قراصنة انترنت يستخدمون وسائل عديدة لابتزاز الضحية باشكال مختلفة

mainThumb

04-02-2009 12:00 AM

وفاء مطالقة - تلقى العديد من المواطنين رسائل الكترونية من اصدقاء تفيد بانهم ضلوا الطريق وفقدوا اموالهم واوراقهم الثبوتية خارج المملكة ويطلبون مساعدة مالية ليتمكنوا من العودة , فيما تلقى اخرون رسائل من بنوك تطلب اعادة توثيق بياناتهم الشخصية الخاصة بالبنك والبعض تلقى رسائل عبر الهاتف الخلوي من اشخاص معروفين لديهم تحوي صورا غير لائقة .

وسائل وطرق عديدة استعملها قراصنة انترنت للوصول الى الضحية وابتزازها باشكال عديدة , لكن غالبية الحالات التي سجلت في ادارة البحث الجنائي في مديرية الامن العام تم فيها القاء القبض على الجاني , وان ما يزيد على مئة حالة تم تسجيلها منذ عام ونصف العام تتعلق بجرائم الكومبيوتر والانترنت تم حل جزء كبير منها عبر الملاحقة الالكترونية وفقا لرئيس شعبة المتابعة الخاصة في الادارة.

جريمة الانترنت تخطت الحدود اذ من الممكن ان يكون الجاني في قارة والمجني عليه في قارة اخرى ولا تربطهما اي معرفة والسبب يكون اما لاثبات الذات او الابتزاز .

المستشار الدولي في شؤون التخطيط والبيئة الدكتور سفيان التل تحدث لوكالة الانباء الاردنية عما حدث له من قرصنة على موقعه الالكتروني الذي يضم مجموعة من المحاضرات والمقالات الخاصة به وتمكن من اعادته الى ما كان عليه مستعينا باحد المختصين بالحاسوب والانترنت بعدما تم اقتحام الموقع وتدميره .

كما تعرض البريد الالكتروني الخاص بالتل بحسب قوله لقرصنة حيث وصلت رسائل الى كل العناوين المخزنة لديه جاء فيها انه في ماليزيا وفقد كل ما يملك من اموال وأوراق ثبوتية وانه بحاجة الى مساعدة ماليّة إلاّ ان أصدقاءه تنبهوا الى ذلك كونهم يعلمون بوجوده في عمان.

واشار الى انه لم يتقدم بشكوى الى الامن العام وانه عمل على حل المشكلة من خلال الاتصال بشركة " هوت ميل" لاعادة بريده الذي تعرض للسرقة الا ان ذلك اخذ حوالي اسبوعين نظرا لعدم تاكد الشركة من هويته اذ كان السارق يستخدم ذات البريد الخاص بالتل باسمه وعلى عناوينه .

وقال ان مجهولين بثوا رسائل وصورا غير لائقة من هاتفه الخلوي الى ارقام مخزنة لديه وصلت الى حوالي مئة شخص مضيفا ان اصدقاء له بادروا بالاتصال به مستفسرين عن تلك الرسائل مما اضطره الى اغلاق جهازه الخلوي مؤقتا لمعالجة الموضوع .

رئيس لجنة الحريات العامة في نقابة المهندسين ميسرة ملص قال ان قراصنة تمكنوا من الدخول على بريده الالكتروني وارسال رسائل الى كل الاسماء المخزنة لديه تفيد بانه في مانشستر في بريطانيا وبحاجة الى 2500 باوند ليتمكن من العودة الى الاردن مشيرا الى ان اصدقاءه اتصلوا به مستفسرين عن ذلك الا انه لم يتمكن من فتح بريده لاستيلاء القراصنة عليه بالكامل .

وقال انه اتصل بشركة ( الياهو) في محاولة لاستعادة بريده الخاص , وفي الوقت ذاته نشر خبرا بصحف محلية ومواقع الكترونية نفى من خلاله صحة الرسالة الواردة اليهم .

ريتا سليم التي وصلتها رسالة عبر بريدها الالكتروني تطلب فيها تحديث بياناتها الشخصية الخاصة بالبنك الذي تتعامل معه قالت انها اتصلت مع ادارة البنك التي نفت بدورها هذه الرسالة وحذرت زبائنها من اعطاء بياناتهم لاي شخص كان.

الباحثة الاجتماعية ميساء القرعان قالت انه يمكن تصنيف القرصنة أو اختراق المواقع الالكترونية بحسب المستهدفين إلى أصحاب مواقع عليا أو مسؤولين أو مشاهير مشيرة الى ان هناك نوعا آخر وهو استهداف شخصي لأناس عاديين , وان الدوافع تختلف تبعا للمستهدف بالاختراق.

وبينت ان البعض قد يخترق موقعا مهما للحصول على معلومة تهم شريحة من الناس أو لرغبة في تعطيل الموقع بناء على موقف سلبي من مسؤول أو جهة ما .

واشارت إلى وجود بعض الدوافع والأسباب السياسية في الصراع الذي قد ينشب بين الشعوب والحضارات ,وقالت ان التعرض لرمز ديني يدفع المستهدفين لخوض حروب الكترونية دفاعا عن الرمز ,الامر الذي يؤدي الى محاولة اختراق المواقع التي تكون بمثابة ساحات للحروب .

واوضحت ان حروب القرصنة الالكترونية التي تلت العدوان الاسرائيلي على غزة خير مثال على ذلك حيث نشطت بعض الجهات في فضح جرائم العدوان على الانترنت مما عرض هذه المواقع الى الاقتحام والتجميد .

واضافت ان هذه الجهات عملت بحسب تصريحات بعض ناشطيها على تعطيل بعض مواقع تابعة للحكومة الاسرائيلية لساعات موضحة ان الدوافع بشكل عام إما أن تكون دفاعية أو هجومية باستخدام هذه الوسيلة التي أصبحت متاحة.

وفيما يتعلق باختراق مواقع شخصية لأناس عاديين أو اختراق بريدهم الالكتروني وأجهزة حواسيبهم قالت ان هذا يحدث من قبل قراصنة لديهم رغبة في كشف خصوصيات الآخر أو للإمساك بدليل يتم استخدامه كأداة تهديد موضحة ان الدوافع النفسية في كشف الآخر وإشعاره بأنه مكشوف يعزز ثقة المخترق بتفوقه وقدرته على استغلال الشخص المستهدف اما جسديا أو عاطفيا إذا ما كان بين شاب وفتاة وقد يكون استغلالا ماديا أو أي نوع آخر .

واوضحت انه مهما اختلفت الدوافع أو الصور إلا أن الاختراق لا يتعد كونه فعلا هجوميا انتقاميا أو فعلا لإثبات الذات أو فعلا دفاعيا عن طريق أجهزة ووسائل اتصال يصعب فيها إثبات الجريمة .

رئيس شعبة المتابعة الخاصة في ادارة البحث الجنائي المقدم حسين الشبلي حذر مستخدمي شبكة الانترنت الذين يملكون بريدا الكترونيا من اساليب متعددة يتبعها اشخاص قد يوجدون خارج المملكة مبينا ان موضوع القرصنة اتخذ اشكالا متعددة كالسطو على المواقع الشخصية او البريد الالكتروني او الحسابات البنكية.

واضاف انه عادة ما يتم إرسال بريد الكتروني إلى العديد من العناوين الالكترونية لأشخاص لديهم حسابات في بنوك تقدم خدمات البنك الالكترونية عبر شبكة الانترنت يدعو صاحب الحساب البنكي إلى الدخول إلى رابط البنك المرفق مع البريد الالكتروني لإعادة إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور نظرا لوجود تعارض في بياناته مع بيانات عميل اخر مبينا انه تم تسجيل جميع الحالات والقاء القبض على الجاني .

المقدم الشبلي الذي اقر بوجود جريمة انترنت قال انها في تزايد مستمر مشيرا الى ان اي استخدام غير مشروع لشبكة الانترنت يثبت فيه الحاق ضرر معنوي او مادي على شخص اخر هو جريمة يعاقب عليها القانون ,وان دخول شخص الى بريد الكتروني لاخر بدون علمه هو جريمة .

واضاف ان القسم الخاص بجرائم الكومبيوتر الذي انشىء قبل عام ونصف العام يعنى بجرائم الانترنت من احتيال او ابتزاز او انتحال شخصية او سرقة مواقع داعيا كل من يتعرض لاي ابتزاز عبر شبكة الانترنت الى مراجعة الشعبة التي ستقدم له الخدمة مع المحافظة على سرية المعلومات كاملة .

واشار الى ان طبيعة المجتمع الاردني تتسم بالخجل الاجتماعي ما يمنعه من تسجيل شكوى خاصة اذا كانت المتورطة فتاة .

وقال ان ادارة البحث الجنائي تستقبل جميع الشكاوى عبر موقع المديرية على الانترنت او خطيا او هاتفيا مؤكدا انه لا يتم اغفال اي اتصال اذ يتم التعامل مع جميع القضايا بموضوعية وسرية الى ان يتم حل الاشكال والقبض على الجاني او المتسبب بالازعاج .

وعن لجوء البعض الى استعادة بريدهم الالكتروني بجهود شخصية عبر الاتصال مباشرة مع الشركات الدولية المسؤولة عن خدمات البريد الالكتروني مثل (هوت ميل او ياهو ) قال انهم تصرفوا بشكل فردي وربما استعانوا بفنيين , محبذا ان يتم ذلك من خلال مديرية الامن العام لان مخاطبة الجهات الرسمية مع بعضها تكون اسهل واسرع مع تاكيد سرية المعلومات الموجودة على البريد الالكتروني التي تكون عرضة لمعرفة الفنيين الذين استعادوا البريد الالكتروني وبالتالي احتمال تعرض المجني عليه الى الابتزاز لاحقا .

واكد الشبلي انه يتم ملاحقة مرتكب الجريمة حتى لو كان من خارج المملكة موضحا ان الاردن ومعظم دول العالم وقعوا على اتفاقيات مكافحة الجريمة الالكترونية ,وانه وبموجب اتفاقيات دولية فان اجهزة انفاذ القانون تستطيع ملاحقة اي مجرم خارج المملكة من خلال الشرطة العربية والدولية ( الانتربول ) ضمن اطار اتفاقيات عربية وعالمية .

وحول الجرائم التي تم تسجيلها لطلب مبالغ مالية من الناس قال انها اسلوب احتيالي مستحدث على جرائم الانترنت بحيث يتم اختراق احد المواقع لاحدى الشخصيات ويفضل ان يكون خارج المملكة او ينوي السفر الى الخارج , وبعد تاكد القرصان من خلال دخوله على البريد الالكتروني الخاص بالضحية وانه قام بالحجز في فندق معين في فترة معينة فانه يحاول ارسال رسائل الكترونية الى الاسماء المخزنة لدى الضحية يقول فيها انه في ورطة مالية وانه تعرض لعملية سرقة وبحاجة الى المال ليتمكن من العودة الى البلاد وانه يطلب مبلغا يتراوح بين الفين وثلاثة الاف دولار .

وقال ان الشخصيات التي يتم ابتزازها عادة ما تكون مقتدرة ماليا وتتمتع بعلاقات طيبة في المجتمع حيث تجد هذه الشخصيات استجابة من الاصدقاء عند الاتصال بهم , مبينا انه تم تسجيل حالات وقع ضحيتها اشخاص يتمتعون بالنية الطيبة ,وان البعض لا يزال يقع ضحية لتلك الجرائم .

واضاف انه تم تسجيل العديد من قضايا الهواتف الخلوية والتي تم حلها والقبض على الجاني مبينا ان جهاز الامن العام حريص على المواطن حرصه على نفسه اذ يهمه في المرحلة الاولى تحقيق الامن للمواطن بسرية تامة وتخليصه من الضغط النفسي في حال بث اسراره واموره الشخصية .

وشدد على ضرورة ان يلجأ اي شخص ينوي بيع هاتفه او استبداله ان يستعين بفنيين للتاكد من شطب ملفاته الخاصة من اصولها اضافة الى عدم ائتمان اي كان على بريده الالكتروني .

واستعرض ابرز طرق الاحتيال باستخدام الانترنت مثل الاحتيال بواسطة الدفع مقدما بايهام الضحية بانه فاز بجائزة كبرى والاحتيال بطرق الاعمال / التوظيف او سرقة الهوية عن طريق تعبئة جميع البيانات الخاصة بالشخص وطرق الاحتيال ببطاقة الاعتماد / الائتمان حيث يتم سرقة ارقام هذه البطاقات والحصول على اموال او ممتلكات لاحقا اضافة الى الاحتيال بالشيكات المزورة وغيرها من الطرق المبتكرة مؤكدا اهمية وعي المواطن وعدم التورط في مثل هذه الامور التي تبدو غريبة وغير منطقية . " بترا "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد