونات السياسية في عمّان عن لقاءات بين الإسلاميين وصانعي القرار في النظام السياسي الأردني ومن خلال حكومة النسور تتحدث عن تفاهمات تتلاقى مع مطالب الإسلاميين وخاصة قانون الانتخاب بعيداً عن شركائهم من الحراك الشعبي ومطالبه..!!
 
الكوفحي من القيادات البارزة والمؤثرة في الحراك المشترك بين الإسلاميين والحراك الشعبي وهو مهندس هذه الشراكة في بدايات الربيع الأردني، حيث يعلِّل من انتقد أو رفض ما قام به الكوفحي على اعتبار موقعه كشخصية اعتبارية فكل ما يقوم به الأولى أن يقوم بقراءة ردود الفعل المحتملة مسبقاً على هذا الفعل أو ذاك، وما جاء من تبريرات للكوفحي على هذه الاستضافة لم تسعفه في قبول معظم منتقديه لوجهة نظره، فلا يُعقل أنه رئيس سابق لبلدية اربد أن تكون مبرر لزيارة السفير إلى منزله وخاصة أن الرئيس الحالي والذي يعيش ما تعانيه البلد من استضافة اللاجئين السوريين هو الأقدر في طرح هذا الملف، إلا إذا كان غير ذلك، أما كونه معارضا سياسيا ومن الإسلاميين فهي أيضاً ليست مبرراً كافياً لأنه ليس المعارض الوحيد ولا يمثل كل أطياف المعارضة السياسية أو الشعبية في اربد وخاصة الحراك الشعبي والذي له وجهات نظر في أغلبها تختلف كلياً عن وجهة نظر الكوفحي ذي المرجعية الإسلامية، أو حتى مدى قبولهم بلقاء السفير البريطاني من أصله، لما يمثله من موقع لا يمكن أن يكون لمصلحة الوطن والأمة العربية وخاصة أن السياسة البريطانية معروفة بانحيازها للكيان الصهيوني وسعيها للمحافظة على أمنه وديمومته على حساب الشعب العربي والفلسطيني وبالتالي فإن أي حديث مع بيتر ميليت لن يخرج عن الدعوة إلى الانخراط في العملية السياسية والاقتصادية للنظام السياسي الأردني الذي يقوم بأفضل الأدوار التي تساعد الكيان الصهيوني على الديمومة إضافة إلى قضايا منطقتنا العربية في هذا المنعطف التاريخي(الربيع العربي)، وبالتالي فإن اللقاء لن يخلو من التوجه نحو الصفقات بما يتناسب مع تطلعات الغرب إلى المنطقة العربية من استمرارية التبعية والحفاظ على مصالحهم، وإفراغ أي تحرك شعبي من فكرة ولادة مشروع وطني عربي قد يسعى إلى الخروج من عباءتهم.
 
عربياً البوصلة دائماً يجب أن تكون فلسطين وهذا يتطلب من أي طرف يسعى إلى السلطة أن يحمل مشروعاً وطنياً عربياً يتعامل مع الآخر بناءً على تبادل المصالح وبعيداً عن التبعية، بينما بريطانيا ومعها أمريكا والغرب فإن بوصلتهم في المنطقة هي أمن الكيان الصهيوني وديمومته وعليه فإن أي مشروع لدى الشعوب العربية فإن الغرب سيسعى إلى حرفه باتجاه رؤيتهم وبوصلتهم وخدمة مصالحهم، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الحوار مع هذه الدول بما يتناسب مع تطلعات الشعوب العربية ومصلحة دولهم وقضاياهم، والتي يعلمها كل العالم ، أما ان تكون المقاطعة فقط لسفارة الكيان الصهيوني كتبرير للقاء السفير البريطاني, وفي ظل هذه الظروف التاريخية وخاصة أنها من قيادي في أحد أحزاب المعارضة فهو عذر أكبر من الذنب نفسه، ذلك أن هذا اللقاء يُظهر أن الإسلاميين ليس لديهم وضوح في مشروعهم السياسي والاقتصادي، حتى إلى من يشاركهم الشارع في ربيعنا الأردني، إضافة إلى أنهم لا يمثلون الجميع في رؤيتهم إن وجدت.
 
بعد أن سمع السفير البريطاني من كل الأطراف في اللقاء المفتوح في غرفة تجارة اربد، الكوفحي ولقائه ميليت وبشكل منفرد، الآن، لماذا..؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد