صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - استثمر مواطنون في محافظة عجلون فترة عطلة عيد الأضحى المبارك في قطف ثمار الزيتون مبكرا رغم تعليمات وزارة الزراعة ببدء القطف منتصف الشهر الحالي، فيما فرغ مزارعو المناطق الشفا غورية من عملية القطاف منذ اسابيع كونها من المناطق التي تنضج فيها الثمار مبكرا وذلك بهدف استكمال عملية القطاف قبل حلول موسم الشتاء.

ويعد الزيتون مصدر رزق أساسي لعدد كبير من ابناء المحافظة حيث يبلغ عدد المساحات المزروعة بالاشجار ما يزيد على 100 الف دونم.

وتوقع المهندس الزراعي ماهر الصمادي أن يكون حجم إنتاج الزيتون في المحافظة لهذا العام متوسطاً واقل من انتاج الموسم الماضي نظرا لتدني تساقط الامطار خلال الموسم الماضي بالاضافة الى عمليات التكسير التي تعرضت لها اشجار الزيتون خلال العاصفة الثلجية التي الحقت اضرارا كبيرة وانتشار الامراض التي دت إلى تساقط بعض ثمار الزيتون قبل نضوجها الامر الذي يساهم في ارتفاع اسعاره مقارنة مع العام الماضي.

وقال المزارع محمد عزبي انه قام بتأجيل عملية القطف لمدة اسبوعين على أمل أن تنضج الثمار أكثر وان تتساقط الامطار.

وقال المزارع احمد بني سلمان انه استغل عطلة العيد للبدء بعملية قطف الزيتون وذلك لتسديد الالتزامات المالية المترتبة عليه حيث ان شجرة الزيتون تعد مصدر دخل له ولعائلته.

ودعا المزارع يوسف عنانزه الى ضرورة متابعة مديرية الزراعة للمعاصر بهدف المحافظة على المزارعين وذلك من اجل تطبيق الانظمة والقوانين الخاصة بالمعاصر مبينا أن العمليات الارشادية التي تقوم بها وزارة الزراعة هي لمصلحة المواطن من أجل تحسين جودة الزيت وزيادة كميته.

وطالب مهتمون في مجال البيئة الجهات المعنية من زراعة وبيئة ومياه ولجنة السلامة العامة، بضرورة مراقبة معاصر الزيتون وما ينتج عنها من مخلفات الجفت والزيبار واثر ذلك على المياه الجوفية والينابيع.

واشار صاحب معصرة في مدينة عنجرة عبدالحميد الزغول،الى أنه شرع في معصرته باستقبال ثمار الزيتون استجابة لضغوط المزارعين الذين أحضروا مادة الزيتون التي تم قطفها منذ أسابيع تحسبا عليها من التعفن، مبينا ان الفريق الفني في المعصرة قام بتجهيزها وصيانتها وتنظيف ساحاتها من أجل استقبال كميات الزيتون ضمن الوقت الذي حددته وزارة الزراعة.

وطالبت فاعليات مختلفة في محافظة عجلون بعدم منح أي ترخيص لمعاصر الزيتون، إلا بعد التأكد من التزامها بالشروط البيئية والصحية من حيث الحفر الصماء وتعبيد الساحات، ونقل الزيبار من الحفر الصماء إلى مكب الاكيدر أولا بأول.

وأكد بيئيون أن المسؤولية مشتركة بين وزارات البيئة والزراعة والمياه، لتشديد الرقابة على معاصر الزيتون في المحافظة وخاصة تلك التي تقع بالقرب من ينابيع المياه لضمان عدم تلوثها كما حدث خلال العامين الماضيين.

واشارت رئيسة جمعية البيئة الاردنية في عجلون الاعلامية نادية العنانزه الى اهمية مراقبة المعاصر ومتابعتها بشكل يومي، خصوصا ان هذه المعاصر ترتكب احيانا بعض المخالفات التي تتعلق بالزيبار والجفت التي اصبحت تؤثر على المياه الجوفية بالتلوث.

وقال رئيس بلدية العيون محمد عبابنه أن ينابيع عرجان تشكل المصدر الرئيسي للمياه في عجلون بحيث يشكل أي تلوث فيها أزمة وإرباكا لإدارة المياه للتعامل مع هذه القضية، داعيا إلى تشديد الرقابة بصورة جذرية وعدم السماح بفتح هذه المعاصر إلا بعد استكمالها للشروط البيئية والصحية.

وحذر مدير إدارة مياه عجلون المهندس عيد ابو عابد من تكرار تلوث مياه نبع عين التنور والذي تحيط به ثلاث معاصر، داعيا إلى اتخاذ إجراءات رادعة وعملية من قبل الجهات المعنية عند ترخيص المعاصر قبل بدء موسم عصر الزيتون ومنع تراكم أكوام جفت الزيتون ومادة الزيبار .

وقال مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباس إنه ومع اقتراب موسم قطاف الزيتون لا بد من تشديد الرقابة على جميع المعاصر لضمان عدم حدوث أي تلوث قد يضر بالبيئة أو يؤدي إلى تلوث مصادر الشرب في المحافظة.

ودعا مدير زراعة محافظة عجلون المهندس فياض الحوارات مزارعي الزيتون في المحافظة الى عدم قطف ثمار الزيتون الى حين ظهور علامات النضج عليه والتي يعرفها المزارعون بشكل جيد للحصول على منتج زيت وزيتون عالي الكمية والجودة .

واكد على أهمية مراعاة أصناف الثمار عند بدء القطاف لملاءمة موعد القطاف مع نوع الثمار وان يكون القطاف بعد النصف الأول من الشهر الحالي للحصول على أعلى نسبة من الزيت في الثمار.

وبين المهندس الحوارات ان المديرية بالتعاون مع لجنة الصحة والسلامة العامة في المحافظة رفضت ترخيص 4 معاصر من اصل 12 معصرة عاملة في المحافظة لعدم التزامها بتطبيق شروط الصحة والسلامة العامة .

واضاف المهندس الحوارات ان المديرية قامت بالتعاون مع لجنة الصحة والسلامة العامة في المحافظة بالتفتيش على معاصر الزيتون العاملة في المحافظة حيث تم رصد الملاحظات التي تتوافق مع شروط الترخيص ووضع ملاحظات للمعاصر خلال زيارتها بهدف العمل على تصويبها حيث التزمت 8 معاصر لشروط الصحة والسلامة العامة حيث تم منحها الترخيص واصبحت جاهزة لاستقبال الزيتون بينما لم توافق اللجنة على تجديد الترخيص لــ 4 معاصر مازالت مخالفة لشروط الترخيص .

واشار المهندس الحوارات ان المديرية لن تتهاون مع المعاصر المخالفة حيث ستقوم بالتعاون مع البيئة والصحة بمتابعة عملية التفتيش بشكل متواصل لإلزام اصحابها بالتقيد بشروط الصحة والسلامة العامة ومتابعة الملاحظات .

وبين ان اللجنة المشرفة على عمل المعاصر ركزت على المعاصر القريبة من مصادر مياه الينابيع لضمان عدم تلوثها بالزيبار ومخلفات الزيتون موضحا أن هناك تنسيقا مع محافظ عجلون بصفته رئيسا للجنة الصحة والسلامة العامة ومديريات البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة للعمل على متابعة المعاصر حيث قامت المديرية بالتعاون مع الجهات المعنية بزيارة 12 معصرة للاطلاع على اوضاعها ومدى التزامها بالتعليمات الخاصة بترخيص المعاصر للموسم الحالي.

وبين المهندس حوارات ان قسم الارشاد في المديرية قام بعمل جولات ارشادية لتذكير المزارعين بضرورة قطف ثمار الزيتون بالموعد الذي حددته الوزارة لحين نضج الثمار.

ولفت المهندس الحوارات الى ان الثمار في المناطق الحارة تنضج قبل غيرها في المناطق الباردة، مبينا علامات النضوج بتحول لون الزيتون من الأخضر الى الأرجواني فالأسود، مشيرا الى ان الأصناف البلدية والايطالية تنضج بشكل مبكر مقارنة بالأصناف الأخرى وأهمها النبالي المحسن.

وأوضح مدير البيئة في محافظة عجلون المهندس رائد أبو الحسن أن كوادر المديرية وبالتنسيق مع الإدارة الملكية لحماية البيئة زارت مجموعة من المعاصر وخاصة تلك التي تقع بالقرب من ينابيع المياه في منطقة عرجان، مؤكدا أنه لن يسمح تحت أي ظرف بأن تقوم أي معصرة بالعمل إلا بعد التقيد بالتعليمات.

وقال محافظ عجلون رئيس لجنة الصحة والسلامة العامة عبدالله ال خطاب انه تم الايعاز للجنة الصحة والسلامة العامة لمتابعة المعاصر من خلال تشديد الرقابة والمتابعة اليومية لمنع مخالفاتها خاصة وان هناك مشاكل سنوية تعاني منها المحافظة جراء عدم التزام المعاصر بتفريغ مياه الزيبار ونقل الجفت الى مناطق بعيدة تحسبا من تأثيرها على مصادر مياه الينابيع التي تتكرر سنويا.

وداعا اصحاب المعاصر الى الالتزام بالشروط الصحية تفاديا من للمخالفات بحقهم حال عدم تنفيذ تلك الشروط وصولا الى بيئة امنة."بترا"