المنتدى الاقتصادي العالمي

mainThumb

19-05-2009 12:00 AM

ليس لدى المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) مبادئ وأفكار وإيديولوجيات جاهزة يريد الترويج لها ونشرها ، كالعولمة ، والسلام ، والبيئة ، والتكنولوجيا ، والتربية ، والطاقة إلى آخره ، فهو شركة ربحية في المقام الأول ، يهدف أصحابها ، وعلى رأسهم كلاوس شواب ، لتحقيق أكبر إيراد ممكن ، سواء من خلال الرسوم التي يدفعها المشاركون مقابل حضورهم أعمال المؤتمر ، أو من خلال تبرعات الجهات الراعية أو النسبة التي يتقاضاها المنتدى على أجور الغرف الفندقية التي تباع للمشاركين بسعر أعلى من السعر الذي يحصل عليه المنتدى. (تقدر إيرادات المنتدى بحوالي 150 مليون فرنك سويسري سنوياً).

من الظلم تقييم أعمال المنتدى إيجاباً وسلباً على ضوء مضامين الجلسات والمناقشات ، فلا شأن له في ذلك سوى اختيار العناوين من القضايا المعاصرة التي تجتذب وتثير الاهتمام ، بل على ضوء حسن إدارة المؤتمر ، خاصة وأنه جاهز لتقديم خدمة إدارة المؤتمرات ، كما فعل عندما كان يدير سلسلة مؤتمرات (مينا) السنوية التي انعقدت على أثر توقيع اتفاقيات السلام ، بدءاً من المغرب وانتهاء بقطر ، مروراً بمصر والأردن.

انعقاد المؤتمر في الأردن ليس بدون كلفة مالية ، ولكنه ليس بدون فوائد جمة ، سواء نظرنا إليه من النواحي الإعلامية أو السياحية ، فهو يضع الأردن في الأخبار ، ويجتذب شخصيات وقيادات عالمية هامة ، ويعطينا منبراً نقدم من خلاله وجهات نظرنا في القضايا العالميـة ، كما فعل جلالة الملك في خطاب الافتتاح.

ليس متوقعاً من المنتدى أن يتوصل خلال يومين ونصف اليوم إلى حلول ناجعة للقضايا السياسية والاقتصادية المعقدة ، فجدول أعماله ليس أكثر من عناوين تقع تحتها آراء مختلفة ، لا ينتج عنها لا قرارات ولا توصيات. ومن الواضح أن منظمي المؤتمر لا يهمهم أن يتجه الحوار بهذا الاتجاه أو ذاك.

الأهمية الحقيقية للمؤتمر في نظر معظم المشاركين فيه هي توفيره فرصة الالتقاء بالآخرين ، سواء كانوا مسؤولين أو سياسيين أو رجال أعمال أو إعلاميين أو مستثمرين ، فهذه اللقاءات تعني الكثير لرجال الأعمال الذين يبحثون عن عملاء أو شركاء ، وتعني الكثير لوسائل الإعلام بدلالة إجراء مئات المقابلات الإذاعية والتلفزيونية ، وهو بالتأكيد مهم للسياحة.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد