سجون الاحتلال تفتك بجسد الطبيب حسام أبو صفية

mainThumb
الدكتور حسام أبو صفية بالمعتقل

09-09-2025 08:18 AM

السوسنة - دخل الطبيب الفلسطيني الأسير حسام أبو صفية (52 عامًا) سجون الاحتلال الإسرائيلي باسم الإنسانية، ويأمل أن يخرج منها بذات الاسم، كما قال في رسالة مؤثرة اختصر فيها معاناته داخل سجن "عوفر"، حيث يواجه ظروفًا قاسية وإهمالًا طبيًا ممنهجًا، إلى جانب آلاف الأسرى من قطاع غزة.

اعتُقل أبو صفية أثناء قيامه بعلاج الجرحى، في مشهد يعكس استهدافًا مباشرًا للكوادر الطبية، ويكشف عن واقع الاعتقال اللاإنساني الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيون.

حالته الصحية تشهد تدهورًا خطيرًا يهدد حياته، وفقًا لما نقلته محاميته غيد قاسم، التي وصفت وضعه بالمروع، مشيرة إلى أنه فقد أكثر من 30 كيلوغرامًا من وزنه، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم وتفاقم إصابات سابقة بشظايا.

بدأت حالته بالتدهور بعد خضوعه لتحقيق عنيف في معتقل "سديه تيمان" الصحراوي، حيث تعرض لضرب مبرح أدى إلى كسر أربع عضلات واضطرابات في القلب.

ولم تتوقف معاناته عند هذا الحد، إذ أصيب مؤخرًا بمرض الجرب الذي تفشى في سجن "عوفر"، وسط ظروف احتجاز قاسية تشمل الحرمان من أشعة الشمس، وسوء التغذية، والعزل، والتقييد المستمر.

وأوضحت المحامية قاسم أن إدارة السجون تراقب لقاءاتهما وتفرض عليه ضغوطًا بسبب تصريحاتها الإعلامية، ما يزيد من تعقيد وضعه النفسي والصحي.

ويُحتجز أبو صفية بموجب أمر يصنفه كمقاتل "غير شرعي"، وهو تعديل قانوني يُستخدم بشكل خاص ضد أسرى غزة، ويتيح تمديد اعتقالهم تلقائيًا في جلسات شكلية دون حضورهم أو تمكين محاميهم من الاطلاع على ملفاتهم، بحسب ما أكدته أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني.

وينتهي أمر الاعتقال الصادر بحق أبو صفية في 12 أيلول/سبتمبر الجاري، فيما يبقى مصيره غامضًا بين احتمال تمديد اعتقاله أو الإفراج عنه.

وتعتبر سراحنة أن استهداف الطبيب أبو صفية يعكس صورة عامة لأوضاع أسرى غزة، مشيرة إلى أن اعتقاله يحمل طابعًا مضاعفًا كونه طبيبًا كان يؤدي دورًا إنسانيًا في إنقاذ الجرحى.

وترى أن استهداف الأطباء والطواقم الطبية يمثل محاولة لضرب المنظومة الصحية الفلسطينية وحرمان المجتمع من كوادره في ظل كارثة إنسانية متفاقمة. كما كشفت أن آلاف الأسرى يعانون من أمراض مختلفة نتيجة التعذيب والإهمال، بينما استشهد ما لا يقل عن 46 أسيرًا من غزة داخل السجون منذ بداية الحرب، وسط تقديرات بأن العدد الفعلي أعلى بكثير.

واختتمت سراحنة بالتأكيد على أن ما يجري داخل السجون هو امتداد لجرائم الإبادة في غزة، محذرة من صمت المؤسسات الدولية التي تكتفي بإصدار بيانات عامة دون أي تحرك فعلي. وتأتي هذه الانتهاكات في سياق حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 226 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، في مأساة إنسانية غير مسبوقة.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد