المشاريع الكبرى .. نجاحات واخفاقات

mainThumb

18-05-2009 12:00 AM

القطاعات التي تملك استراتيجيات واضحة نجحت في تخطي اثار الازمة العالمية

بعد استفحال الأزمة الاقتصادية العالمية وما خلفته من تداعيات سلبية على الدول الصغيرة قبل الكبيرة ساد انطباع متشائم في الأوساط الاردنية بأن كل »المشاريع الكبرى« التي تخطط الحكومة لتنفيذها أو الاستثمار فيها ستتوقف بسبب نقص التمويل وعزوف الشركات العالمية عن ضخ الأموال الشحيحة فيها. بيد ان الصورة لم تكن سوداوية الى هذا الحد, فقد اتضح لاحقا ان القطاعات التي تملك استراتيجيات وخططاً مدروسة ما زالت قادرة على جذب الاستثمار, اما المشاريع التي افتقرت الى الرؤية أو التي اديرت بدون حكمة تعثرت واحجم عنها المستثمرون.

قطاع الطاقة على سبيل المثال ما زال قادراً على جذب الاستثمارات لانه يملك استراتيجية واقعية تستند الى امكانيات متاحة او محكمة وفق دراسات علمية ولهذا نجح في استقطاب شركات عالمية للاستثمار, والاتفاقيات التي وقعت بالأمس مع »شل« العالمية للتنقيب عن الصخر الزيتي ومع بريتش بتروليم للتنقيب عن الغاز ومن قبل الاتفاقية مع »اريفا« الفرنسية لاستغلال اليورانيوم وبناء المفاعلات النووية تدلل على ان القطاعات الواعدة تستطيع جذب المستثمرين في اسوأ الظروف الاقتصادية.

قطاع المياه نجا هو الاخر من اثار الازمة الاقتصادية ورغم الصعوبات التمويلية التي واجهها مشروع الديسي صمد الاتفاق مع شركة »غاما« التركية بعد ان تخطى عقبة الغلق المالي بشق الأنفس.

وفيما توقفت مشاريع عقارية وانشائية في منتصف الطريق استمر العمل في مشروع المطار الجديد بوتيرة عالية ويتوقع المطلعون على سير العمل ان ينجز المشروع في الوقت المحدد له.

مشاريع النقل الأخرى مثل سكة حديد عمان - الزرقاء وتطوير وسائل النقل في عمان تعطلت إما لعدم جدواها او لافتقارها للادارة السلمية.

وينبغي الاشارة ايضا الى تعثر مشروع اخر هو نقل ميناء العقبة لان القرار بشأنه اتخذ على عجل والاستثمار فيه يتطلب مبالغ كبيرة يصعب على الشركات المجازفة فيها في الظروف العادية فكيف في ظروف الازمة المالية التي نشهدها.

اما ابرز المشاريع التي تعثرت وربما كان ذلك من محاسن الازمة الاقتصادية مشروع بيع اراضي دابوق ومباني القيادة العامة التي لاقت معارضة واسعة في الشارع الاردني فجاءت الازمة لتقضي على آمال المراهنين على صفقات رابحة من ورائها. الحكومة وفي مسعى لفرملة عملية البيع قررت تشكيل هيئة تابعة للضمان الاجتماعي لادارة »المنطقة« على مراحل. وأظن ان الأمل بتأجير او بيع مباني »القيادة« يتلاشى والبديل الواقعي هو اعادتها الى الجيش كمقر لقيادته العامة والتخلي عن فكرة بناء موقع جديد في الماضونة.

التحربة الاردنية مع الازمة الاقتصادية فرصة لاستخلاص الدروس للمستقبل وأول هذه الدروس ان المشاريع التي تبنى على استراتيجيات ودراسات علمية سيكتب لها النجاح مهما كانت الصعوبات اما تلك المشاريع القائمة على الفهلوة فستظل قصوراً في الهواء.0



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد