إسرائيل تلجأ للتطبيع الإلكتروني عبر موقع "القرآن نت"

mainThumb

07-12-2008 12:00 AM

اتخذت العلاقات الاسرائيلية - العربية منحنيات كثيرة منذ ظهور الدولة العبرية عام 1948 إلى الآن، وتحاول تل أبيب استخدام كافة الطرق للتقرب إلى العالم العربي إلا أن محاولتها دائماً ما تسفر عن الفشل الذريع بسبب سياستها الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني.

غير أن إسرائيل وجدت ضالتها أخيراً فى التكنولوجيا لبناء جسر عبر شبكة الإنترنت وهو ما يمكن أن نطلق عليه "التطبيع الإلكتروني"، مستغلة في ذلك ولع الشعب العربي عامة والإسلامي على وجه الخصوص بتصفح الإنترنت ، لاسيما إن كان المضمون إسلامي.

هذا النوع من التطبيع الجديد ظهر جلياً عندما أطلق باحث إسرائيلي بالتعاون مع طلابه موقعاً عبر الإنترنت يهدف إلى معالجة مشاكل الحياة اليومية من منظور قرآني.

وأعرب القائمون على موقع "Quranet.net" عن أملهم فى أن يصبح هذا الموقع بمثابة جسر بين الإسلام والغرب من خلال تطبيق الحكمة من أقدس كتاب عند المسلمين على مشاكل العصر الحديث.

ونقلت شبكة سي إن إن عن أستاذ الكلية الأكاديمية العربية للتعليم في جامعة حيفا البروفيسور عوفر جروسبارد قوله "نسعى إلى تحويل القرآن إلى أداة عصرية، ليجد كل شخص جواباً على أسئلته في النص القرآني من جميع النواحي النفسية والتعليمية".

ويقسم الموقع فصول من القرآن إلى مواضيع مثل "الخسارة، والمرض والمأساة،" ويقدم إجابات لهذه الأسئلة، مثل "هل الخسارة ذريعة للعدوان؟" و"ماذا نقول لشخص يرفض قبول بادرة للسلام؟"

ويعرض الموقع الإجابة على تلك الأسئلة مع الآية القرآنية ذات الصلة، تليها تعليلات نفسية للمسألة.

وقال القائمون على الموقع من خلال مقدمة كتبت على صفحاته: "يحوّل قرآن نت القرآن الكريم إلى أداة معاصرة وعملية تحت تصرف كل والد وكل معلم، وبذلك يضع الموقع القرآن الكريم وتوجيهاته العظيمة لخدمة جميع البشر بطريقة لم تكن متاحة حتى الآن".

وتابع: "يمزج قرآن نت بين القرآن الكريم وبين نظريات علم النفس الحديثة، وبذلك يكوّن جسرًا للتفاهم ثنائي الاتجاه بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، يتعرف المستخدم المسلم من خلال الموقع على الجوانب التربوية الحديثة التي تنطوي عليها الآيات القرآنية الكريمة، في حين يطّلع المستخدم الغربي على الدلالات التربوية التي تنطوي عليها آيات القرآن الكريم.

وأضافت المقدمة "يعرض قرآن نت جمال آيات القرآن الكريم التي تضع حرمة الإنسان وكرامته في المركز، وبذلك يردّ، من جهة،على كل أولئك الذين يحملون أفكارًا مسبقة سلبية عن القرآن الكريم مبنية على جهلهم وعدم معرفتهم للإسلام ومن جهة ثانية يضع حدًا جازمًا وقاطعًا لتشويه صورة القرآن الكريم واستعماله كمن يشجع على الإرهاب".
وقد خطرت الفكرة للبروفيسور جروسبارد أثناء تدريسه مادة علم النفس لصف من الطلاب البدو، بعد أن جاءته امرأة بدوية تدعى بشرى مزاريب قائلة "ما تدرسه لنا لا ينفع على الإطلاق عندما تأتي أم وتقول إن الجن تلبس ولدها".

وقالت مزاريب مخاطبة جروسبارد "الفكر الغربي والتفسيرات نفسية لا تصلح عند معالجة القضايا العربية، والطريقة الوحيدة لمعالجة تلك القضايا تكمن في القرآن".

وتقول مزاريب التي تخطط للعمل مع الآباء من البدو بوصفها مستشارة المدرسة، إنها تعتقد أن "كلمات القرآن مفتاح لمعالجة كثير من المشاكل التي يعاني منها الآباء والأمهات".

وتضيف "أحب أن أوضح شيئاً للآباء والأمهات في اللغة التي يفهمونها، ذلك أنهم لا يفهمون علم النفس، بل يفهمون تعاليم القرآن... فهو من عند الله، وهذا أمر غير قابل للجدال".

من جانبهم، يرى المراقبون ووسائل وسائل الإعلام العربية أن هذا الموقع وما يتبعه من مواقع أخرى ما هو إلا "أجندة سياسية" مرسومة بدقة من إسرائيل، للسيطرة على ثقافة العربية والإسلامية.

ويقول البروفسور أكبر أحمد من كلية الدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية في واشنطن "ضع السياسة جانباً، فإن فكرة تفسير العلماء اليهود للنصوص الإسلامية ليست جديدة".

ويضيف "أي شيء يعزز التفاهم، وبناء الجسور، والصداقة بين الأديان هو مشجع.. لكن البعض في العالم الإسلامي لا بد أن يكون متشككاً بالنظر إلى الطبيعة الحساسة لتفسير النصوص المقدسة".

يذكر أن إسرائيل تقوم حالياً بحملة تعريفية لها لجذب العالم إليها، ولا يخفى على أحد كم الإعلانات المنتشرة عبر المواقع العالمية خاصة ياهو.

وتنشر إسرائيل إعلاناً عبر موقع ياهو تحت عنوان "تعرف على إسرائيل" من أجل تقديم معلومات للعالم حول طبيعتها الساحرة، على حد زعمها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد