المدراس الحداثية العربية : استلاب حضاري أم استرجاع نهضوي

mainThumb

29-09-2014 01:22 AM

السوسنة - نظم المعهد العالمي للفكر الإسلامي/مكتب الأردن محاضرة بعنوان: المدراس الحداثية العربية: استلاب حضاري أم استرجاع نهضوي. وذلك في الساعة الخامسة من عصر يوم الإثنين 20 ذي العقدة 1435 (15 سبتمبر 2014). ألقاها الأستاذ الدكتور عز الدين معميش/ مدير المذاهب والتنوع الثقافي بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو).
 
وقد المحاضر الدكتور رائد عكاشة المستشار الأكاديمي للمعهد، فعرّف بالمحاضر، وموضوع المحاضرة؛ وبيّن أن الموضوع ربما يقع في مجال تاريخ الأفكار وعملية التثاقف بين مفكري العرب والغرب، ويقع في إطار المشكل الحضاري أو النهضوي العربي المعاصر. وكشف عن أصناف الكتابات التي تطرقت إلى موقف العرب من التيارات الحداثية، وحاجة الأمة إلى تأسيس حداثة تنسجم والبناء المعرفي للأمة.
 
بدأ الدكتور معميش حديثه بتقديم الشكر للمعهد العالمي للفكر الإسلامي والتنويه بجهوده التي مثلت مدرسة فكرية تتلمذ عليها جيلنا، ولم يقتصر أثرها على كونها عاملاً من عوامل اكتساب الحصانة وتشكيل الهوية، وإنما كانت حافزاً على الإسهام في البناء التجديدي والتكامل المعرفي. وقد صاغ المحاضر محاضرته في ثلاثة محاور رئيسة؛ إذ تحدث المحور الأول عن بعض التيارات الحداثية مثل البنيوية والتفكيكية، متناولاً هذه التيارات تناولاً تاريخياً ومعرفياً، وكاشفاً عن تجلياتها في المجتمع الغربي، ومفككاً الأصول المعرفية والأيديولوجية لهذه التيارات. أما المحور الثاني، فقد رصد فيه تأثيرات هذه التيارات الحداثية في عقلية بعض الأدباء والمفكرين العربي، ومظاهر تلقي هذه التيارات الحداثية في الفكر العربي المعاصر. والخلل الذي اعترى ممارسات الحداثيين بسبب تقليدهم غير الواعي للحداثة الغربية، وعدم إدراكهم للتطورات التي طرأت على الحداثة الغربية. وأوضح الدكتور معميش أن المدارس الحداثية في مجملها وتنوعها دخلت إلى العالم العربي عبر بوابة الأدب والنقد والفلسفة، وظلت جهود الحداثيين العرب محصورة في التلقي والاقتراض والتقليد، وفي الحالات التي نستطيع فيها أن نشير إلى بعض صور الإبداع الأدبي في الشعر والنقد، فإن هذا الإبداع لم يرافقه إبداع فكري يتصف بالاستقلال والعطاء المتميز، ولم يتضمن إسهاماً ثقافياً أو حضارياً ينتقل بواقع الأمة إلى ما تتطلع إليه من حضور وإسهام في ساحة العالم. أما المحور الثالث فقد خصصه للحديث عن منهجية التعامل مع المقاربات الحداثية، وأوجه السلامة في تفعيل بعض مبادئ الحداثة في النطاق العربية، وصولاً إلى تأسيس حداثة عربية.
 
وحضر المحاضرة جمع غفير من المهتمين بالموضوع من أساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا غصت بهم قاعة المعهد. كما بثت المحاضرة بثاً حياً على الإنترنت. وفي نهاية المحاضرة قدم عدد من الحضور مداخلات وتساؤلات شملت الحاجة إلى تحديد مفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة في سياقاتها المعاصرة في الغرب وفي العالم العربي، ونوعية الجهود الفكرية المؤسسية اللازمة لبناء المشروع الحضاري العربي، وعلاقة الأفكار الحداثية بالمرجعيات الدينية للحداثيين، والاستثمار السياسي للأفكار الحداثية، إلخ.
 
      
         
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد