وفاة محمد الطالبي المفكر التونسي المناهض للظلاميات

mainThumb

02-05-2017 09:56 AM

السوسنة - توفي، المؤرخ والمفكر التونسي محمد الطالبي ، الذي حارب لعقود الظلامية الدينية، عن 95 عامًا، وفي الوقت عينه كان يرفض تشويه صورة الإسلام المتعمد من قبل الغرب وتعميم حالات شاذة على أتباع دين بكامله.

ولد الطالبي العام 1921 في العاصمة التونسية، وتلقى علومه في المدرسة الصادقية العريقة في تونس، ثم في جامعة السوربون في باريس، وهو مجاز في اللغة العربية، ودكتور في مادة التاريخ، وكان احد مؤسسي الجامعة التونسية الحديثة.
 
كما كان أول عميد لكلية الآداب في تونس العام 1955، وكتب هذا "المثقف الكبير" ثلاثين مؤلفًا ومئات المقالات بالعربية والفرنسية، وحازها العديد من الجوائز. واجه الطالبي المؤمن المتعمق لأاكثر من نصف قرن الأفكار المتطرفة والمنحرفة عن الإسلام، داعيًا بقوة إلى رؤية مبتكرة للفكر الإسلامي.
 
وكان أكد في مقال لصحيفة "لوموند" الفرنسية عام 2006 أن الشريعة "نتاج بشري"، و"لا علاقة لها" بالإسلام، بحسب رؤيته، معللًا بأن "الدين، أي دين، يجب ألا يكون قيدًا وإكراهًا"، مضيفًا "لن آمل تكرار القول إن الإسلام يمنحنا الحرية".
 
وشدد في مقابلة أجراها أخيرًا مع أسبوعية "جون أفريك" أن "القرآن هو الوحيد الذي يتضمن تلك العبارة البالغة الوضوح والعلمانية: لا إكراه في الدين".
 
من آخر مؤلفاته عيال الله (1992) أمة الوسط (1996) مرافعة من أجل إسلام معاصر (1998) الإسلام: حرية وحوار (1999) كونية القرآن (2002) ليطمئن قلبي (2010) ديني الحريّة (2011).
 
عارض الطالبي بلا هوادة السلفية، التي يصفها بأنها "مناهصة للإسلام"، كما إنه تصدى بقوة "لخطر كراهية الإسلام التي تغذيها" بعض التيارات المسيحية. وقال في مقابلته مع جون أفريك "هؤلاء يرون أن الرسول محمد لم يأت إلا بأشياء سيئة ولا إنسانية".
 
 وعبّر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن "بالغ التأثّر وعميق الأسى" لرحيل الطالبي، الذي وصفه بأنه "المفكّر الحر والمجتهد المجدّد والمصلح الجريء والمناضل الوطني الصلب من أجل الحريّة والإنسانيّة" الذي "تتلمذت على يديه أجيال تلو أجيال، والذي لم تثنه في الدفاع عن دينه وعلمه وشعبه وأفكاره، لومة لائم ولا شوكة حاكم".( ايلاف )


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد