ميثاق الشرف إذ يأمر به جلالة الملك

mainThumb

21-12-2009 12:00 AM

الدكتور فكري الدويري
 
يفهم من ميثاق الشرف الذي أمر به جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله أن المسؤول في هذا البلد مهما علا منصبه عليه أن يعمل لصالح المجتمع , والجماعة في المجتمع ممثلة برئاسة الحكومة ومجلس الوزراء أولا عليها أن تعمل لصالح كل فرد فيه , حتى يطمئن الفرد انه لو أصيب سيجد من يحمله ويقوم بأمره في تضامن وتعاون وتكافل , ويطمئن المجموع وأصحاب القرار أن الفرد قد بذل نفسه واخلص في خدمة بلده ووطنه وقيادته , فيستحق كل التقدير والثناء والاحترام , قال تعالى : (و?Zت?Zع?Zاو?Zنُوا ع?Zل?Zى الْبِرِّ و?Zالتّ?Zقْو?Zى و?Zلا ت?Zع?Zاو?Zنُوا ع?Zل?Zى الإِثْمِ و?Zالْعُدْو?Zانِ)
إن تبادل الرأي والمشورة والعمل للصالح العام أساس في بناء الوطن ودوام الخير فيه , وهذه مسؤولية الجميع وأمانة في أعناق كل مواطن شريف في هذا البلد سائلا كان أم مسؤول , هؤلاء الذين يجب عليهم أن يتجاوزا عن حظ النفس , وينحازوا لحب الوطن والحرص على مستقبله , فلا يقصر أحد بواجبه , ولا يستغل منصبه لمنافع خاصة , ولا يحابي على حساب المصلحة العامة وحقوق المواطنين , فالوطن للجميع والكل محبوس لخدمته وعلى كل المستويات الحكومية والشعبية والحفاظ عليه واجب ديني وأخلاقي وجزء من الانتماء الحقيقي والولاء للقيادة الهاشمية المظفرة .
فالوطن كالشجرة إذا حافظ عليها الجميع أطعمتهم , وإذا قصر في حقها البعض خذلتهم , قال تعالى (مُّح?Zمّ?Zدٌ رّ?Zسُولُ اللّ?Zهِ و?Zالّ?Zذِين?Z م?Zع?Zهُ أ?Zشِدّ?Zاء ع?Zل?Zى الْكُفّ?Zارِ رُح?Zم?Zاء ب?Zيْن?Zهُمْ ت?Zر?Zاهُمْ رُكّ?Zعًا سُجّ?Zدًا ي?Zبْت?Zغُون?Z ف?Zضْلًا مِّن?Z اللّ?Zهِ و?Zرِضْو?Zانًا سِيم?Zاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أ?Zث?Zرِ السُّجُودِ ذ?Zلِك?Z م?Zث?Zلُهُمْ فِي التّ?Zوْر?Zاةِ و?Zم?Zث?Zلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ ك?Zز?Zرْعٍ أ?Zخْر?Zج?Z ش?Zطْأ?Zهُ ف?Zآز?Zر?Zهُ ف?Zاسْت?Zغْل?Zظ?Z ف?Zاسْت?Zو?Zى ع?Zل?Zى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّ?Zاع?Z لِي?Zغِيظ?Z بِهِمُ الْكُفّ?Zار?Z و?Zع?Zد?Z اللّ?Zهُ الّ?Zذِين?Z آم?Zنُوا و?Zع?Zمِلُوا الصّ?Zالِح?Zاتِ مِنْهُم مّ?Zغْفِر?Zةً و?Zأ?Zجْرًا ع?Zظِيمًا ) ترى الشجرة مكونة من جذر وساق وفرع وأغصان وورق وزهر وثمر . كل جزء من هذه الأجزاء يعمل لصالح الشجرة في الوقت الذي يؤدي فيه وظيفته . والشجرة بثمارها تعمل لصالح كل جزء وتحفظ النوع ليبقى بل ليزيد , فوا لله لا يغيض الكفار خلاف وشقاق ونزاع , ولا تخوين وتكفير وتفسيق , ولا تقصير في عمل أو غش في واجب , وإنما يغيظهم التكافل والتضامن والتراحم والتعاون الجاد بين الفرد والمجموع .
وكما يكون التكافل بين الفرد وأسرته القريبة , وبين الأسرة والأسرة , يكون بين الفرد وباقي أفراد المجتمع , ومجموع الأسر في الوطن كمجموع الأشجار في الحقل , فالشجرة وحدها أسرة ومجموع الأشجار في الحقل وطن وأمة , فإذا أدى الكل وظيفته كثر الثمر , واغتاظ الحاسد , وكبت العدو , والغصن الذي يتعطل عن وظيفته يقطع وقودا للنار . فالتعاون والتكافل والإخلاص في العمل هو الذي يصلح به شأن البلد , وتقوى شوكته , وتحفظ هيبته , وبذلك يتحقق للوطن شرفه وكرامته وهذا هو مغزى رسالة الشرف الذي أمر به جلالة الملك حفظه الله ورعاه .

juttem2006@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد