السوسنة - فكرة التداول بالعملات في سوق
الفوركس موجودة منذ وقت طويل و لكن فقط خلال السنوات القليلة الماضية أصبح لها كيانها الخاص.
من خلال سفر الناس حول العالم من دون أدنى فكرة عن كيفية وصولهم إلى وجهاتهم، فإن صرف العملات يتم بشكل فوري. إن كنت مسافراً من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ألمانيا، فقد قمت بالفعل بتحويل الدولار الأمريكي إلى اليورو من أجل شراء التذكرة. بغض النظر عن سعر التحويل عند ذلك الوقت، فإن ذلك هو ما دفعته.
مبدأ الرهان على زوج العملات يعتبر جديداً جداً. سوق العملات الأجنبية اليوم (فوركس) تعود أصولها إلى بورصة العملات التي جائت بعد سنوات الحرب العالمية الثانية. عند ذلك الوقت، تحت الإتفاقية الدولية المعروفة بإسم "إتفاقية بريتون وودس"، تبنت أغلبية عملات العالم عند ذلك الوقت سعر الصرف الثابت و الذي يقيس العملات نسبة إلى الدولار الأمريكي. الدولار ثبت إلى معيار الذهب. الفكرة كانت إستقرار قيم العملات و تحفيز التداول. خلال السنوات الـ 20 – 25 التالية، أصبح من الواضح بأن هذا النظام الغير مرن غير ناجح و تم التخلي عن معيار الذهب. بدلاً من ذلك، إنتقلوا إلى نظام يسمح فيه بتعويم أسعار الصرف و العثور على قيمها الخاصة، تجاوباً مع القوى السوقية.
اليوم، سوق العملات الأجنبية هو السوق الأكثر سيولة في العالم مع كون البنوك المركزية و الحكومات هم المتداولين الرئيسيين. المؤسسات الاستثمارية و مضاربي العملات و الشركات و الحكومات و غيرها من المؤسسات المالية تشكل حجم كبير من التداول اليومي، و يأتي المتداولين و المستثمرين الأفراد بعد ذلك.
معدل الدوران اليومي في سوق العملات الأجنبية العام و الأسواق المرتبطة بها تتنامى بشكل مستمر. بسبب عدم وجود سوق فعلي مركزي لفوركس، فإنه ليس من السهل دائماً تحديد رقم النشاط اليومي، و لكن التقديرات تشير إلى ان حجم التداول يعادل تقريباً 5 مليار دولار. يعتبر أكبر سوق في العالم بسبب أن هناك أسواق تمتد إلى شتى أنحاء الأرض تقريباً، يمكن للمتداولين التداول على مدار الساعة تقريباً وهو جزء من الأمر الذي يجعل هذا السوق عالمياً.
بالطبع، أغلبية المتداولين الذين بدؤوا التداول في فوركس يهتمون قليلاً بشأن تاريخ تداول العملات أو الأعمال الداخلية لسوق العملات الأجنبية. ما هم مهتمين به هو الطرق السهلة لفتح حساب فوركس و كيف يمكنهم تحقيق أرباح سريعة. ما عليهم معرفته هو أن 70% من المتداولين الجدد يخسرون جميع أموالهم خلال أسبوع من فتح الحساب التداولي. التداول الأعمى في فوركس يشابه الرهان على طاولة القمار. الأمر لا يكون بنسبة متساوية أبداً.
الطريقة التي يوصى بها لتحقيق الأرباح في فوركس هو تكريس الوقت في
تعلم التداول و قراءة الكتب و دراسة الاسواق و كيفية عملها. يجدر على المتداول ان يدخل عالم التجارة ببطء و استخدام حساب فوركس تجريبي في البداية من أجل الحصول على بعض الخبرة و تجنب الهوامش الكبيرة قدر الإمكان. عندها فقط يمكن أن يتقدم المتداول في هذه اللعبة.