السوسنة - لا يُصاب الإنسان بالنوبة القلبيّة، واحتشاء عضلة القلب، والسكتة الدماغيّة، مُصادفةً، إذ إنّ هذه المشكلات تحدث نتيجة عمليّة تتطوّر بهدوء على مدى سنوات كثيرة.
يؤدّي الكولسترول دوراً أساسيّاً في الإصابة بهذه المُشكلات، لكن لا بُدّ أيضاً من أخذ عوامل خطر أخرى في الحسبان. من الضروري أن يُدرك كلّ فرد منّا الخطر الذي يُهدّده، بغية الوقاية من أيّ كارثة صحّية.
- كثيرون يعتبرون أنّ النوبة القلبيّة تُطاول تحديداً الرجال ونادراً النساء، لكن هذا الاعتقاد خاطئ. فعندما تبلغ المرأة 55 عاماً، يُصبح خطر تعرّضها للأزمات القلبيّة مُتساوياً بالرجال، فتبرز المخاطر القلبيّة الوعائيّة. وبالتالي، فإنّ معرفة معدّل الكولسترول يُساعد حتماً في الحماية منه بنحو كبير.
- إذا كنت تعتقد أنّ صحّتك جيّدة وأنّ كلّ الأمور تسير بنحو صحيح، وبالتالي ليس هناك من داع لزيارة الطبيب وقياس مستوى الكولسترول، فأنت تُخطئ تماماً. لقد وصفَ العلماء معدل الكولسترول العالي بـ"القاتل الصامت". في الواقع إنّ هذا المرض يُطاول تدريجياً جدار الشرايين إلى حين انسداد إحداها مع الوقت. أحياناً يُمكن أن يحصل الحادث فجأة، وقد يكون قاتلاً. إنّ الخصوع لفحص بسيط لقياس الكولسترول السيّئ والجيّد يسمح بمعرفة مدى احتمال تعرّضك لحادث القلب والأوعية الدموية.
- كثيراً ما يظنّ الفرد الذي يشعر بحال جيّدة أنه مَحميّ من أمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فإنّه لا يكترث بها. لكن إعلم أنّ شيخوخة الشرايين أمر حقيقي وأمراض القلب ترتفع مع التقدّم في العمر، حتّى إن كنت تشعر كأنّك في مرحلة الشباب. إنّ احتمال حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية تزداد بوضوح بدءاً من الـ 45 عاماً عند الرجال والـ 55 عند النساء. وإلى جانب العمر، هنالك عوامل عدّة تزيد مخاطر القلب والأوعية الدموية قبل الأوان، مثل ارتفاع الكولسترول، التدخين، الضغط المرتفع والسكّري.
- أنتَ لست في منأى عن أيّ خطر إذا خضعت لفحص كولسترول منذ سنوات عدّة ولم يتبيّن أي شيء، فمعدل كولسترول الدم يتغيّر مع الوقت اعتماداً على نمط الحياة. من ناحية أخرى، إنّ البدانة والخمول والتوتر والتقدّم في العمر تشكّل عوامل من شأنها مضاعفة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، حتّى إذا كان معدل الكولسترول تحت السيطرة.
- إذا كنت تمارس عادة سيّئة، فاحتمال تعرّضك لأمراض القلب والأوعية الدموية لا ينخفض حتّى إذا كنت تمارس الرياضة: فعلى رغم أنّ النشاط الجسدي ممتاز للصحّة، لكن يجب أن يترافق مع معايير أخرى للحصول على أقصى فائدة، مثل التوقّف عن التدخين، خسارة الوزن، السيطرة على معدل ضغط الدم وانخفاض الكولسترول. في الواقع إنّ زيادة الوزن مرتبطة بشدّة بارتفاع الكولسترول السيّئ في الدم. ناهيك عن أنها تعزّز ارتفاع الضغط والسكّري، وهما العاملان اللذان يزيدان خطر أمراض القلب.
- إذا كنت تتمتّع بمعدّل وزن طبيعي، قد تظنّ أنّ ارتفاع مستوى الكولسترول لا يعنيك، وهذا خطأ كبير! فعلى رغم أنّك لا تُعاني زيادةً في الوزن، إلّا أنّك قد تكون مُعرّضاً لعوامل أخرى تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل التوتر، الغذاء غير المتوازن، الخمول... وإذا كنت من الأشخاص الذين يتناولون ما يريدون من دون اكتساب أيّ غرام، فهذا لا يعني أنّ غذاءك غير غنيّ بالملح، السكّر، المواد الدهنيّة المشبّعة، وفي المقابل يفتقر إلى الألياف الغذائية. للوقاية إذاً من هذه المشكلة، تمسّك منذ الآن بغذاء صحّي ومتوازن، من دون نسيان الخضوع المنتظم لفحص الدهون والتأكّد من تاريخ العائلة.
واعلم أنّ العلاجات المتوافرة حالياً لا تُغنيك عن اتباع نمط غذاء معيّن. وتتمثّل القاعدة الأولى الواجب تطبيقها، في حال ارتفاع مستوى الكولسترول السيّئ، في اتّباع حمية مُضادة لهذه المشكلة الصحّية، ما يسمح لكَ بالوقاية من أمراض القلب. وحتّى في حال استدعى الأمر الحصول على دواء معيّن بعد مرور ثلاثة أشهر، فإنّه سيكون دائماً مكمِّلاً لنظام غذائي صحّي وسليم.