هل سينجح حزب التحرير في نشر الاسلام باوكرانيا ؟

mainThumb

29-07-2013 06:06 PM

السوسنة - يقف اكثر من الف رجل ملتح ترافقهم نساء منقبات تحت الشمس الحارقة ويلوحون بالاعلان السوداء والبيضاء وهم يهتفون "الله اكبر".

هذا ليس مشهدا في الشرق الاوسط او اسيا الوسطى ولكنه لانصار حزب التحرير الاسلامي في سيمفيروبول عاصمة منطقة القرم الواقعة على البحر الاسود في اوكرانيا.

وحزب التحرير يسعى الى اعادة الخلافة الاسلامية التي تستند الى احكام الشريعة الاسلامية والتي سادت خلال العصور الوسطى، الى منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى.

والحزب محظور في العديد من الدول، الا انه بدأ يكتسب قوة مفاجئة في منطقة كريميا، المنتجع الاخضر الواقع على شاطئ البحر، والتي تضم عددا كبيرا من اقلية التتر المسلمة. وصرح فيصل امزاييف رئيس المكتب الاعلامي لحزب التحرير في اوكرانيا لوكالة فرانس برس ان طموح الحزب لاحياء الخلافة الاسلامية لا يمتد الى اوكرانيا، كما ان الهدف من وجود الحزب هو نشر الدعوة الاسلامية.

واوضح ان "ما نفعله في اوكرانيا لا يعني اننا نعمل او سنعمل على تغيير حدود الدولة".

واضاف ان "تحقيق هدف اقامة الخلافة الاسلامية لا ينطبق سوى في الدول التي فيها اغلبية مسلمة. لكن في اوكرانيا، علينا واجب كمسلمين بتعريف المجتمع بالاسلام بشكله الصحيح".

ظهر اول انصار حزب التحرير في منطقة القرم مطلع التسعينات. و12% او 250 الف من سكان كريميا البالغ عددهم مليونين، هم من التتر الذين يتبعون المذهب السني.

والان يبلغ عدد انصار الحزب ما بين الفين و15 الف شخص تقريبا، اذ ان الحزب لا يكشف عن عدد انصاره، ويكتفي بالقول ان عددهم في تزايد مستمر.

وقال امزاييف ان "العالم قرية كبيرة، وفي كل مكان يوجد صراع ضد الاسلام لصالح القيم الليبرالية الديموقراطية"، داعيا مسلمي اوكرانيا الى عدم الاندماج والاحتفاظ بمبادئهم.

واضاف ان "الخلافة الاسلامية لا تشكل تهديدا، ولكن على العكس انها الخلاص للبشرية وسط ازمة الراسمالية ومبادئ الديموقراطية والليبرالية بشكل عام".

وحزب التحرير الاسلامي الذي تاسس في 1953 في القدس الشرقية، محظور في روسيا والعديد من دول اسيا الوسطى. كما انه محظور في المانيا بسبب دعايته التي تعتبر معادية للسامية ولاسرائيل.

ودعا "المجلس الروحي لمسلمي القرم"، المجموعة التي تضم المسلمين في المنطقة، السلطات الى التحقيق في عمل الحزب في اوكرانيا.

وصرح نائب رئيس المجلس حيدر اسماعيلوف لفرانس برس ان مبادئ حزب التحرير تتعارض مع التقاليد والممارسات الدينية المحلية.

واضاف ان "هذا الحزب يخلق صورة سلبية للاسلام والمسلمين، والناس يخافون من التجمعات التي ينظمها".

الا ان اسماعيلوف لم يدع الى حظر الحزب في اوكرانيا، الا انه يعتبر عقيدته ضارة.

وقال "نود من الحكومة ان تتخذ موقفا تجاه جماعة سياسية دينية تقول ان الديموقراطية هي نظام كافر".

ولكن يبدو ان اوكرانيا غير متعجلة لحظر حزب التحرير ربما لانه لا وجود له في الاطار القانوني للبلاد، فهو ليس مسجلا كحزب او كمنظمة عامة او دينية.

ولا يسعى اعضاء الحزب انفسهم الى اضفاء الرسمية على الحزب لاسباب يصفونها بالايدولوجية.

يقول امزايييف "حزب التحرير في اوكرانيا لا يسعى لتحقيق اهداف سياسية، واحكام الدين تمنعنا من المشاركة في سلطات غير اسلامية".

ويضيف ان الحزب لا يسعى الى المشاركة في الانتخابات او الحصول على السلطة.

ولم تتخذ السلطات حتى الان سوى خطوات بسيطة لتجنب اية مواجهات محتملة بين اعضاء حزب التحرير ومعارضيهم خاصة مع قرارات المحكمة التي تسعى الى حظر تجمعات الحزب.

ففي حزيران/يونيو صادقت المحكمة على قرار في قضية رفعتها السلطات المحلية لحظر تجمع كان مقررا بسبب مخاوف تتعلق بالاخلال بالنظام. الا ان التجمع جرى رغم ذلك.

ويحرص اعضاء حزب التحرير في القرم على الحيلولة دون التعرض لاي هجمات محتملة من معارضين او لعقوبات من السلطات.

ولا يوجد للحزب مقر في سيمفيروبول كما ان مكتبهم الاعلامي هو افتراضي وليس له اي عنوان بريدي.

الا ان امزاييف هو شخصية عامة بارزة حيث يجري المقابلات ويتحدث الى التلفزيون ويكتب على شبكات التواصل الاجتماعي ويجند الانصار.

وخلال التجمع الاخير للحزب في سيمفيروبول دعا كل المتحدثين تقريبا المسلمين الى مساعدة المقاتلين السوريين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ما ادى الى احتجاجات بين اوساط التتر في كريميا ضد احتمال ارسال مقاتلين الى سوريا.

وقال امزاييف "نحن لا نجند المقاتلين، ولكنني لا استبعد ان يكون بعض التتر من القرم يقاتلون ضد الاسد".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد