قراءة في كتاب ملك وشعب (5)
يعد كتاب "ملك وشعب" الذي أصدره الديوان الملكي الهاشمي العامر منجزا وطنيا هاما يوثّق المبادرات الملكية السامية الزاخرة بالخير والعطاء والإنسانية ضمن رحلة خيّرة لا ينضب عطاؤها بين ملك إنسان وأبناء شعبه. إن هذا الملف الإنساني والتنموي الذي يوليه جلالة سيدنا كل إهتمام حيث أسند أمر متابعته وتنفيذه إلى لجنة برئاسة معالي الأستاذ يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ضمن فريق عمل مخلص وجاد ليعكس صورة إرتباط ملك رحيم تجلّت صفات الإنسانية بأجل صورها مع أبناء شعبه الأردني بروح تنم عن إنتماء ومحبة قائد لوطنه ولشعبه، وولاء ومبايعة شعب لقائده بصدق وإخلاص.
وسأتناول هنا في المقال الخامس ضمن قراءة كتاب ملك وشعب "المبادرات الملكية السامية في دعم الشباب وتمكين المرأة " حيث أن ثلثي سكان المملكة هم من فئة الشباب، وأن المرأة أخذت دورها الهام جنبا إلى جنب أخيها الرجل تسهم في عملية البناء والمشاركة في كافة مسارات التنمية.
لقد أولى جلالة سيدنا الشباب ورعايتهم والالتقاء معهم دائما لأنهم الطاقة الفاعلة للنهضة والتفدم، وكذلك ضرورة توفير فرص العمل لهم لتمكينهم وتعزيز دورهم في خدمة مجتمعنا الأردني، وضمان مشاركتهم في مسيرة التنمية المستدامة، ممّا يستدعي تبني مواطن القوة في المجتمع على أساس الإلتزام بالقيم والبناء على الإنجازات التي تعتمد على الموارد البشرية المؤهلة بالعلم والتدريب، بما يسهم في تجاوز التحديات بهمة وعزيمة وبالعمل الجاد المخلص لتحقيق الأهداف والطموحات، ويوجه هنا جلالة سيدنا الشباب بقوله " لقد واجهنا تحديا غير مسبوق، إذ دخلنا القرن الواحد والعشرين بكتلة سكانية فتية كبيرة تتمثل بغالبية من الشباب والشابات لديهم توقعات عالية حيث أنهم بحاجة لفرص عمل كريمة حتى يتمكنوا من تأمين عائلاتهم وتأمين مستقبلهم، ليكونوا بذلك الطبقة الوسطى التي يستند عليها الأردن، وإن المستقبل الذي نتطلع إليه هو الذي يصنعه جيل الشباب ضمن برنامج إقتصادي وإجتماعي وسياسي شامل".
وإنطلاقا من حرص جلالته المتواصل على مشاركة الشباب في عملية صنع القرار وتحديد الأولويات في تنفيذ المشروعات، جاءت مشاركة هيئة شباب كلنا الأردن في مناطق المملكة في إعداد دراسات لإحتياجات مناطقهم، وكانت تلك الدراسات عاملا أساسيا في تنفيذ عدد من المشاريع التي أسهمت في تحسين مستوى الخدمات، كما كان إطلاق مبادرة الحملة الوطنية للتشغيل "كلنا شركاء" عام 2012 التي هدفت إلى توفير آلاف العمل للشباب في مختلف المهن والمستويات الفنية.
وفي الكثير من اللقاءات مع الشباب الذين يعقد عليهم جلالة سيدنا الأمل ليكونوا معاول بناء وعمل وإنجاز حيث يشكلون قوة مجتمعية حاضرة وفاعلة، تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته، ليسهموا بصدق وإنتماء في تعزيز الهوية الوطنية ورفع شأن الأردن في كل صعيد حيث يقول جلالة سيدنا مخاطبا الشباب الأردني " إن هويتنا الوطنية الجامعة، التي كانت وستبقى عصب الدولة وعصبتها، بحاجة إلى شباب أردني متقد وملتزم بالوطن يجدّد حيوية الدولة وإندفاعها، ويؤمن بهدف سام هو نهضة الأردن ورفعته، ويرى في نفسه الشريك المسؤول والقادر في عمله وإندفاعه الطريق لتحقيق ذلك".
ويوجه جلالة سيدنا دائما وهو المعلم والقائد والأب ورجل الميدان من خلال لقاءاته المتواصلة مع الشباب إلى تحصين الشباب ضمن بناء إطار فكري إنساني تربوي حداثي، وترسيخ مفهوم الوعاء الثقافي الشمولي لدى جيل الشباب الذي يعدّ ركناً أساسياً وداعماً حقيقياً لبرامج التنمية، الأمر الذي يتطلب أن تكون البرامج قوية ومؤثرة معرفة وتربية وسلوكا وتوجيها نحو طرق تفكير ضمن بناء عقلية الإبداع والإبتكار، وتعظيم قيمة العمل والعطاء الذي يرسّخ مفهوم الإنتاج لينعكس ذلك على تنمية المجتمع، لأن الإنسان المؤهل والمبدع والمنتمي والحريص على العمل المخلص الدؤوب هو الذي يمتلك القدرة على فهم مستجدات العصر ومتابعة التطور.
ويؤمن جلالة سيدنا أن الشباب هم المستقبل الحقيقي، فلم يتوان في كل المناسبات محليا أو دوليا ليكون الشباب على سلم الأولويات، لأنه يرى فيهم مستقبل الأردن وأساس نهضته وتقدمه، وذلك ممّا ترجمته المبادرات الملكية السامية في إبراز نماذج شبابية ممّيزة ترفع إسم الأردن عاليا عبر مبادرات ومشاريع ريادية وإجتماعية وأعمال تطوعية يقومون بتنفيذها ونالوا ثقة جلالة سيدنا دعما وتكريما.
إن المبادرات الملكية السامية تجاه قطاع الشباب تعتبر أولوية وطنية تدعو إلى توحيد القيم والمفاهيم ليتم تأصيل ثقافة شبابية ومجتمعية تعمل للأردن وتضع مصالح الوطن فوق كل إعتبار، وضرورة النهوض بالبنية الفكرية للشباب، وخصوصا طلبة الجامعات لإستثمار كفاءاتهم وقدراتهم للمساهمة في مسيرة الإنجاز بما يخدم أردننا وينهض في بناء أسواره بإرادة قوية وبكل عزيمة ومضاء.
وفي مجال تمكين المرأة ، فالمبادرات الملكية السامية تابعت وتتابع باستمرار وبتوجيه مباشر من جلالة سيدنا النهوض بالقطاع النسوي وتقديم كل الدعم حيث قطعت المرأة الأردنية شوطا كبيرا في مجال التعليم والتدريب، فهي المعلمة والطبيبة والمهندسة والمختصة في الإقتصاد وعلم الاجتماع ومديرة البنك والوزيرة والسفيرة والعين والنائب، وسبرت المرأة الأردنية أغوار كل المهن بنجاح، وذلك بدعم مستمر من جلالة سيدنا لتأخذ دورها الهام مشاركة في تنمية مجتمعنا الأردني في مختلف الميادين، كما تبنّت المبادرات الملكية السامية دعما وتأهيلا وتدريبا وتعزيز مشاركة المرأة في التحديث والتطوير والحوار البناء والتنمية الشاملة، وتذليل العقبات لزيادة تمثيلها في سوق العمل والتنمية الإقتصادية، والنهوض بمكانتها في المواقع القيادية والإدارية وصنع القرار لتمارس صلاحياتها بقدرعال من المسؤولية حيث يؤكد جلالة سيدنا أنه لا يمكن للأردن التقدم للأمام في مسارات التحديث السياسي والإقتصادي والإداري دون دور فاعل للمرأة الذي تشكّل المرأة الاردنية فيه عماد مجتمعنا بما يقمن به من إنجاز مشاريع ريادية التي تسهم في تحسين حياة الأسرة والمرأة على حد سواء،. وفي هذا المجال يقول جلالته "وأؤكد على أهمية حق المرأة في التعليم والتوجيه والتدريب والعمل وتمكينها من أخذ دورها في المجتمع بإعتبارها شريكة للرجل في تنمية المجتمع وتطويره “
إن المبادرات الملكية السامية تجاه القطاع النسائي لم تتوان في الدعم الكبير في تنفيذ المشاريع الريادية والمنتجة، وكانت المراة الأردنية تحقق النجاح تلو النجاح والإنجاز تلو الإنجاز في جميع مسارات العمل والتنمية، إضافة إلى دورها المؤثر والهام في بناء الأسرة وتربية أبنائها على القيم الأصيلة والنبيلة فكرا سليما وسلوكا سويا، فهي مدرسة العطاء الشامل وبشكل متوازن تجاه مجتمعها وأسرتها.
نعم، إنه الدعم الملكي اللامحدود لقطاع الشباب الطاقة المحركة للمجتمع وتمكين المرأة لتأخذ دورها الفاعل والمؤثر في التنمية الشاملة ضمن منظومة عمل جادة تعمل بضمير مؤسسي مسؤول الذي أنجزه الديوان الملكي الهاشمي العامر بيت جلالة سيدنا وبيت الأردنيين جميعا، يرافق ذلك جهود تقوم على الإخلاص والتفاني في العمل في ظل مجتمع متكافل واحد موحّد ومتماسك يزرع بذور الخير والعطاء والإنسانية، برعاية ملكية سامية وإهتمام جلالة سيدنا الملك الإنسان عبد الله الثاني بن الحسين أعز الله ملكه القدوة لنا جميعا في الإنجاز والعمل وللحديث بقية.
• أستاذ جامعي وكاتب/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية حاليا
• عضو مجلس أمناء حاليا
• عضو مجلس كلية الدراسات العليا في جامعة اليرموك جاليا
• عميد كلية الصيدلة / جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية وجامعة اليرموك سابقا
• رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
سوريا تشكر الملك محمد السادس على استئناف العلاقات
موقع لبناني يكشف عميلاً إسرائيليًّا أطاح برؤوس من حزب الله
قائمة الأكثر تأثيراً عربياً بالسينما في كان 2025
سوريا تشكل هيئة وطنية خاصة بملف المفقودين والمخفيين قسرًا
استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال قرب نابلس
قمة الورق والحبر .. وباقي الحكاية في غزة
تربية الكرك تشارك بمبادرة تجمع الإبداع الطلابي
أنشطة متنوعة لعدد من المراكز الشبابية في إربد
الضرائب في الأردن: إيرادات مرتفعة وخدمات غائبة
21 قتيلاً بأعاصير عاتية في الولايات المتحدة .. فيديو
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
بعد الأردنية .. الهاشمية تتقدم محلياً وعربياً .. تفاصيل
آلاف الأردنيين أسماؤهم مهددة بالحجز المالي .. رابط
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
الحكومة تتجه لتغيير آلية تسعير المشتقات النفطية
خبر سار لمتقاعدي الضمان الاجتماعي
مطلب نيابي بتأجيل أقساط القروض لشهر أيار 2025 .. وثيقة
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
مهم للأردنيين بشأن أسعار الأضاحي هذا العام
دعوة لضباط إسكان الجيش لمراجعة بنك القاهرة عمان .. أسماء
فصل التيار الكهربائي عن مناطق بإربد الجمعة .. أسماء
دعوة المرشحين لحضور الاختبار التنافسي الإلكتروني .. أسماء
مليار دولار لمشروع الناقل الوطني الأردني