صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - مندوباً عن رئيس جامعة اليرموك الدكتور عبدالله الموسى افتتح نائب رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الجراح فعاليات المؤتمر العلمي الدولي "الاتصال الرقمي في زمن المكاشفة", الذي تنظمه كلية الإعلام بالجامعة بالتعاون مع الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال، وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين في مجال الإعلام من دول مصر والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والجزائر وليبيا والسودان وفلسطين والولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا وألمانيا وإيران وماليزيا بالإضافة إلى الأردن، ويستمر ثلاثة أيام.

وألقى الجراح كلمة في افتتاح المؤتمر رحب من خلالها بالحضور في رحاب اليرموك التي كانت رائدة في تبني المنهجية العلمية المواكبة لتدريس الصحافة والإعلام إيمانا منها بأهمية الصحافة ودورها في وعي الشعوب وتقدمها، مشيراً إلى ان ثورات الاتصال الرقمي الحديثة كانت محور التغييرات في المجتمعات حيث أثر هذا الانفجار المعلوماتي لوسائل الإعلام في السياسيات المرحلية وفي قدرتنا على صنع الثقافات وتطورها وتحقيق التداخل بين هذه الثقافات المختلفة عبر القارات، لافتا إلى ان الحرية أصبحت قضية إعلامية لما تشكله من خطر على المجتمعات ولما تنتجه من أشكال التعبير غير المسؤول الذي أدى في كثير من الأحيان الى التجرد من القيم الأخلاقية، داعيا الى ضرورة وجود قدر كبير من التمحيص في التعامل مع الطوفان الإعلامي والمعلومات التي تغرقنا بها وسائل الإعلام بكافة أشكالها.

وأكد الجراح على أهمية تنبيه المستخدمين لهذا الإعلام ولاسيما فئة الشباب من خطورة إدمان الشبكات الاجتماعية، وزيادة الوعي لديهم حول أفكار الخصوصية والهوية والملكية الفردية، وتوضيح تباين مفاهيم الحياة في الواقع الافتراضي والفرق بينها وبين الحياة الواقعية التي نعيش، وإيجاد الحلول لمشكلة الفراغ التي يعاني منها الكثير.
رئيس المؤتمر عميد كلية الإعلام الدكتور حاتم العلاونة أشار إلى ان انعقاد هذا المؤتمر العلمي المتخصص في الإعلام الجديد على المستوى الدولي يأتي في ظل ظروف استثنائية يمر بها الوطن العربي وتنعكس آثارها على المشهد العالمي والتي كانت نتيجة التحولات السياسية المتسارعة في عدد من الدول العربية تمثلت بالربيع العربي، لافتا إلى ان وسائل الإعلام لعبت دورا مؤثرا في هذه الأحداث وخاصة وسائل الإعلام الحديث كمواقع التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن التي كانت بمثابة المنبر الحر الذي جعل العالم يشارك كافة المجتمعات بهمومها ومشكلاتها ويتابع ما يجري دون رقابة على المعلومة مما جعل هذه المرحلة تتميز بالمكاشفة.

 وأوضح ان تطور وسائل الإعلام والاتصال الرقمي المتسارع مهد الطريق لتفعيل دور وسائل الإعلام التقليدية بشكل أكبر، وأعطى الشباب دوراً أكثر فعالية في صناعة الرسالة الإعلامية الأمر الذي دفع الباحثين والمتخصصين في الشأن الإعلامي الى البحث في هذا التطور وطبيعته، داعياً المشاركين بأعمال المؤتمر الخروج بتوصيات من شأنها إثراء البحث العلمي في مجال الإعلام وفتح آفاق جديدة للبحث والدراسة بالإضافة الى تطوير قاعدة بيانات لخدمة الباحثين والإعلاميين وإعطاء قراءات واضحة عما يجري في الوسط الإعلامي والى ما يحتاجه الجمهور من خدمات ومعلومات, بالإضافة الى الاستفادة من التطور التكنولوجي في خدمة المهنة وإيصال الحقيقة ضمن المعايير الأخلاقية.

رئيس الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال الدكتور يوسف الفيلكاوي ألقى كلمة خلال افتتاح المؤتمر أشاد من خلالها بالتعاون مع جامعة اليرموك في عقد مؤتمرها التاسع عشر لاسيما وان كلية الإعلام باليرموك هي شريك مؤسس للجمعية منذ تأسيسها عام 1995 من قبل مجموعة من الأكاديميين العرب والأمريكان بهدف مد جسور التعاون الأكاديمي بين أساتذة الإعلام في الجامعات العربية والأمريكية من خلال تنظيم مؤتمراً سنوياً يلتقي به أساتذة الإعلام وطلبته والمهتمين بشؤونه للتباحث في الموضوعات والقضايا التي تهمهم وعمل دراسات إعلامية مشتركة وتبادل الخبرات فيما بينهم وتنظيم زيارات للطلبة بين الجامعات، مؤكداً ان انتظام انعقاد مؤتمرات الجمعية دليلا على اجتهاد وحرص القائمين عليها بأن تكون مهنية وتساهم في تطوير محتوى الوسائل الإعلامية التي تتضمن رسائل إعلامية قادرة على التأثير ايجابيا في السلوك العام.

الدكتور عصام الموسى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أشار من خلال كلمته إلى تاريخ العلاقات التعاونية مع الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال التي بدأت بعقد مؤتمرها الأول عام 1997، وصولا إلى عقد هذا المؤتمر التاسع عشر للجمعية والثالث بالتعاون مع اليرموك والذي يعكس رؤية العصر في زمن المكاشفة الذي تحمله تكنولوجيا اتصال رقمية عاصفة أسقطت الرقابة وألغت الحدود، مشيداً بجهود رئيس مجلس أمناء اليرموك الذي دعم جهود العاملين في كلية الإعلام لتوقيع اتفاقية ارتباط أكاديمي مع جامعة جورجيا الرسمية عام 1999 حيث سمحت الاتفاقية بالتبادل الأكاديمي الواسع على مدار خمسة أعوام .

وحضر افتتاح فعاليات المؤتمر نائب رئيس الجامعة الدكتور أحمد العجلوني وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وحشد من طلبة الكلية, والمهتمين بموضوع المؤتمر من بعض المؤسسات الرسمية والخاصة.

وفي اليوم الأول ناقش المشاركون من خلال جلستي عمل عدة موضوعات وفي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور عصام الموسى من جامعة اليرموك ألقى البروفسور الدكتور دونالد شو من جامعة نورث كارولاينا الأمريكية صاحب نظرية "ترتيب الأجندة الإعلامية" محاضرة بعنوان (قدوم مجتمع ورق البردي: كيف نستخدم الإعلام لمراقبة الحياة المدنية, وإيجاد مجتمع إنساني وخلق هوية ذات خصوصية)  شارك فيها كل من كريس فارغو من جامعة الاباما الأمريكية, وريتشارد كول و ميلاد مينوي من جامعة نورث كارولاينا الأمريكية.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور طارق المومني نقيب الصحفيين الأردنيين نوقشت ست أوراق عمل الأولى "نحو ميثاق أخلاقي عربي في زمن الميديا الجديدة, رؤية تحليلية استشرافية" لكل من الدكتور رضوان جدي من جامعة مسيلة الجزائرية والدكتور عامر جميل يحي من جامعة ميزوري الأمريكية, والورقة الثانية "الإعلام المصري الرسمي والمستقل بعد ثورتي 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 – دراسة تحليلية" للدكتور حسني محمد من وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية, والثالثة "الإعلام المرئي والمحظور الاجتماعي: حدود المسموح والممنوع" للدكتور مأمون طربية من مركز سمارت للإعلام والمناصرة اللبناني, والرابعة "أثر التفاعلية في تطوير أداء القائمين بالاتصال في الصحف اليومية الأردنية" للدكتور محمد السماسيري من اليرموك, والخامسة بعنوان "تسريب المكالمات الهاتفية الخاصة بين المعايير المهنية والايديولوجية الأمنية" للدكتورة يمنى عبد النعيم من جامعة أسيوط المصرية, والسادسة " التغطية الصحفية لثورة 25 يناير 2011 في الصحافة السعودية اليومية" للدكتور مجدي الجواد الداغر من جامعة المنصورة المصرية.

ويهدف المؤتمر إلى دراسة الوضع الإعلامي الأردني والعربي والدولي الراهن في ضوء تطور تكنولوجيا الاتصال الرقمية والاستحقاقات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار للاستفادة من هذه المستجدات في إعطاء زخم للحياة الإعلامية العربية, ووضع الإعلام الرقمي على خارطة الحياة العربية كقوة إعلامية فاعلة ومختلفة عما سبق ولها آثار اجتماعية وحضارية وثقافية وسياسية لابد أن تؤخذ بالحسبان.