اولاد الحرام في المسلسلات التركية

mainThumb

07-05-2009 12:00 AM

لا اشاهد المسلسلات التركية المدبلجة لكن بعض مشاهدها تفرض نفسها عليك فرضا في بعض الاحيان, وفي سياق ذلك يصاب المرء بصدمة كبيرة جدا من العادات الاجتماعية والثوابت التي تتكرر في هذه المسلسلات وتكاد تكون القاسم المشترك لها.

المجتمع التركي لا يزال بغالبية ابنائه وفئاته الاجتماعية مجتمعا محافظا وبنزعة دينية ايضا, والدليل على ذلك ان هذا المجتمع تفرز الانتخابات البرلمانية فيه اغلبية نيابية اسلامية بكل معنى الكلمة, اما الحياة الاجتماعية فيه حتى في المدن الكبيرة ما عدا بعض المظاهر والاماكن ذات العلاقة بترويج السياحة فانها تخلو مما نراه يتكرر في هذه المسلسلات من قطع كامل للصلة بين ما نراه وما يجب ان تكون عليه الحالة في بلد مثل تركيا فما نراه يحطم الاسس الاخلاقية التي نعرفها ونتمسك بها نحن في الدول العربية والاسلامية.

عمليا; فان الانتاج والاخراج والحبكة او المحبكات التي تحتويها هذه المسلسلات تحقق لها نجاحا كبيرا اذ تجعل عائلات بأكملها تنتظر موعد البث لتتحلق حول التلفاز تتحملق في وقائع واحداث يشوبها الكثير من المفاهيم الغريبة عن مجتمعاتنا التي تتحول قطعا في اذهان المشاهدين خاصة الشباب منهم الى ما يشبه الواقع الذي يجب ان تكون عليه الحياة او الواقع الذي لا خلاف عليه في بلادنا وهذا هو مكمن الخطر.

في بلادنا العربية والاسلامية تعتبر حالات استثنائية ومدانة تلك التي ينتج عنها اطفال غير شرعيين يولدون ويترعرعون من دون ان يدري الاباء عنهم شيئا, اما في هذه المسلسلات فانها بالاغلب تعتمد على فكرة ظهور مثل هؤلاء الاطفال بشكل مفاجئ في حياة ابطال المسلسلات وما ينتج عن ذلك عن اثارة وتشويق هو الاساس في الاقبال على متابعتها.

عمليا لا اعتقد بأن هذا هو الفن والثقافة الحقيقية في دولة يحكمها حزب اسلامي وفي محاولة لتحليل الواقع يبدو ان هذه المسلسلات كافة يجري انتاجها لاغراض تجارية ونحن نعلم أن في تركيا عشرات المحطات الفضائية التي ينتج بعضها افلاما اباحية ولا استطيع ادعاء معرفتي بمدى تأثيرها او تأثير ابطالها على المجتمع التركي ذاته لكنني اجزم بأن تأثيراتها على المشاهدين العرب هي الابرز والاكثر وضوحا بعد دبلجتها لتسويقها على المشاهدين العرب.

مشكلتنا الكبرى في زمن الفضائيات التي لم يعد هناك مجال للتحكم فيها وضبط ما تبثه انه لم تعد هناك جهة تستطيع اللجوء اليها لوقف هذه المسلسلات الخطيرة في هجومها المنظم على القيم والاخلاق والعادات, وباتت المعركة الكبرى معركة داخلية داخل كل اسرة او مجتمع صغير وهي من اكثر المعارك صعوبة في مثل هذه الايام . العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد