مهاهاة و«دي جي»

mainThumb

26-07-2009 12:00 AM

يا الله كم أنزعج عندما أقرأ على بطاقة عرس :(...) وذلك من الساعة السابعة الى التاسعة مساء في صالة كذا..

**

الى اللحظة لا أستطيع أن أستوعب أن الفرح يحدد بالساعة والدقيقة...بحيث قبل السابعة بدقيقة ممنوع علي وعلى آل العريس أن نفرح، كما أنه بعد التاسعة ممنوع علينا أيضا..

أنا أكره نفسي عند مشاركتي لأحدهم في صالة أفراح، في الغالب يقف بعض المنظمين في باب القاعة، يتفحصون الوجوه، ويرشدون التائهين، ويوقفون المتحفزين للفرح، تماما كما يقف المضيفون على باب الطائرة..ولولا الخجل لطلبوا منك البوردنج قبل دخولك الصالة..تختار طاولة يشاركك عليها أشخاص آخرون في الغالب لا تعرفهم وفي أفضل الأحوال بالكاد تتذكر أسماء عائلاتهم، وكثيرا ما تنقضي الساعتين وانت تسأل نفسك وين شايفه ؟..

في صالة الرجال، ركود وملل و مجاحرة تطلق عشوائيا بين الجالسين، الوضع يشبه الى حد كبير الاستماع الى محاضرة في التنمية السياسية أو ندوة عن قانون المالكين والمستأجرين..هدوء مقيت، ابتسامات مجففة يطلقها أهل العريس للحاضرين..ومجاملات مستعملة ترمى في وجوه المعازيم، وخفة دم مفتعلة يقوم بها شقيق العريس الأعزب..كلام ودخان وسؤال عن التواليت في غياب حقيقي للفرح، تفتفد: لصوت الدبكة، لانسياب المليحية من جهة الأكواع، لصوت تلحيس الأصابع، لطعجات دقيق الشبيبية ، وحرد عازف المجوز، وسرقة وتقطيع التينة من الحاكورة، واختفاء فردة حفاية ابن انتصار، ولهاية بنت خولة، وتهريب رأس مطبوخ الى أحد أولاد كرمة العلي المناوبين في المعسكر، وتعليق الشرشف فوق طاولة العروسين..وصوت خالة العريس المبحوح، ووجه ام العريس المحمر التي تمثل الكوردنيتور بالعرس، وعمة العريس التي تربط اشاربا موردأ على خصرها لضمان جودة الانتاجية..

نفتقد كل شيء، الأب الذي يتلقى قبلة صادقة من العريس على يده، وتهاني الجيران...وصوت جلي الطناجر ، ورائحة الكراعين المرمية خلف سياج الدار..

في الصالة، تجلس غريبا على طاولة يشاركك فيها أربعة اشخاص يتكلمون عن مصاري البورصة احيانا، وعن الحكومة أحيانا اخرى، وعن تخبيص ابو مصعب، وعن فوائد البنك، والمتسوبيشي لانسر، وعن الفالج ...

يجود عليك عامل الصالة، بقطعة جاتو جافرة تشبه الاسفنج، وكأس كولا ساخن..تأكل وتشرب على عجل..ترن على أم العيال فلا تجيبك..تخرج بمنتهى الضجر كما يخرج حضور الأمسيات الأدبية...

***

في الخارج، تفرح عندما تسمع زغرودة ، ثم تحبط عندما تعرف انها كبسة زر على الأورغ ، و المهاهاة مقطع مسجل ع الدي جي الرأي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد