من زهير عبد القادر إلى طايل الضامن ..

mainThumb

06-11-2009 12:00 AM

د.أحمد النوتي - دبي

الأستاذ زهير عبد القادر المحترم باسم هيئة التحرير في صحيفة السوسنة وباسم كافة كتايها وقرائها ومحببيها أبعث لحضرتكم بخالص التحية والتقدير على ما أوليتموه للسوسنة من تقدير، وعلى نقلكم لوجهات نظر قراء هذه الصحيفة.

أخي العزيز لقد مللنا صحافة الدجل والتضليل والتزييف، ومللنا الصحف الصفراء، ومللنا الردح والرداحين الذين استولوا على حرية الكلمة، وموضوعية التعبير، ولقد ضقنا ذرعا بالمتنطعين والمسترزقين الذي يميلون مع الريح حيث تميل ...، لقد حرمنا هؤلاء الذين يسيرون في شوارع الإعلام الضيقة من معرفة الكثير الكثير من الحقائق، وغيبوا عنا رائحة المصداقية، فأصبحنا لا نشتم إلا ما يزكم الأنوف، ويقززالنفوس، لقد أصبنا بالغثيان من كثرة الأقنعة التي يستبدلونها ، وبالقرف من تعدد الألوان والأصباغ التي يضعونها على وجوههم.

شغفتنا أقلامهم حبا ردحا من الزمن، وكان الواحد منا لا ينام إلا إذا قرأ مقال الجهبذ فلان، أو النحرير علان، لكن بعد أن سقطت الأقنعة، ولم تبق إلا ورقة التوت التي تستر عورتهم فهمنا سر اللعبة، وعرفنا شطرا من الحقيقة التي ما زال نصفها الآخر مغيبا عنا.

وبما أن العالم الآن أصبح حارة ضيقة، لا قرية صغيرة، أضحى كل شيء- إلى حد ما- مكشوفا ومعلوما، وتحولنا إلى ديكارتيين غصبا، نشك بكل الإعلام حتى نتبين الحقيقة الغائبة.

إن لغة العصر الآن هي لغة الحوسبة، وإن عصرنة اللغة بهذا المفهوم أتاحت سبل المعرفة والمتابعة للجميع، وإن الصحف الإلكترونية أخذت تتصدر عالم الإعلام، وإن أصحاب الإقلام الميتة قد فقدوا الكثير من بريقهم ولمعانهم الذي بهر الناس حينا من الزمن.

سئل برنارد شو لماذا تكتب؟؟ فقال: ليعرف الناس الحقيقة، وسئل صحفي هندي، لماذا تكتب؟؟ فقال : ليرحل الإنجليز عن بلادي، وسئل إعلامي عربي، لماذا تكتب؟؟فأجاب: أكتب لأعيش !!!!. وهذا هو أصدقهم، لأن مهنة الصحافة في عالمنا العربي هي مهنة لكسب الرزق وقوت العيال، وهي ليست كما يقال سلطة رابعة بين السلطات.

لقد آن لهؤلاء أن يترجلوا عن أحصنتهم الخشبية ، وليعرفوا أن جميع الناس تعلم كما يعرفون، وما موضوعاتهم إلا كمن يرقم على الماء، وما هي إلا موضوعات إنشائية لا تساوي قيمة المداد الذي تكتب به.

إن شارع الصحافة والإعلام لا يتسع إلا للصادقين والمنتمين لمهنتهم بحق بعيدا عن التزلف وتغيير الألوان التي تركت عمى عند القراء. فأريحوا أنفسكم أيها السادة، وأريحونا من العناء، وسلام على الصادقين. وعذرا أعزائي القراء فللحديث بقية ........

Alnooti_2005@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد