داعش في الهلال الخصيب !

mainThumb

27-11-2014 10:10 AM

استوحيت هذا العنوان من فيلم "جريمة في قطار الشرق السريع" للروائية، الإنجليزية الشهيرة، الكاتبة اجاثا كريستي، وهي الكاتبة شبه الرسمية لمعظم سلسلة افلام الرعب للمخرج سيدني اوميت من افلام ألفريد هتشكوك !

قد أسمي هذه المقالة "جرائم ترتكب في الهلال الخصيب" الذي طالت معاناته بعد نكبة اهلنا في اعدل قضية في التاريخ الإنساني وهي قضية فلسطين, وتدمير العراق"وسيف العرب" الدولة التي كانت ناجحة، وفرط عقد سوريا الدولة والشعب المنتج صاحب البرامج الزراعية والاقتصادية المتميزة الباهرة.

 وهكذا ظهرت "داعش" في ظروف غامضة ملتبسة في الهلال الخصيب، كما الشبح ! لتنكبه نكبة البرامكة ! فتحتل في سويعات من ذات يوم, قصر نهاره الموصل الحدباء, مزودة براجمات الصواريخ وسيارات الدفع الرباعي واسلحة اخرى لا اعرفها، لتحتل كامل محافظة نينوى العراقية، بعد استسلام مذل لجيش العراق الحكومي الجديد، في فترة ما بعد الاحتلال الامريكي البغيض لها من العام 2003 الذي قيل لنا انه انسحب بعد انهزام، او صدرت له اومر بالإنسحاب "كما اعتقد" وترك كامل آلياته وعدته وعتاده لداعش، ومبالغ في بنوكها تقدر بمئات الملايين من الدولارات, وترك الارض والعرض ومصافي النفط بأيدي كتائب داعش، تركها مهزوما مدحورا، لتعلن داعش دولتها وتسمي ولاياتها وتعلن خليفتها على المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، والاعلام السوداء ترفرف فوق كتائبها المهيبة, ولا تقربها صوايخ توما هوك الموجهة بالليزر التي يمكن تغرسها قوات التحالف في مكان ثقب دبوس او مايقال عنه بلغتهم "Pin point precision bombing". وفي يوم آخر نرى كتائب داعش في محافظة الرقة في سوريا ومن ثم في محافظة صلاح الدين وفي عاصمتها تكريت ومحافظة ديالى وفي عاصمتها بعقوبة في العراق. ثم نرى كتائب داعش ذاتها تغزو بلدة عين العرب السورية " كوباني" على الحدود التركية منذ شهرين، ويتكون تحالف دولي من خمسين دولة غربية وعربية بقيادة امريكا، وتقصف كتائب داعش بكل انواع الطيران والتكنولوجيا الحربية الحديثة، ونرى المشهد ذاته، كتائب داعش واعلامها السوداء تدخل كوباني. التي شحت اخبارها، وتوارى خبرها لتظهر كتائب داعش فتحتل الرمادي عاصمة محافظة الانبار ومدن عديدة في محيطها من غرب العراق ! قيل ان الكتائب عشرة آلاف وقيل انهم عشرون الف مقاتل, وقيل ان آلاف منهم اتى من بلاد الغرب، قتلو وسبو واعدمو وقطعو الروؤس، وقيل ان اشهر جلاديهم بريطاني "عشماوي اشقر"، من مواطني وسكان غرب لندن ! وقيل انهم يبيعو النساء، وقيل انهم يبيعو البترول بسعر منافس، وتشتري منهم الحكومات والافراد في سوريا المنكوبة والعراق الجريح وتركيا الطامحة، وقيل انهم يحفرون آبار جديدة للنفط وميزانيتهم منه هي مليونان من الدولارات في اليوم الواحد. وبأأنهم قد انتجوا صواريخ جديدة في مصانع في الفلوجة من محافظة الانبار... وقيل أخيرا انهم اطلقوا قمرا صناعيا ! كل ذلك نقلته لنا وكالات الاخبار والتقارير, وبعضه وثق للمشاهدين بالصورة على اليوتيوب، كي نصدقه. نحن شاهدنا وسمعنا بكل هذا ولكنا لغاية الآن، لم نشاهد اسير من كتائب داعش ولا جريح منها، عولج, وتمت استنضافته على محطة تلفزيونية ما ! ويروي لنا ذاك "الشبح" قدرة هذه الكتائب التي لا تتشابه بقدرتها على الإختفاء والتورية والمبادرة والمناورة والمنازلة والمبادءة الا مع الاشباح في تخفيها, وحركتها وتنقلها السريع، مع كيفية إحتلالها لمحافظات واسعة على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وثباتها فيما تحتله من اراض ومزارع وسدود وحقول وانهار وبحيرات ! علاوة على إدرائها للقصف الجوي وتخفيها من الاجهزة الاستخبارية التي تكشف دبيب النملة على الارض !

إنها والعلم عند الله أفلام مضروبة مكشوفة وتمثيليات سخيفة لا يصدقها الا من له مصلحة في تصديقها ! وقد تسجل في الافلام الوثائقية مستقبلا" ليشاهدها الابناء والاحفاد لجيلنا بعد ان يكون بعضنا او كلنا قد قضى في ملكوت الله ورحمته.

في تقديري أن داعش ستختفي فجأة قريبا وينقطع خبرها مثلما اختفى خبر "الأنثركس"، وهي الجراثيم الخطيرة جدا المزعومة، التي وصفت بأنها جراثيم على شكل بودرة، مرسلة برسائل، وقيل انها وصلت برسائل لمكاتب اعضاء الكونغرس الامريكي قبل اكثر من عشر سنوات، وقبلها كان قد قيل ان العراق لدية قدرات نووية محملة على عربات متحركة ومزودة بصواريخ عابرة للإقليم والقارات لضرب إسرائيل وربما الغرب، وتحدث بها الجنرال كولن باول، وزير خارجية الولايات المتحدة حينها، في جلسة علنية متلفزة لمجلس الأمن الدولي, حيث كان مزود بفلم اثاري مصور، كدليا إثبات, يبين فيه قدرات العراق على تحريك مركبات تحمل الاسلحة الخطيرة المزعومة, حسب الحاجة وتلك التكنولوجيا العراقية هي التهمة التي دمر من اجلها العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، الأمر الذي لم يصدقه في روايته وزير خارجية المانيا من حزب الخضر الالماني حيث قال وقتها بكلمات متحجرجة " انا لا اكاد افهم ما يقال، او ربما انا غبي فأفهموني واقنعوني بما قاله كولن باول في مشاهد ذات الفلم الرديء! والذي سخرمنه العالم فيما بعد، واستقال على اثرة كولن باول ذلك الدبلوماسي الجنرال، والعسكري المحترف, الذي يعرف شرف الجندية ولم تدجنه دهاليز السياسة الامريكية والصهيونية المخادعة التي تلعب بالبيضة والحجر !

إنها افلام رعب، مطلوب منا أن نصدقها مكرهين والحكومات مجبرة على تصديقها او التغابي والتماهي مع ما هو مفروض عليها، ولكنا نحن العامة فينا -والحمد لله - من يفكر وفينا من يحلل وفينا من يفهم ويحذر وليس لديه الكثير كي يخسره !

 مع تقديري للسيدة المرحومة الروائية "أجاثا كريستي" وللمخرج المبدع "سيدني اوميت" والمنتج الشهير "ألفريد هتشكوك" الذي حصن جيلنا، بأفلامه للرعب، وأفهمنا ان تلك الافلام هي للإثارة فقط, وهي للتسلية لأنها محض خيال واسع لروايات مبدعة, ورواة ابدعو في وقت كان للسينما حضورها, وللرواية اثرها على جيل يقرأ ويتابع في حقب السبعينيات والستينيات من القرن الماضي. اما رواية " جريمة في قطار الشرق السريع فقد كتبتها السيدة أجاثا في عام ١٩٣٤م. والله من وراء القصد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد