مكاتب للزواج في الاردن .. ما رأي المجتمع والشرع؟

mainThumb

23-06-2014 01:53 PM

عمان – السوسنة – هبا تهتموني – ظهرت في الاونة الاخيرة  مكاتب متخصصة للخطوبة والزواج (تعارف)، في بعض محافظات المملكة، عملها الرئيسي ايجاد شريك الحياة ضمن اجراءات يحددها المكتب.

وبعض هذه المكاتب تنظم لقاءات بين الفتاة والشاب اللذين تطابقت طلباتهما في شريك العمر، لمدة ربع ساعة في غرفة جدرانها من الزجاج، ويمنع تبادل ارقام الهواتف او اية وسيلة اتصال، على ان يدفع الشاب مبلغا من المال ما بين 20 الى 30 دينارا، واكثر من ذلك احيانا.

ويقوم المكتب بدوره بابلاغ الشاب او الفتاة، برد الطرف الاخر، لكن يقول مواطنون ان المكاتب في الغالب تبلغ الشاب برفض الفتاة .
 

السوسنة، تحرت عن الظاهرة، ومدى قبولها في المجتمع الاردني، ورأي الشرع فيها.


أحد مكاتب  الزواج :

قال مدير مكتب الاستشارات الزوجية الدكتور عبد المهدي السردي لـ "السوسنة  ": أن مكتبه  هو الوحيد المرخص في الأردن ويقدم خدمات متنوعة، منها خدمة تقديم طلب الزواج، بأن يقوم كلا الجنسين بتعبئة استمارة طلب للزواج يكتب فيها المتقدم بياناته وشروط مراده في الشريك، ويتقاضى المكتب رسوم طلب الاستمارة 30 دينارا للمواطن الاردني المقيم على ارض المملكة، و 200 دينار للأردني المقيم خارج الممكلة،و 500 دولار لغير الأردني،  فإن وجد توافق في الشروط يستدعي المكتب الطرفين للتعارف ".

وأضاف لـ "السوسنة " أن المكتب يستقبل الفئات العمرية من سن 18 -80 عاما للذكور ومن 18-58 من الإناث بشكل عام، وان أكثر فئة عمرية اقبالا من سن 20-30  عاما للذكور ومن 30-40 سنة  للإناث .

وأوضح لـ "السوسنة"  أن بعد تقديم الطلب يقوم المتخصص بدراسة الاستمارات ومدى توافقها مع بعضها ثم يستدعي الطرفين " الشاب والفتاة"  إلى المكتب للتعارف.
 
وبين السردي  أن "الطلب" صالح لمدة سنة واحدة، وأن المتقدمين  للمكتب من مختلف الجنسيات ومختلف الديانات "الإسلام والمسيحية" ، مؤكدا ان المكتب غير مسئول ما بعد اللقاء الأول ، وأن المعلومات التي يقدمها طالب الاستمارة تكون سرية.

وختم حديثه لـ " السوسنة "  أن اسباب  تأسيس المكتب جاءت لتقديم خدمة بافكار جديدة للمجتمع، مما يقلل من نسبة العنوسة وتساعد في إيجاد شريك الحياة الزوجية وكما يقدم المكتب  قروض للزواج.


رأي الشرع

وفي هذا الصدد يقول استاذ الشريعة الإسلامية  الدكتور منير بشايره لـ " السوسنة "  أن :" الإسلام لا يجيز أن تكون هناك مكاتب للزواج وتعارف بين كلا الجنسين وهذا الأمر في غاية الخطورة كونه يؤدي إلى الفساد ، ويفتح الباب امام التلاعب بالأعراض".

ويضيف :" أجاز الإسلام أن تكون هناك الوساطة بين كلا الجنسين من غير اللقاء وعدم التكلم مع بعضهم البعض إلا في بيت أهلها . وبعد ذلك يجوز أن تنظر له النظرة الشرعية ويجوز له أن ينظر إليها النظرة الشرعية وان تتحدث معه ما شاءت ضمن حدود الأدب والأخلاق العامة وأن يكون مكان مكشوف ومنظور في ظل وجود أحد محارمها" .

ويتابع الدكتور بشايرة   حديثه  لـ " السوسنة "  أن مثل  هذه المكاتب تشجع الشباب على أن يكون هناك علاقات غير شرعية وتساعد أيضا على انتشار الفساد والرذيلة في المجتمع وهذا الأمر مرفوض ومذموم من قبل المجتمع والإسلام  ومثل هذه المكاتب تساهم  في خدش المجتمع  وتسهل اللعب بالأعراض .

وبين ان تقاضي المكاتب نسبة من المال غير جائز شرعا، لأن الزواج عقد مقدس وهو أسمى وأنقى بأن يكون متاجرة بأعراض الناس.

وأشار إلى أنه  يوجد جمعيات خيرية للزواج، فهي مباحة  لأنها لا تتقاضى أي مبلغ مالي من قبل المتقدمين  للجمعية ولا يكون هناك أي لقاء  للطرفين في الجمعية إنما يكون اللقاء في منزل الفتاة، وتقتصر  مهمة هذه الجمعيات على (الدلالة )فقط لا غير وكما تقوم هذه الجمعيات بالمساعدات المالية والعينية للمقبلين على الزواج .

ودعا في ختام حديثه لـ " السوسنة " الى ضرورة ان تكون هناك توعية وإرشاد للشباب من قبل الأهل ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية  في هذا الشأن.


آراء المجتمع

وتقول هيفاء "طالبة جامعية" :" أنا ضد هذه المكاتب لان المتضرر الأول والوحيد في هذا الموضوع هو الأنثى ".

وتقول عبير" طالبة مدرسة " :" أنا ضد الفكرة، ولكن هناك وسائل كثيرة متاحة للشباب للتعارف عن طريق الانترنت وغيرها فوجود مثل هذه المكاتب لا داعي لها ".

ويقول يوسف "موظف في احدى المكاتب " :" أنا مع وجود مثل هذه المكاتب لأنها تسهل عملية إيجاد شريك الحياة ".

وتقول هدى" ربة منزل وأم لخمسة بنات مقبلات على الزواج"  :" أنا أرفض هذا الأمر لأن هذا يقلل من احترام و أنوثة  المرأة ويقدمها على أنها سلعة معروضة للبيع " .

ويقول سيف" أب"  :"أنا ضد هذه المكاتب لأنها تساعد الشباب على تكوين علاقات محرمة مع البنات من غير علم أهلهم ".

وفيما قال خالد "مدرس" :"إذا الإسلام لا يجيز إذن أنا ضد". اضاف محمد "موظف " : "أنا ضد هذه المكاتب لأن عاداتنا وتقاليدنا الشرقية ترفض هذا الشيء" .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد