عدم الانحياز اسم على غير مسمى

mainThumb

16-07-2009 12:00 AM

في شرم الشيخ تنعقد هذه الأيام قمة عدم الانحياز، وهم تضم عدداً كبيراً من الدول المتفاوتة في الحجم والأهمية، لا يجمع بينها شيء سوى الفقر والتخلف، بعد أن انتهى عدم الانحياز السياسي بانتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي منذ عشرين عاماً.

في السابق كان عدم الانحياز يعني الحياد (الإيجابي) بين الغرب (أميركا وأوروبا) من جهة وبين الشرق (الاتحاد السوفييتي وحلفائه) من جهة أخرى، وبما أن الاتحاد السوفييتي قرر الانتحار واختفى من الوجود مخلفاً دولاً لا تتصدى لأميركا بل تتعاون معها، فلم يبق مكان لعدم الانحياز السياسي.

حتى في وقتها، كانت دول عدم الانحياز انتهازية. وخلافاً للشعارات المرفوعة كان معظمها منحازاً فعلاً إلى هذا المعسكر أو ذاك، بل إن آباء ومؤسسي حركة عدم الانحياز: نهرو وشوان لاي وعبد الناصر وتيتو كانوا منحازين اختياراً أو اضطراراً.

كانت الحركة القومية ومعظم الدول العربية تقول بالحياد بين أميركا التي تنحاز لإسرائيل وتزودها بالمال والسلاح والدعم السياسي، وبين الاتحاد السوفييتي الذي انحاز للعرب وزودهم بالسلاح، مما أسهم في إسقاط الاتحاد السوفييتي وانفراد أميركا بالقطبية وانحيازها المطلق لإسرائيل.

قمة عدم الانحياز المجتمعة في شرم الشيخ سوف تخرج ببيان سياسي مطول يؤيد هذا ويعارض ذاك، ويطالب بكذا ويدعو إلى كيت، ولكن كل هذا فقاعات هوائية لا تؤخذ مأخذ الجد وليس لها وزن على الصعيد الدولي.

دعونا نعترف بأن ما كان يسمى العالم الثالث (ولم يعد الاسم ملائماً لعدم وجود العالم الثاني) منحاز لأميركا، ولا استثني كوبا وإيران وكوريا الشمالية وروسيا والصين، وكلها بانتظار مكالمة هاتفية من الرئيس الأميركي لتهرول إلى البيت الأبيض لتنال بركاته.

شعار عدم الانحياز سلبي بالمطلق، فهو ينفي صفة معينة ولكنه مفرغ من أي معنى إيجابي، فما الذي تريده حركة عدم الانحياز، ولماذا لا تسمي نفسها بالأهداف التي تريد تحقيقها بدلاً من الصفة التي تدّعي أنها لا تتصف بها.

شعار عبد الناصر (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا) يناقض فكرة الحياد وعدم الانحياز، ومن يقف على الحياد بين أصدقائـه وأعدائه لا يستحق الاحترام. الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد