استبداد فوقه فساد

mainThumb

15-11-2008 12:00 AM

لماذا يتقدم العالم ويتخلف العرب عن ركب الديمقراطية?

اكثر ما يلفت الانظار في ردود العرب ومتابعاتهم للانتخابات الامريكية هي تلك الحسرة البادية في تعليقاتهم. صحيح ان الارتياح العام لرحيل بوش كان هو الشعور الطاغي, لكن الانتخابات بحد ذاتها والسلوك الذي طبع تصرفات الفائز والمهزوم نكأ جراحاً غائرة في الجسم العربي وذكر عشرات الملايين الذين ابتلوا بالتمديد والتوريث والتأبيد.

وبعض الحكام العرب لم يراعوا شعور شعوبهم وعمدوا الى استفزازهم على نحو فظيع. فبينما كان العالم يقف مشدوهاً لانتصار المرشح الاسود والمهاجر في امريكا كان برلمان عربي يصوت بالاغلبية الساحقة على تعديل الدستور للتمديد للرئيس, وفي بلد عربي اخر كان مؤتمر الحزب الحاكم يعقد اجتماعاته. ويمهد لتوريث السلطة من الاب لابنه.

وسبق هذا وذاك مؤتمر لحزب عربي آخر اصدر فرماناً للبرلمان بتعديل الدستور كي يستمر الرئيس في منصبه.

بعد المؤتمر الصحافي الاول للرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما نشرت الصحف في اليوم التالي صورة اوباما يغادر قاعة المؤتمر مسرعاً ورشيقاً وهو يحمل في يمنيه حقيبته الشخصية ودستة من الملفات. في اليوم التالي كان مشهد تلفزيوني لزعيمين عربيين يبعث على الاحباط, الزعيمان وقد تجاوزا السبعين بكثير , يسيران في ساحة المطار بتثاقل, اقدامهما ثقيلة على الارض بحكم العمر والوزن.

حال البلدين يعكس حال الزعيمين حيث تترنح شعوبهما تحت وطأة الازمات السياسية والاقتصادية.

في اول ظهور له بعد خسارته الانتخابات سُئل المرشح الجمهوري جون ماكين ان كان يفكر بخوض الانتخابات مرة اخرى رد بالقول »آخر ما يحتاجه الامريكيون الان هو خاسر يشعر بمرارة«.

اما الرئيس السابق جورج دبليو بوش فاجاب على سؤال حول خططه بعد ثماني سنوات من حكم اقوى دولة في العالم بالقول »انني ارغب بالعودة بسرعة الى تكساس فقد اشتقت لاصدقائي, وقد افكر بكتابة مذكراتي«.

في العالم العربي لا وجود لمرشحين خاسرين اصلاً. وفي مثل هذه الحالة لا مبرر للبحث عن رئىس سابق.

كيف نبدو نحن العرب امام هذا العالم الذي اجتاحت قيم الديمقراطية كل اطرافه, ولم يبق غيرنا خارج اسواره.

العالم العربي بات مشكلة العالم. وللاخر الحق في طرح السؤال من دون مجاملة, لماذا تقدم العالم وتخلف العرب? لماذا تنجح الديمقراطية وتداول السلطة في بلدان الدنيا وتفشل عندنا?

والطامة الكبرى ان الانظمة في العالم العربي لا تكتفي بالاستبداد وانما بالفساد ايضاً الذي بات صفة ملازمة لانظمة التوريث والتحديث والتأبيد.

في الوضع الراهن لا نحتاج الى تحليل واقع الانظمة العربية, فقد شبعنا شرحاً لطبيعتها. حال الشعوب العربية هو الذي يستحق الدراسة, فلم اسمع من قبل عن شعوب تقبل لنفسها هذا القدر من المهانة وتظل تصفق.0العرب اليوم




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد